أزمة الغاز تشتعل.. الأردن يطالب مصر بـ350 مليون قدم مكعبة يوميًا
الطاقة - خاص

تتصاعد أزمة الغاز في مصر والأردن، بعد وقف الإمدادات من إسرائيل في أعقاب تعليق الإنتاج من حقلي كاريش وليفياثان شرق المتوسط، مع تصاعد الحرب بين تل أبيب وطهران.
وأعلنت القاهرة وعمان حالة الطوارئ بقطاع الطاقة لتحديد أولويات إمدادات الغاز، وعملتا على وقف الإمدادات للعديد من الصناعات من أجل تأمين احتياجات قطاع الكهرباء.
وعلى الرغم من بدء مصر تزويد الأردن بنحو 100 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، ما تزال المملكة في حاجة إلى كميات إضافية تصل -وفق بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إلى نحو 250 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وحسب الاتفاق بين البلدين في 2 ديسمبر/كانون الأول 2024، فإن مصر مطالَبة بتوفير 350 مليون قدم مكعبة غاز يوميًا للجانب الأردني، وهي نصف قدرة السفينة العائمة إنرغوس إسكيمو، التي انتقلت من ميناء العقبة إلى ميناء العين السخنة في مصر قبل 10 أيام، لكن لم تُربَط بالشبكة القومية حتى الآن.
الطلب على الغاز
طلب الأردن من مصر توفير الكميات المتفق عليها، من أجل إعادة تشغيل المصانع التي توقّفت بعد وقف ضخ الغاز الإسرائيلي، في ظل عجز المملكة عن توفير بدائل أخرى حاليًا، بعد توقُّف إمدادات الغاز من حقل ليفياثان.
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية، اليوم الإثنين 16 يونيو/حزيران (2025)، تفعيل خطة الطوارئ التي تشمل وقفًا مؤقتًا لإمدادات الغاز عن المصانع المتصلة بشبكة الغاز، في خطوة احترازية ضمن تنفيذ أولويات توزيع الغاز.
وحسب الشركة، جاء هذا الإجراء في ظل التصعيد الإقليمي الراهن، وما ترتَّب عليه من تراجع في إمدادات الغاز من إسرائيل، مؤكدةً تقييمه مع تحسُّن الأوضاع الإقليمية واستقرار تدفقات الغاز.
ومن شأن الطلب الأردني أن يزيد الضغط على مصر، التي اضطرت هي الأخرى لوقف ضخ الغاز للمصانع، بعد توقُّف إسرائيل عن تصدير الغاز للقاهرة، نتيجة الحرب الإيرانية الحالية.
ولم تردّ شركة الكهرباء الوطنية الأردنية على طلب للتعليق، أرسلته منصة الطاقة، حول أزمة الغاز وطلبها من مصر زيادة الإمدادات.

وكان البلَدان العربيان يتعاونان بناءً على اتفاق موقّع بين شركة الكهرباء الوطنية الأردنية وإيجاس، في الاستغلال المشترك لوحدة غاز مسال عائمة كانت موجودة في ميناء العقبة، بداية من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قبل أن تنتقل إلى مصر بموجب اتفاقية تأجير مع الشركة المشغّلة منذ مطلع يونيو/حزيران الجاري.
وتمتد الاتفاقية الموقّعة بين عمان والقاهرة -بشأن تزويد الأردن بالغاز المسال من خلال استعمال بواخر تخزين وتغويز الغاز العائمة في مصر- حتى نهاية 2026، وتتيح لشركة الكهرباء الوطنية الاستفادة من بواخر الغاز المسال لدى الجانب المصري.
وهدفت الاتفاقية إلى تأمين إمدادات الغاز المسال للمملكة في حالات الطوارئ، وحتى اكتمال مشروع ميناء الغاز المسال الجديد في العقبة، الذي يُتوقع في الربع الرابع من 2026.
وتضمّنت الاتفاقية تحديد أولوية استعمال بواخر الغاز بين الجانبين في حالة وجود حاجة متزامنة، مع تخصيص 350 مليون قدم مكعبة يوميًا للأردن (50% من قدرة باخرة واحدة، أو 25% من قدرتين).
سفن التغويز المصرية
مع تأخير ربط سفينة إعادة التغويز إنرغوس إسكيمو، إلى جانب السفينة إنرغوس باور، تبقى مصر في أزمة غاز خانقة، رغم وجود عدّة سفن غاز مسال بميناء العين السخنة، في انتظار تفريغ الشحنات.
وعملت مصر -مع تأخُّر ربط سفن التغويز- على تأمين احتياجات الأردن من خلال زيادة صادرات الكهرباء عبر خط الربط البحري بين البلدين.
وضاعفت مصر صادرات الكهرباء إلى الأردن لـ400 ميغاواط يوميًا خلال الأسبوع الجاري، مقابل ما يتراوح بين 100 و200 ميغاواط قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران.
وكان وزير البترول المصري المهندس كريم بدوي قد أجرى أمس الأحد جولة تفقدية بميناء الإسكندرية لمتابعة أعمال تجهيز سفينة التغويز إنرجوس باور، تمهيدًا لتحرُّكها وربطها على رصيف ميناء العين السخنة.
تأتى الخطوة ضمن خطة الوزارة لتعزيز مرونة الشبكة القومية للغاز الطبيعي، من خلال إضافة وحدات تغويز جديدة قادرة على استقبال شحنات الغاز المسال المستورد، وإعادة تغييزه وضخّه مباشرة في الشبكة، بما يسهم في تلبية الطلب المتزايد على الغاز، خاصة لمحطات الكهرباء والقطاعات الحيوية خلال أشهر الصيف.
ووجَّه الوزير بأهمية تعجيل إتمام التجهيزات مع الالتزام الكامل بكل اشتراطات السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة، مشيرًا إلى أن مصر أصبح لديها حاليًا 3 سفن تغويز بقدرات تصل إلى 2.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، تعمل إحداها فقط بميناء سوميد في السخنة، في حين تُجَهَّز السفينتان الجديدتان للربط على مواني سوميد وسونكر بالعين السخنة.
وأكد الوزير استمرار التنسيق الوثيق بين وزارتي البترول والكهرباء وجميع الجهات المعنية، تنفيذًا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، بهدف ضمان استقرار منظومة الإمداد لمحطات الكهرباء، سواء من الغاز الطبيعي أو الوقود السائل (المازوت والسولار).
موضوعات متعلقة..
- العراق يضع سيناريوهات لمواجهة أزمة الغاز الإيراني
- قطاع الطاقة في مصر 2024.. جهود لحل أزمة الغاز وصفقات ضخمة للمصادر المتجددة
اقرأ أيضًا..
- رئيس أرامكو: النفط والغاز يؤديان دورًا مهمًا لأمن الطاقة في أوقات الصراع
- إنتاج أوبك+ النفطي في مايو يرتفع 180 ألف برميل يوميًا بقيادة السعودية
- مواقع النفط والغاز في إيران تحت القصف الإسرائيلي (تقرير)