سوق الألواح الشمسية في السعودية تتجاوز 900 مليون دولار بحلول 2030 (تقرير)
محمد عبد السند

- سوق الألواح الشمسية في السعودية تمضي بمسار صعودي.
- تحظى سوق الألواح الشمسية في السعودية بمبادرات حكومية داعمة.
- تتطلع السعودية إلى توطين صناعة الألواح الشمسية.
- تستهدف الرياض توليد 50% من الكهرباء من مصادر متجددة.
- الرياض تقود المبادرات الشمسية بفضل أهميتها الإستراتيجية.
تمضي قيمة سوق الألواح الشمسية في السعودية في مسار صعودي، مع توقعات بتجاوزها حاجز الـ900 مليون دولار بحلول نهاية العقد الحالي، وفق نتائج دراسة حديثة طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويرتكز ازدهار سوق الخلايا الشمسية في السعودية على المبادرات والتحفيزات الحكومية الداعمة الممنوحة للمطورين المحليين والأجانب للاستفادة القصوى من مقومات الصناعة النظيفة بالبلاد؛ بما في ذلك توافر السطوع الشمسي والتقنيات المتقدمة.
ولا يقتصر نمو سوق الألواح الشمسية في السعودية على تداول تلك المنتجات فحسب، بل يمتد ليشمل كذلك توطينها في إطار خطةٍ أوسع للتحرر من الواردات الأجنبية، وتعزيز استقلالية أمن الطاقة في البلد العربي.
كما يأتي الاندفاع المدروس من قِبل المملكة نحو التوسع في سوق الطاقة الشمسية انطلاقًا من أهداف رؤية 2030 الطموحة التي تستهدف رفع مساهمة المصادر المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى النصف.
واستحوذت السعودية على 0.6% من سوق الألواح الشمسية العالمية من حيث الإيرادات في عام 2023.
900 مليون دولار
من المتوقع أن تلامس قيمة سوق الألواح الشمسية في السعودية البالغة قيمتها 350 مليون دولار في عام 2024 نحو 929.37 مليون دولار أميركي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب 17.50%.
وتزدهر سوق الألواح الشمسية في السعودية على خلفية الاهتمام بالطاقة المتجددة في رؤية المملكة 2030 التي تستهدف التنويع الاقتصادي وانخفاض الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية، إلى جانب وفرة السطوع الشمسي، وانخفاض تكلفة الخلايا الشمسية.
وتُنسق طموحات الطاقة المتجددة في السعودية عبر مكتب تطوير مشروعات الطاقة المتجددة (the Renewable Energy Project Development Office) واختصارها آر إي بي دي أو (REPDO) الداعم لمشروعات الطاقة الشمسية على مستوى المرافق عبر طرح عطاءات تنافسية.
ويشير مصطلح الطاقة الشمسية على نطاق المرافق إلى محطات الطاقة الشمسية واسعة النطاق المولدة للكهرباء للشبكة في المقام الأول؛ إذ تخدم المرافق والكيانات التجارية بدلًا من المنازل.
وتُعد مشروعات الطاقة الشمسية الرئيسة مثل محطتي الطاقة الشمسية في مدينتي سكاكا وسدير مثالًا واضحًا على التزام المملكة بالطاقة المستدامة؛ إذ تجذب الاهتمام المحلي والدولي بسوق الطاقة الشمسية لديها.
كما يُعد مجمع الطاقة الشمسية في الشعيبة والبالغة سعته 2.06 غيغاواط أكبر مشروع من نوعه في عموم البلاد، ومن المتوقع إنجازه في نهاية عام 2025.
وقد طُوِّر المجمع البالغة تكلفته 2.2 مليار دولار أمريكي، بالتعاون بين شركتي أكوا باور وبديل، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

رؤية 2030
ترسم "رؤية 2030"، التي تستهدف أساسًا تنويع روافد الاقتصاد وتقليص الاعتماد على الإيرادات التقليدية المتحققة من قطاع الهيدروكربونات، مسارًا طموحًا لرفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني.
وتحدد "رؤية 2030" أهدافًا طموحةً تستهدف توليد 50% من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول نهاية العقد الحالي، مع مساهمة الطاقة الشمسية وحدها بنسبة 10%، كما تضع الرؤية المستقبلية معياري الاستدامة والرعاية البيئية في جوهرها؛ ما يغذي الاندفاع نحو الاستفادة من الطاقة الشمسية.
واستجابةً لتلك الرؤية الإستراتيجية، أطلقت الرياض حزمةً من المبادرات والأطر التنظيمية التي تُهيئ بيئةً مواتيةً للنمو القوي والابتكار في تقنيات الطاقة الشمسية.
كما توفر ظروف الطاقة الشمسية المواتية في السعودية بفضل موقعها الجغرافي المميز، مقترنةً بانخفاض تكاليف الألواح الشمسية عالميًا، بيئةً مثاليةً للاستثمار في هذا القطاع.
محركات رئيسة
يرتكز الازدهار الذي تسجله سوق الألواح الشمسية في السعودية على عددٍ من المحركات الرئيسة، بما في ذلك التحفيزات الحكومية مثل الدعم المالي والإعفاءات الضريبية، التي تقلل العراقيل التي تَحِد من دخول المستثمرين تلك السوق، وتعزز الجاذبية المالية للمشروعات الشمسية.
وتخطط السعودية لتطوير سعة طاقة متجددة قوامها 50 غيغاواط بحلول عام 2030، بما في ذلك 40 غيغاواط من الطاقة الشمسية، بحسب أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
إلى جانب ذلك تسهم أشكال التعاون الدولية بدفع عجلة البحث والتقدم التقني؛ ما يعزز دور المملكة بصفتها مركزًا للابتكار في تقنيات الطاقة الشمسية.
لكن على الرغم من تلك التطويرات الباعثة على التفاؤل؛ فإنه تبقى هناك تحديات مثل الطبيعة المتقطعة للطاقة المتجددة، وندرة المياه والمنافسة على استعمال الأراضي ومدى جاهزية البنية التحتية.
وبناءً عليه فإن مواجهة تلك القضايا لا غنى عنها لدمج الطاقة الشمسية بشكل موثوق في الشبكة والتوسع المستدام لقطاع الطاقة الشمسية.
توجهات السوق
تسلط توجهات السوق الضوء على تسارع وتيرة الاستثمارات في مشروعات الطاقة الشمسية على مستوى المرافق، والتحول نحو التركيبات الشمسية المركزة للتطبيقات السكنية والصناعية.
وتقود الرياض المبادرات الشمسية بفضل أهميتها الإستراتيجية والتزامها الصارم بأهداف رؤية 2030، ودورها المركزي في الوظائف الحكومية والإدارية؛ ما يجعلها مركزًا إستراتيجيًا للقرارات الرئيسة وتنفيذ السياسات المتعلقة بالطاقة المتجددة.
وإلى جانب الرياض، تفرض مدن أخرى مثل مكة والمدينة وجدة وتبوك إلى جانب المنطقة الشرقية، نفسها على مشهد الطاقة المتجددة في البلاد.
ويضم المشهد التنافسي لاعبين رئيسين مثل أكوا باور إنترناشونال (ACWA Power International) وفيرست سولار إنك (First Solar Inc) وصن باور كوربوريشن (SunPower Corporation)، الذين يُعدون الركيزة الرئيسة لهذا النمو.
وفي ضوء سخاء الاستثمارات التي تضخها السعودية في مشروعات الطاقة الشمسية، تتهيأ السوق لتحقيق نمو كبير؛ ما يعزز مكانة المملكة بصفتها لاعبًا رئيسًا في التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة.
توطين الصناعة
تمضي السعودية بخطى ثابتة نحو توطين صناعة الألواح الشمسية بوجه خاص، والصناعات الخضراء بوجه عام، بما في ذلك صناعة الصلب الأخضر.
ففي عام 2023، على سبيل المثال، أبرمت شركة تكنولوجيات الصحراء (Desert Technologies) السعودية مذكرة تفاهم مع شركة غولدي سولار (Goldi Solar) الهندية لتطوير صناعة معدّات الطاقة الشمسية.
وتستهدف الشركة المذكورة تعزيز أوجه التعاون مع غولدي سولار بهدف توطين صناعة الخلايا الشمسية، ضمن أهداف "رؤية 2030" التي تتبنّاها السعودية لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 50% في مزيج الكهرباء الوطني بحلول 2030.
كما تستهدف الشراكة تكثيف التعاون والبحث لتطوير تصنيع المعدّات الأصلية لإنتاج الوحدات الشمسية بتقنيات إي في إيه (EVA) وتصنيع الألواح الخلفية، وتقنيات توب كون/إتش جيه تي (TOPCon/HJT)؛ ما يخدم توطين جزء كبير من سلسلة قيمة الطاقة المتجددة في المملكة؛ بما في ذلك البحث والتطوير والتصنيع.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في السعودية.. "تكنولوجيات الصحراء": القطاع الخاص مؤهل لتنفيذ إستراتيجية الدولة
- الطاقة الشمسية في السعودية تستقطب استثمارات يابانية وفرنسية
- تكلفة الطاقة الشمسية للمنازل في السعودية تنخفض خلال 2023
اقرأ أيضًا..
- كوفبك الكويتية تطور حقل غاز عالميًا.. يُنتج 55 مليون قدم مكعبة يوميًا
- منجم معادن أرضية نادرة قد يخلص أميركا من قبضة الصين.. ما قصته؟
- صادرات سلطنة عمان من النفط تنخفض 4.9% بنهاية مارس 2025
المصدر: