إغلاق أكبر مصفاة نفط في إسرائيل بعد قصف إيراني.. والصادرات تتضرر
هبة مصطفى

أُغلقت أكبر مصفاة نفط في إسرائيل بأضرار، عقب تعرضها لقصف إيراني بصاروخ فرط صوتي الأحد 15 يونيو/حزيران 2025، وامتدت آثاره حتى صباح الإثنين.
وتأثرت مصفاة بازان (Bazan) الواقعة في مدينة حيفا ومرافق ملحقة بها بالاستهداف، ما أدى إلى إغلاق مواقع مجمع الكيماويات الذي يحمل الاسم ذاته.
وحسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، قررت شركة "بازان" إغلاق مرافق المصفاة -المعروفة أيضًا باسم مصفاة حيفا النفطية- إثر الهجوم الصاروخي الإيراني، الذي أدى إلى مقتل عدد موظفيها، حسب حصيلة الأضرار في الأشخاص والمرافق المعلنة.
وذكرت الشركة أنها تتعاون مع شركة الكهرباء الإسرائيلية، التي "تحركت على الفور"، من أجل استعادة إمدادات الكهرباء المنتظمة للمجمع في أسرع وقت ممكن.
قصف أكبر مصفاة نفط في إسرائيل
بجانب مقتل 3 من موظفي شركة "بازان"، ألحق قصف أكبر مصفاة نفط في إسرائيل أضرارًا بخطوط أنابيب ومرافق نقل، وفق تأكيد نقَلَه موقع تايمز أوف إسرائيل عن الشركة.
وقد تشكّل أضرار الخطوط والمرافق عبئًا على الشركة المشغّلة، خاصةً أنها ممتدة لتربط منشآت مجمع الطاقة الشهير في حيفا.
وأكدت الشركة أن مرافق التكرير استمرت في عملها في اليوم الأول، لكنها اضطرت إلى إغلاق منشآت أخرى (لم تُسمِّها)، ولم تحدد الشركة الموعد المحتمل لاستئناف تشغيل المنشآت المغلقة والتداعيات المحتملة لحجم الأضرار.
وتسبب الهجوم بأضرار جسيمة في محطة توليد الكهرباء، التي تُزوّد المصفاة بجزء من البخار والكهرباء اللازمين لعملياتها، كما أُبلغ عن أضرار إضافية.

وبعد إبلاغ بورصة تل أبيب بالتطورات، انخفضت أسهم شركة بازان أمس الإثنين بنسبة 2.8%، رغم نفي أيّ أثر بيئي محتمل للقصف الصاروخي.
وعُلِّقَ تداول أسهم شركة بازان في بورصة تل أبيب اليوم الثلاثاء 17 يونيو/حزيران، ومن المتوقع أن يُستأنف التداول غدًا الأربعاء، عقب صدور تقرير الشركة حول الحادثة وتداعياتها.
ويُشار إلى الاستهداف الإيراني الأخير هو الأول من نوعه للمصفاة الأكبر في البلاد، التي تضم برج تبريد قرب خليج حيفا في منطقة مكتظة بالسكان.
وتدرس الشركة خيارات التعويض للمساهمين، في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات البيئية انتقادًا لموقع أكبر مصفاة نفط في إسرائيل.
وقال المدير التنفيذي منظمة "غرين كورس" إيلاد هوكمان، إن مجمع بازان بات يمثّل "كارثة"، إذ تقع أكبر المنشآت النفطية في البلاد وسط مدينة يقطنها مئات آلاف الإسرائيليين.
مصفاة بازان
تعدّ مصفاة بازان -التي يُطلَق عليها عادةً اسم مصفاة حيفا- شريانًا رئيسًا لإمدادات الطاقة في إسرائيل، إذ تصل طاقتها الإنتاجية إلى 197 ألف برميل يوميًا، طبقًا لمعلومات منصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.
وأثار وصول صاروخ إيران الفرط صوتي للمصفاة قلق المحللين، لا سيما أن 30% من إنتاجها تغطي أسواقًا عالمية، خاصة دول شرق البحر المتوسط، في تغذي الـ70% المتبقية السوق المحلية.
وتشغّل مجموعة بازان أكبر مصفاة نفط في إسرائيل ضمن مجمع بتروكيماويات يقع على خليج حيفا، وتسيطر عمليات التكرير على 85% من أنشطة الشركة.
وتنتج المجموعة وشركاتها الفرعية: مشتقات نفطية، وبوليمرات تُستعمل في تصنيع البلاستيك، ومعطرات، وزيوتًا.
ويلبي إنتاج الشركة والمصفاة معيار "يورو في Euro V" الأوروبي للانبعاثات، كما أنها قريبة من مواقع إنتاج خام رئيسة للسوق العالمية مثل روسيا وبحر قزوين، وأسواق الطلب مثل اليونان وقبرص وتركيا، ما يوسّع نطاق تداعيات الهجوم الإيراني عليها.
وتعتمد الشركة والمصفاة على الغاز الطبيعي في تشغيل مرافقها وتلبية الطلب، وتركّز في عملها على وحدات التكسير وإنتاج الوقود النظيف، بجانب دورها في صناعة البتروكيماويات وإنتاج: الوقود، والبوليمرات، وغيرها، وفق بيانات موقع الشركة.
حرب الطاقة
شنّت إسرائيل هجومًا على مواقع نووية إيرانية في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضية، طال علماء وباحثين ومرافق ومنشآت.
ونمت عقب ذلك وتيرة القصف المتبادل بين الطرفين لمنشآت حيوية من بينها مرافق طاقة، إذ تعرَّض حقل غاز بارس الجنوبي الرئيس في طهران لأضرار بالغة.

وأكدت وزارة النفط الإيرانية تعرُّض منشأة لتخزين النفط في شهران -شمال غرب طهران- ومنشأة أخرى جنوب البلاد لقصف إسرائيلي مساء السبت.
وأسفر ذلك عن نشوب حرائق طالت خزانات المنتجات المكررة، سيطرت الهيئات المعنية عليها.
وجاء الاستهداف الإيراني لأكبر مصفاة نفط في إسرائيل ردًا على الأضرار التي لحقت بالمواقع الإيرانية، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وأكدت الوكالة نجاح استهداف مصفاة حيفا، ومنشآت طاقة أخرى، بالإضافة إلى مواقع أخرى لإنتاج وقود الطائرات العسكرية.
موضوعات متعلقة..
- الحرب الإيرانية الإسرائيلية تُلهب أسعار الوقود في أوروبا وأميركا
- مواقع النفط والغاز في إيران تحت القصف الإسرائيلي (تقرير)
- تأثير هجمات إسرائيل على إيران.. هل ترتفع أسعار النفط لـ100 دولار؟
اقرأ أيضًا..
- إغلاق إيران مضيق هرمز.. هل يهدد مصير تدفقات النفط بالأسواق العالمية؟ (مقال)
- أزمة الغاز تشتعل.. الأردن يطالب مصر بـ350 مليون قدم مكعبة يوميًا
- إنتاج أوبك+ النفطي في مايو يرتفع 180 ألف برميل يوميًا بقيادة السعودية
المصادر..
- تضرر خطوط الأنابيب ومرافق النقل الملحقة بالمصفاة الإسرائيلية، من تايمز أوف إسرائيل
- غلق مرافق ثانوية في المصفاة واستمرار أعمال التكرير، من جيروزاليم بوست
- الطاقة الإنتاجية لمصفاة بازان، من منصة أرغوس ميديا
- حجم إنتاج المجمع ونسبة السوق المحلية والصادرات، من موقع شركة بازان
- حرائق في مواقع نفطية بإيران جراء القصف الإسرائيلي، من إرنا