أهداف طاقة الرياح البحرية في أيرلندا محفوفة بالمخاطر (تقرير)
محمد عبد السند

تواجه أهداف طاقة الرياح البحرية في أيرلندا لعام 2030 عدم يقين، ما لم تتدخل الحكومة وتتخذ إجراءاتٍ حاسمة وفورية، وفق توصيات تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسلّط التقرير الصادر عن مجموعة ويند إنرجي أيرلندا (Wind Energy Ireland) -واختصارها دبليو إي آي (WEI)- الضوء على طبيعة المشكلات البيروقراطية التي يواجهها مطوّرو صناعة الرياح البحري الذين لديهم مشروعات قيد التخطيط.
ومن بين المشكلات المشار إليها مطالبة مطوري طاقة الرياح البحرية في أيرلندا دائمًا بتقديم مزيد من المعلومات؛ ما قد يدفعهم إلى العدول عن اتخاذ قرارات الاستثمار النهائي، ليصبح الاتصال الشبكة بحلول نهاية العقد الحالي (2030) غير مؤكد.
وعلى الرغم من إقرارها بالتقدم المُحرَز في السياسات الحكومية خلال السنوات الأخيرة، أكدت "دبليو إي آي" أن تنفيذ تلك السياسات بطيء للغاية، مطالبةً بتوفير الموارد عاجلًا، وتحديد مسار واضح للسياسات، والتخطيط للبنية الأساسية على المدى الطويل.
كما طالب التقرير الحكومة الأيرلندية باستعادة الثقة في قدرة البلاد على بناء صناعة طاقة رياح بحرية تنافسية ومستدامة وقوية.
تدخُّل الحكومة
تواجه أهداف طاقة الرياح البحرية في أيرلندا تهديداتٍ خطيرة، وتحتاج إلى إجراءات فورية من قِبل الحكومة، وفق تحذيرات مجموعة مجموعة "ويند إنرجي أيرلندا" المتخصصة في طاقة الرياح.
وكشفت مجموعة "ويند إنرجي أيرلندا" النقاب خطةً خلال الأسبوع الحالي توصي سلطات تخطيط الموارد الحكومية والوكالات الحكومية الرئيسة بتوفير الشفافية بشأن الوصول إلى الشبكة ومزادات الرياح البحرية، ومنح أولوية إلى التوسع في المواني لضمان إمكان بناء المشروعات في الوقت المناسب.
وأقرّت الخطة بالتقدم المُحرَز على أيدي الحكومة في السنوات الأخيرة، مطالبةً باتخاذ تدابير سريعة للوفاء بالالتزامات السياسية، مع توفير الموارد والتمويل المناسبين؛ بما يعكس جدّية التزام الحكومة تجاه هذا القطاع، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

24 إجراءً مستهدفًا
حددت الخطة الواردة في تقرير "دبليو إي آي" 24 إجراء مستهدفًا مقسّمة عبر 4 مناطق تنفيذية، تشمل تحديث خطة منطقة الساحل الجنوبي البحرية المحددة -واختصارها دي إم إيه بي (DMAP)-، بما في ذلك المضي قدمًا في مزاد موقع تون نوا (Tonn Nua) والتطوير المستقبلي لمواقع بي بان (Li Ban) و مانانان (Manannan) ودانو (Danu)، وبناء البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الاستثمار في المواني وسعة الشبكة والطلب الصناعي لدعم نمو طاقة الرياح البحرية.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة ويند إنرجي أيرلندا نويل كونيف: "هذه الخطة تركّز على استعادة الثقة، محليًا وخارجيًا، في إمكانات طاقة الرياح البحرية في أيرلندا".
وأضاف كونيف: "نعلم ما يجب فعله، والصناعة مستعدة تمامًا لفعله، غير أنها لا تستطيع فعله دون تدخُّل سياسي من قِبل القيادات الحكومية؛ والخطوات التي تحددت اليوم في الخطة ليست نظرية، بل جوهرية"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع: "نحن حاليًا أمام فرصة حاسمة؛ فإذا كنا نريد أن تؤدي طاقة الرياح البحرية في أيرلندا دورًا مهمًا في خفض فواتير الكهرباء بالنسبة للمستهلك، وضمان استقلال الطاقة في البلاد وخفض الانبعاثات الكربونية، فإننا بحاجة إلى مسار واضح يقودنا إلى الأمام".
وواصل: "وهذا يعني إزالة العقبات، وتوفير الموارد اللازمة وإشاعة حالة يقين للمستثمرين"، مردفًا: "الإجراءات المبينة في الخطة ستزيل المخاطر من الاستثمارات، وتسرّع وتيرة التخطيط وعمليات الشبكة، كما تضمن أن البنية التحتية المهمة مثل المواني والوصول إلى الشبكة متاحة في الوقت المناسب".
واختتم كونيف تصريحاته بقوله: "إن ما سنقرر القيام به خلال الشهور الـ12 المقبلة سيحدّد ما إذا كان لدينا فرص لبناء مزارع رياح في عام 2030، وإذا كانت أهداف عام 2040 ما تزال ممكنة".

طاقة الرياح البحرية في أيرلندا
قالت مجموعة ويند إنرجي أيرلندا، إن طاقة الرياح البحرية في أيرلندا زوّدت 32% من احتياجات الكهرباء في البلاد عام 2024، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
ويتزامن نشر خطة تقرير "دبليو إي آي" بشأن طاقة الرياح البحرية في أيرلندا مع مؤتمر طاقة الرياح البحرية السنوي الذي تنظّمه "ويند إنرجي أيرلندا" في العاصمة دبلن، يومَي 27 و28 مايو/أيار الجاري.
وتستهدف أيرلندا الحصول على 80% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وتسهم طاقة الرياح بنصيب الأسد من تلك الاحتياجات، غير أن الشكوك تساور هذا المستهدف حال عدم وجود توربينات بحرية.
ولا تُعدّ "دبليو إي آي" الجهة الوحيدة التي تُعرب عن قلقها إزاء وتيرة التطوير؛ إذ صرّح المجلس الاقتصادي والاجتماعي الوطني مؤخرًا بأن هناك ضبابية تغطي سياسات الطاقة المتجددة والاتجاه الذي تمضي فيه.
موضوعات متعلقة..
- قدرة طاقة الرياح البحرية العالمية قد تتضاعف 10 مرات
- طموحات طاقة الرياح البحرية العالمية تصطدم بصخرة الأسعار (تقرير) \
- طاقة الرياح البحرية معرضة لانتكاسة.. ومطالب باستمرار محطات الفحم والغاز
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية.. السعودية تتصدر المشهد
- 5 شحنات نفط لأرامكو السعودية.. الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
- العراق يواصل دعم مباني الوزارات بالطاقة الشمسية.. تطور جديد
المصدر:
طاقة الرياح البحرية في أيرلندا من صحيفة "آيريش إندبندنت"