تأثير هجمات إسرائيل على إيران.. هل ترتفع أسعار النفط لـ100 دولار؟
هبة مصطفى

بدأت تداعيات هجمات إسرائيل على إيران، فجر اليوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، بالظهور تدريجيًا؛ ما يشير إلى حساسية أسواق الطاقة تجاه التقلبات الجيوسياسية.
وقفزت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم، إلى أعلى مستوياتها في غضون 5 أشهر، متأثرة بمخاوف تعطل الإمدادات وتفاقم التصعيد بين الجانبين، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وفتح ذلك باب التساؤلات حول إمكان ملامسة سقف أسعار النفط حاجز 100 دولار للبرميل، ومصير إمدادات النفط الإيراني.
ومن جانب آخر، يخشى محللون من إغلاق مضيق هرمز على هامش تصاعد الأحداث؛ ما قد يغير خريطة طلب الغاز المسال وشرائه.
وقصفت إسرائيل -خلال الساعات الأولى من صباح اليوم- مواقع إيرانية، شملت منشآت نووية ومصانع لتصنيع الصواريخ البالستية، بجانب استهداف قادة عسكريين وعلماء ذوي صلة بالبرنامج النووي، وفق المعلومات المتاحة حتى الآن.
أسعار النفط
سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا بما يتراوح بين 8 و10%، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات، بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي على إيران.
ويُعَد صعود الأسعار أكبر تحركات لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، في فبراير/شباط 2022.
وبلغت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي (تسليم أغسطس/آب) 74.59 دولارًا للبرميل بارتفاع 7.54%، في حين سجلت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي (تسليم يوليو/تموز) 73.48 دولارًا بزيادة 8%.
وامتدت تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران إلى شركات الطاقة أيضًا؛ إذ دفعت زيادة أسعار النفط باتجاه ارتفاع أسهم شركة إس أويل الكورية التابعة لأرامكو السعودية بما يزيد على 10%، اليوم الجمعة، وفق رويترز.
سيناريو الـ100 دولار للبرميل
رغم المخاوف من تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران؛ فإن خبير اقتصادات الطاقة مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، استبعد سيناريو بلوغ أسعار النفط حاجز 100 دولار للبرميل.
وقال إنه من المتوقع تراجع أسعار النفط قريبًا؛ إذ لم تتطرأ تغييرات على أساسيات السوق، في ظل وفرة المعروض وتسجيل مخزونات الخام الصينية مستوى قياسيًا -هو الأعلى حتى الآن- ويمكن إطلاقها خلال ساعات.
وبجانب الإمدادات الصينية، تعيد 8 دول من تحالف أوبك+ إلى السوق 411 ألف برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز المقبل، ومن المتوقع -حسب الحجي- الاتفاق على زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل إضافية يوميًا في أغسطس/آب.
ورجّح مستشار تحرير منصة الطاقة أن تزيد دول (مثل السعودية والإمارات) من إنتاجها، في ظل تغيرات جيوسياسية.
وأضاف أنه حتى إذا فقدت السوق كامل الصادرات الإيرانية المقدرة بنحو 1.7 مليون برميل يوميًا؛ فمن الصعب بلوغ أسعار النفط هذه المستويات المرتفعة، بحسب ما أورده في مداخلة مع قناة سي إن بي سي CNBC.
مضيق هرمز وحركة الشحن
تصاعدت حدة المخاوف من إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، أو تأثر حركة السفن فيه بتداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وأطلقت شركة "ميتسوي أو إس كيه لاينز" اليابانية تحذيرات أمنية للسفن المارة في الخليج العربي عقب الهجوم، خاصة أن مضيق هرمز يُعَد وسيلة المرور الوحيدة بين الخليج من جهة وبحر عمان وبحر العرب من جهة أخرى.
ويمر عبر المضيق 20 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والمنتجات المكررة يوميًا، بجانب 11 مليار قدم مكعبة من الغاز المسال، حسب معلومات إس بي غلوبال.
وقد تتأثر صادرات النافثا أيضًا بالنظر إلى أن الخليج العربي والساحل الغربي للهند من أكبر المصدرين إلى شرق آسيا -خاصة اليابان وكوريا الجنوبية- بإمدادات تقترب من 50 مليون طن متري.
ويخشى متعاملون من تعثر هذه الإمدادات حال إقدام طهران على الرد، في حين توقع البعض استمرار حركة مرور السفن والبضائع بصورة عادية، لكن مع ارتفاع في أسعار الشحن والنقل والتأمين، ومن المتوقع أن تمتد المخاوف إلى حركة الناقلات.
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور أنس الحجي إلى صعوبة تأثر المضيق وحركة الشحن البحري، مرجعًا ذلك إلى أسباب عدة؛ من بينها:
- غالبية المضيق تقع في الجانب العماني، وليس إيران.
- المضيق واسع إلى حد لا يمكن طهران من غلقه.
- وجود القوات البحرية الأميركية والبريطانية والهندية، وغيرها.
- اعتماد إيران على المضيق بشكل رئيس يجعلها تعاني غلقه.
- تعطل الصادرات الإيرانية ينعكس سلبًا على أصدقائها قبل الأعداء.
تهديد الغاز المسال
لا يُعَد الغاز المسال بعيدًا عن مخاوف تعثر إمدادات الطاقة في ظل الهجوم الإسرائيلي والرد الإيراني المحتمل، خاصة أن طهران لوّحت بإغلاق مضيق هرمز عام 2023 في ظل مناوشات مع تل أبيب.
ويُعَد المضيق ممرًا رئيسًا لصادرات الغاز المسال القطري والإماراتي إلى الصين، طبقًا لبيانات أوردها موقع إس بي غلوبال.

واستوردت بكين 18.35 مليون طن متري من الدوحة العام الماضي، بالإضافة إلى توقيع 10 عقود توريد طويلة الأجل بين البلدين بأحجام تصل إلى 26.9 مليون طن متري.
واشترت الصين من الإمارات 851 ألف طنًا متريًا خلال المدة ذاتها، بارتفاع 27% على أساس سنوي، ووقّع الطرفان 5 عقود توريد بإجمالي 3.1 مليون طن متري تضاف للعقود قيد التنفيذ بالفعل.
وينعكس إغلاق المضيق أو تعرضه لتهديدات سلبًا على خريطة الموردين والطلب، ومن المحتمل أن تتسبب هذه التقلبات الجيوسياسية في زيادة الطلب على الغاز المسال الأسترالي.
ولا تزال توقعات استفادة الغاز المسال الروسي من الأحداث "محدودة"، في ظل استمرار العقوبات.
وبجانب الأضرار المحتملة في نقل الشحنات، قد تؤدي تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران إلى ارتفاع أسعار الغاز المسال، خاصة أن تعطل الإمدادات من مضيق هرمز قد يدفع الصين للشراء من السوق الفورية.
موضوعات متعلقة..
- أسعار الغاز في أوروبا ترتفع 3% بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
- أسعار النفط تصعد 8%.. وخام برنت لشهر أغسطس فوق 74 دولارًا
- مضيق هرمز.. 5 تساؤلات عن أهميته لتجارة النفط والغاز وتهديدات إغلاقه
اقرأ أيضًا..
- 6 دول عربية تواجه أزمة كهرباء في الصيف (تقرير)
- أميركا تهدد صفقة الغاز التركمانستاني إلى العراق (خاص)
- حقل شتوكمان الروسي.. كنز غاز في قلب القطب الشمالي
المصادر..
- سيناريو 100 دولار للبرميل بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، من تصريحات الدكتور أنس الحجي لقناة سي إن بي سي.
- بيانات صادرات النفط والمشتقات عبر مضيق هرمز، من إس بي غلوبال.
- تأثر صادرات الغاز المسال من قطر والإمارات، من إس بي غلوبال.
- ارتفاع سهم شركة إس أويل الكورية التابعة لأرامكو بعد الهجوم، من رويترز.