
تسعى شركة فيتنامية رائدة في مجال السيارات الكهربائية إلى حجز مقعدها في أسواق الخليج لقيادة الثورة الخضراء العالمية؛ ترسيخًا لصورة البلاد بوصفها قوة ابتكار، وليست مجرد موقع تصنيع.
فلم تعد فيتنام مجرد وجهة سياحية أو موقع تصنيع؛ بل أصبحت موطنًا لشركة جريئة بما يكفي لتحدّي عمالقة صناعة السيارات في موطنها.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتجه فين فاست (VinFast) إلى منطقة الشرق الأوسط، والخليج بصفة خاصة، وهي أسواق تتمتع بثروات طائلة ومعايير عالية، طالما هيمنت عليها العلامات التجارية الأوروبية الفاخرة.
ومنذ بدايتها بصفتها شركة مصنّعة لسيارات تعمل بالبنزين تخدم فيتنام أساسًا، تطورت "فين فاست" بسرعة لتصبح علامة تجارية عالمية للسيارات الكهربائية.
وانطلقت رحلة الشركة من خطوط التجميع المحلية إلى الوجود الدولي بسرعة ملحوظة، إذ رسّخت مكانتها في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا في غضون سنوات قليلة؛ ما دفعها لانطلاق رحلة جديدة في دول الخليج.
انتشار سيارات فين فاست الكهربائية
يُظهر دخول شركة فين فاست الفيتنامية إلى منطقة الخليج ثقةً ليست فقط في سياراتها، بل -أيضًا- في هوية "صنع في فيتنام" التي تحملها.
والأهم من ذلك، تُولي حكومات المنطقة اهتمامًا متزايدًا بحلول التنقل النظيف والشراكات الصناعية الخضراء، مع مبادرات لتحقيق مستقبل مستدام مثل رؤية السعودية 2030، أو إستراتيجية الإمارات للحياد الكربوني 2050.
وتُهيّئ هذه الخطط الوطنية أرضية خصبة لشركة جديدة مثل فين فاست، التي لا تقدّم السيارات الكهربائية فحسب، بل توفر -أيضًا- فرصة للتنويع تتجاوز المصادر الغربية والصينية التقليدية، بحسب ما نقلته منصة "ذا أربيان بوست" (The Arabian Post).
وكانت شركة فين فاست قد وقّعت، في شهر مايو/أيار الجاري، اتفاقيات وكلاء سيارات مع أسترادا سيمفا في فرنسا وشاختشنايدر في ألمانيا، على التوالي؛ فيما يُمثّل خطوةً رائدةً لفيتنام في أسواقٍ كانت تهيمن عليها سابقًا الهندسة الألمانية، والقوة الأميركية، والموثوقية اليابانية.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تأتي الخطوة الأوروبية في أعقاب خطوات مماثلة في أميركا الشمالية وآسيا، لكنها لا تسعى فقط إلى أن تكون مشاركًا سلبيًا في عملية التحول نحو السيارات الكهربائية.
فالدول النامية، وخاصةً في جنوب شرق آسيا، تسعى بشكل متزايد إلى الانخراط بعمق في سلسلة توريد السيارات الكهربائية.

وتشير هذه الجرأة إلى تحوّل بكيفية وضع فيتنام نفسها في النظام الدولي، من مركز تصنيع إلى مصدر للابتكار؛ إذ تتبع إستراتيجية فيتنام نهج اعتماد الدول على العلامات التجارية بوصفها امتدادًا للهوية الوطنية.
ولكن الطريق ليست ممهدة؛ فالطلب على السيارات الكهربائية متقلب، والمنافسة شرسة.
ومع ذلك، فإن استعداد شركة صناعة السيارات الفيتنامية للتكيف، والتحول نحو نموذج مبيعات الوكلاء عالميًا، ودخول أسواق جديدة مثل الشرق الأوسط والهند، يعكس مرونة فيتنامية مميزة.
استثمارات قطرية وإماراتية
في سياقٍ متصل، أعلنت مجموعة فين غروب الفيتنامية، في 4 مارس/آذار 2025، توقيع مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمار الخاص "جي تي إيه إنفستمنت قطر" لاستكشاف استثمار محتمل لا يقلّ عن مليار دولار في شركة فين فاست، المصنّعة للسيارات الكهربائية.
وتسعى شركة صناعة السيارات إلى التوسع خارجيًا، لكنها تواجه صعوبات حتى الآن في جذب مشترين أجانب، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأعلنت الشركة الأم "فين غروب" أن الشراكة المحتملة مع المستثمر القطري قد تمتد -أيضًا- إلى أعمال الضيافة التابعة لها "فينبيرل" (Vinpearl)، التي تمتلك فنادق ومنتجعات في فيتنام.
وقالت فين غروب في بيان: "بموجب مذكرة التفاهم، ستُجري الشركتان مناقشات لتحديد تعاونهما المستقبلي في سبيل تحقيق أهداف متبادلة المنفعة".
وأضاف المؤسس، الرئيس التنفيذي لشركة "جي تي إيه إنفستمنت قطر"، أمير علي سالمي، في البيان، أن هذا التعاون سيوفر "فرصًا تجارية مفيدة للطرفين".

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلنت الشركة مذكرة تفاهم أخرى لاستثمار محتمل لا يقلّ عن مليار دولار من قِبَل مجموعة من المستثمرين الإماراتيين، بقيادة شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات.
ولم يكتمل أيّ استثمار بعد مذكرة التفاهم هذه، لكن الشركة "منخرطة بنشاط في مفاوضات جارية مع شركائها"، وفقًا لما ذكرته فين غروب في وقت لاحق من يوم الثلاثاء (4 مارس/آذار 2025).
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية.. فين فاست الفيتنامية تعتمد خططًا جريئة لغزو السوق الأميركية
- وكالة الطاقة تخفض توقعات تأثير السيارات الكهربائية في الطلب على النفط
- بي واي دي تتخطى تيسلا وتتصدر مبيعات السيارات الكهربائية في مارس 2025 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- حقل نفط عربي يقتنص أكبر صفقة في 2025.. ماذا تعرف عنه؟
- أنس الحجي: السعودية لن تستورد الغاز المسال.. وهذه خططها لمستقبل أرامكو
- مشروعات الهيدروجين العربية تستهدف إنتاج 8 ملايين طن سنويًا بقيادة 6 دول
- تصنيع الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط.. 44 غيغاواط تقودها 3 دول عربية (تقرير)
المصادر:
- تحول شركة فين فاست إلى دول الخليج من منصة "ذا أربيان بوست"
- استثمارات قطرية في شركة صناعة السيارات الفيتنامية من وكالة رويترز