أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

لماذا لم تنخفض أسعار النفط مع زيادة إنتاج أوبك+؟ أنس الحجي يكشف 5 أسباب

أحمد بدر

على مدى الأشهر الأخيرة، بدأت كميات النفط المخفّضة من جانب دول أوبك+ تعود إلى الأسواق، ومع ذلك لم تنخفض أسعار النفط وفق سيناريوهات متشائمة توقعت هبوطها إلى 40 دولارًا للبرميل، بل انخفضت من مستوى 80 دولارًا إلى حدود 65 دولارًا للبرميل من خام برنت.

ويكشف مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، عن الأسباب الرئيسة لحركة الأسعار -المتوازنة- خلال الأشهر الماضية، التي قال إنها بعيدة عن قرارات تحالف أوبك+ ومجموعة الـ8 بإعادة الكميات المخفّضة إلى السوق.

وقال الحجي إن السبب الرئيس لهبوط أسعار النفط كان سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وكل المقالات أو الأخبار التي نُشرت في "رويترز" أو "بلومبرغ" والتي أرجعت السبب إلى أوبك، غير صحيحة على الإطلاق ولا يمكن إثباتها.

وأضاف: "سأذكر بعض الأدلة على أنهم كاذبون. هذه الزيادات الآن: هناك 140 ألفًا تقريبًا، ثم 411 ألف برميل، ثم 411 ألفًا ثانية، ثم 411 ألف برميل ثالثة، أي أن الحديث عن نحو 1.4 مليون برميل يوميًا، من المفروض أن تؤثر في السوق".

ولكن، وفق الحجي، اتضح أن أسعار النفط ترتفع، فماذا حدث؟ ولماذا قال محللو البنوك وغيرهم، والصحفيون وغيرهم، إن الأسعار ستنخفض؟ وبعضهم قال إن الأسعار ستنخفض إلى 40 دولارًا، وإن أوبك ستتصرف بطريقة عجيبة، وإنها تحت تصرف ترمب ويتحكم بها.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها الحجي تحت عنوان: "كيف تزيد مجموعة الـ8 الأعضاء في أوبك+ إنتاج النفط وتنخفض أسعاره؟"، على مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا).

تحيّز الإعلام وفهم أساسيات السوق

أشار أنس الحجي إلى تحيّز الإعلام وعدم فهم أساسيات السوق، الذي كان سببًا في إطلاق الأخبار بشأن أوبك+، وتحكم الرئيس الأميركي دونالد ترمب فيه.

وأضاف: "هذا الكلام سمعتموه عدة مرات سابقًا من المغرضين وغيرهم.. والواقع أنهم تجاهلوا أشياء كثيرة، عمدًا أم جهلًا، والآن هناك أمران يجب الالتفات إليهما، وهما: تحيّز الإعلام والمحللين الغربيين، وإدراك أن فهم السوق يتطلّب مهارات معينة ومعرفة كذلك".

أسعار النفط

ولفت أنس الحجي إلى أن هؤلاء تجاهلوا أن الطلب على النفط في الدول النفطية يزيد بصورة كبيرة في فصل الصيف، ومن ثم فإن أغلب الزيادة في الإنتاج ستذهب لمقابلة الطلب المحلي ولن تذهب إلى الأسواق العالمية.

وتابع: "نعرف أن الطلب على التكييفات يزيد بصورة كبيرة، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحتى في الصين وغيرها من المناطق الحارة، ولكن في الدول النفطية تحديدًا، يزداد الطلب على النفط في منطقة الشرق الأوسط، بين الخليج والعراق وإيران".

وقال إن الدول النفطية يزيد استهلاكها من النفط بحدود 1.2 مليون برميل يوميًا في شهرَي يوليو/تموز وأغسطس/آب، والزيادة الآن الكلية بنهاية شهر يوليو/تموز هي 1.4 مليون برميل يوميًا، منها 1.2 مليون يوميًا فقط من أجل التكييف، لذلك لا يوجد مبرر لهبوط أسعار النفط.

ولكن، وفق مستشار تحرير منصة الطاقة، المشكلة أكبر من ذلك، وهي أن ما قامت به مجموعة الـ8 الأعضاء في تحالف أوبك+ هو زيادة سقف الإنتاج على الورق، لأن أغلب هذا النفط الذي زادوه على الورق موجود مسبقًا في السوق أصلًا.

والمشكلة هنا، أن هناك دولًا، مثل العراق وقازاخستان وروسيا، كانت تتجاوز الحصص الإنتاجية، وأحد أهداف زيادة سقف الإنتاج هو حل هذه القضية.

وتساءل الحجي: بما أن أغلب هذا النفط موجود سابقًا.. لماذا حُسب مرتَيْن؟ مضيفًا: "من قالوا إن أسعار النفط ستنخفض إلى 40 دولارًا نتيجة هذه الزيادة، لا يعلمون أنه لا توجد زيادة من الأساس، فالزيادة موجودة في السوق منذ أشهر عديدة".

موسم الحج في السعودية

قال أنس الحجي إن الأمر الآخر الذي منع هبوط أسعار النفط كان موسم الحج في السعودية، الذي دائمًا -بسبب العدد الكبير من المسلمين الذين يأتون من جميع أنحاء العالم- يزيد فيه الطلب على البنزين والديزل ووقود الطائرات وزيت الوقود.

وأضاف: "بالطبع هناك مئات الآلاف من الغرف الفندقية التي تحتاج إلى إضاءة وتكييفات، وكل هذا يحتاج إلى كهرباء، وهذه الكهرباء تأتي غالبًا من مواد نفطية، فيزيد الطلب على النفط -أيضًا- محليًا، وبالتالي أي زيادة أغلبها ستذهب إلى الاستهلاك المحلي".

الكعبة الشريفة خلال موسم الحج
الكعبة المشرفة خلال موسم الحج - الصورة من وزارة الحج

ولفت خبير اقتصادات الطاقة إلى أن المحللين تجاهلوا أيضًا مسألة انخفاض صادرات الغاز الإيراني إلى العراق بصورة كبيرة، الذي انفردت منصة الطاقة بنشر تقارير عنه، وأحيانًا كانت تتوقف تمامًا رغم وجود عقود ملزمة بين البلدَيْن.

ومع هذا الانخفاض، اضطر العراق إلى حرق النفط، ومن ثم من المتوقع الآن حرق أكبر كمية في تاريخ بغداد من النفط في محطات الكهرباء خلال هذا الصيف.

وتابع: "بالنظر إلى البيانات العراقية، نجد انخفاضًا في الصادرات، مع أن العراق هو من يتجاوز الحصص الإنتاجية ويزيد الإنتاج والصادرات، ولكن هناك انخفاضًا بسبب الحرق المحلي وزيادة الطلب على النفط داخل بغداد".

صادرات الأميركتين من النفط

قال أنس الحجي إن هناك أسبابًا أخرى منعت هبوط أسعار النفط، ومنها صادرات الأميركتَيْن من النفط الخام، مثل صادرات أميركا وفنزويلا والإكوادور، وكذلك البرازيل.

وأضاف: "بالنظر إلى صادرات هذه الدول في شهر مايو/أيار، وهو الشهر الذي زادت فيه مجموعة الـ8 سقف الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، نجد أنها انخفضت بمقدار 977 ألف برميل يوميًا مقارنة بشهر أبريل/نيسان".

صادرات النفط الأميركي

ويعني ذلك، أن زيادة مجموعة الـ8 حتى لو كانت أكبر من 411 ألف برميل يوميًا، فهي لا تكفي حتى لتعويض الانخفاض في الأميركتَيْن، وبمقارنتها سنويًا، أي في شهر مايو/أيار 2024، يتضح أن الانخفاض أكبر من مليون برميل يوميًا.

لذلك، عندما تحدّث المحللون عن أوبك+ ومجموعة الـ8، وهاجموا السعودية، وقالوا إنها سبب انخفاض أسعار النفط، كانوا مخطئين، لأن الأسعار لم تنخفض بل صعدت، وهو ما أكد وجود تحيز واضح، سواء كان مقصودًا أو غير مقصود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق