موسم الأعاصير في أميركا يهدّد قطاع التكرير خلال 2025.. ما أبرز المخاطر؟
مليون برميل من قدرة التكرير قد تتوقف مؤقتًا
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

تشير التوقعات إلى أن موسم الأعاصير في أميركا لعام 2025 سيشهد نشاطًا أعلى من المتوسط التاريخي المُسجّل بين عامَي 1991 و2020.
ومن المتوقع زيادة عدد العواصف المسماة هذا العام إلى 17 عاصفة، متجاوزة المتوسط التاريخي البالغ 14 عاصفة.
وقد يشهد موسم الأعاصير في أميركا لعام 2025 ما يتراوح من 13 إلى 18 عاصفة، مع احتمال وصول 3 إلى 6 منها إلى الأراضي الأميركية.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تحمل هذه التوقعات في طياتها مخاطر متزايدة تهدّد إنتاج النفط في الولايات المتحدة، ويشمل ذلك احتمال تعطّل مصافي التكرير.
مخاطر موسم الأعاصير في أميركا
يمتد موسم الأعاصير في أميركا من مطلع يونيو/حزيران حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وتحدث غالبية العواصف الشديدة بين شهري أغسطس/آب، وأوائل سبتمبر/أيلول، مستهدفة في الغالب مناطق الجنوب الشرقي وساحل الخليج الأميركي.
وتحذّر التوقعات من موسم أقوى من المعتاد في 2025، ويشكّل ذلك تهديدًا لقطاع النفط، لا سيما على ساحل الخليج الأميركي، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، اليوم الثلاثاء 20 مايو/أيار (2025).
ويمثّل ساحل الخليج الأميركي 55% من إجمالي الطاقة التكريرية في البلاد، وتنفرد منطقتا ساحل تكساس ولويزيانا بما يقارب 49% من إجمالي القدرة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأظهر التقرير أن هذه المنشآت عندما تواجه مخاطر كبيرة من الفيضانات أو انقطاع الكهرباء المرتبط بالعواصف أو الأعاصير، عادة ما تُجبر العديد من مشغلي المصافي على إجلاء الموظفين غير الأساسيين، وإيقاف الإنتاج مؤقتًا.
فخلال الموسم الماضي، ضربت 5 أعاصير الولايات المتحدة، ما أدى إلى توقف مؤقت في إنتاج النفط والغاز، إلى جانب تعطيل سلاسل توريد المنتجات النفطية في فلوريدا.
غير أن بعض المصافي قد تتعرّض لأضرار جسيمة تجعلها خارج الخدمة لمدة طويلة، على غرار ما حدث خلال عام 2021 عندما أُغلقت مصفاة "فيليبس 66" في لويزيانا، على نحو دائم، وتحولت إلى مستودع تخزين بعد أن لحقت بها أضرار كبيرة بسبب أحد الأعاصير.

قدرة التكرير مهددة خلال الأعاصير
عادة ما يُنظر إلى مصافي النفط على طول ساحل الخليج الأميركي على أنها خط المواجهة الأول مع موسم الأعاصير في أميركا، وقد تصل درجة تأثرها إلى خفض القدرة التكريرية التشغيلية بأكثر من مليون برميل يوميًا مؤقتًا تحسبًا لوصول إعصار قوي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وعادة ما يقتصر تأثير إعصار أو عاصفة قوية في مجموعة واحدة من المصافي على طول ساحل خليج أميركا، لكن حجم طاقة التكرير في تلك المناطق يجعل التأثير المحتمل ضخمًا.
في المقابل، لا تشهد منطقة وسط الأطلسي تعطيلات متكررة في عمليات التكرير بسبب موسم الأعاصير في أميركا، لكن لا يمكن إغفال تأثيرات الأعاصير القوية مثل إعصار ساندي في 2012، الذي ضرب أكبر مصفاة على الساحل الشرقي في نيوجيرسي.
وقد تتسبّب مثل هذه الأعاصير في اضطرابات حادة في الإمدادات، وتهدّد واردات النفط عبر ميناء نيويورك.

أثر الأعاصير في الإمدادات والأسعار
أشار تقرير إدارة معلومات الطاقة إلى أن موقع العاصفة يُعد العامل الحاسم في تحديد مدى تأثيرها في أسواق النفط، تليه شدة العاصفة، ما يعني أن المناطق الخالية من المصافي لو تعرّضت لإعصارات ولو عنيفة، فلن تؤثر في إمدادات الوقود بالبلاد.
وأضاف التقرير أن أضرار الأعاصير تؤدي دورًا واضحًا في تعطيل الخدمات اللوجستية والتوزيع والاستهلاك محليًا.
وفي الولايات التي تتهيّأ لاستقبال إعصار قوي، يتغيّر سلوك المستهلكين، ويؤدي ذلك إلى ارتفاعات حادة في الأسعار، ونقص محلي في الوقود، إلى جانب زيادة الطلب على الوقود لأغراض الإخلاء.
وتمتد المخاطر إلى سلاسل توريد المنتجات النفطية، وتُعدّ فلوريدا نموذجًا، حيث تعتمد على شحنات الوقود البحرية القادمة من مصافي خليج تكساس ولويزيانا.
كما تتأثر محطات البيع بالتجزئة في مناطق أخرى عبر انقطاع الكهرباء وتعطيل الخدمات اللوجستية، كما حدث خلال إعصار "ساندي" في 2012.
موضوعات متعلقة..
- تداعيات موسم الأعاصير في أميركا على منشآت الطاقة خلال 2024 (تقرير)
- كيف يهدد موسم الأعاصير في أميركا صناعة النفط والغاز؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- صادرات السيارات الكهربائية العالمية ترتفع 20%.. كم بلغت حصة الصين؟
- أوابك: طاقة الإسالة العالمية للغاز قد تتجاوز 515 مليون طن سنويًا
- أحدث توقعات الطلب على النفط والمعروض من 3 مؤسسات كبرى (تقرير)
المصدر:
تأثير موسم الأعاصير في أميركا بقطاع التكرير من إدارة معلومات الطاقة.