
- نمو مبيعات السيارات الكهربائية يسجل تباطؤًا في بعض المناطق
- تواصل الصين رياداتها للتطويرات في سعة إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية
- تواجه بلدان في آسيا أزمة بالكتلة السوداء
- يُتوقع أن يسهم استعمال السيارات الكهربائية بزيادة وفرة البطاريات منتهية الصلاحية
- أسعار الكوبالت تتراوح بين 60% و 70%
ما تزال عملية إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية تواجه عددًا من التحديات التي تعرقل نموها على نطاق واسع، بما في ذلك تراجع نمو مبيعاتها في بعض المناطق، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى الرغم من أن التباطؤ في نمو مبيعات السيارات الكهربائية والمعروض الزائد من معادن البطاريات قد أثّرا سلبًا بجهود إعادة تدوير البطاريات في بعض المناطق، فإن الاعتراف بالكتلة السوداء -مزيج من المعادن المطحونة الناتجة عن تقطيع خردة البطاريات- بوصفها مصدرًا مستدامًا للمواد الخام الحيوية قد رسّخ أهميتها الإستراتيجية بين صانعي السياسة العالميين.
وبوصفها أكبر سوق عالمية للكتلة السوداء، تواصل الصين ريادتها للتطويرات الحاصلة في سعة إعادة تدوير ومعالجة بطاريات السيارات الكهربائية.
ويُتوقع أن تتجاوز سعة إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية 1500 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030، 70% منها في الصين، و10% في كل من أوروبا والولايات المتحدة، بحسب تقرير سابق صادر عن وكالة الطاقة الدولية، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أزمة الكتلة السوداء في آسيا
أدى الارتفاع في استعمال السيارات الكهربائية في آسيا خلال العقد الماضي إلى التطوير السريع لتقنية إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية وسعتها في المنطقة؛ ما أوجدَ طلبًا متناميًا على الكتلة السوداء.
ومع ذلك تواجه بلدان في آسيا، لا سيما الصين وكوريا الجنوبية، أزمة في الكتلة السوداء، تسبّبت بتعطُّل ما لا يقل عن نصف سعة إعادة تدوير البطاريات في البلدان تقريبًا، بحسب مشاركين في السوق.
وعلى الرغم من توقعات بأن يسهم استعمال السيارات الكهربائية بزيادة وفرة البطاريات منتهية الصلاحية، لا يُعاد تطوير جميع بطاريات السيارات الكهربائية في نهاية عمرها الافتراضي الأول؛ إذ يُعاد استعمال الكثير منها في تطبيقات أخرى، مثل أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء.
إلى جانب ذلك، فإن الطلب الأضعف من المتوقع على البطاريات قد حَدَّ من توافر الخردة، وهي مواد أخرى حاسمة بالنسبة للكتلة السوداء.

إعادة التدوير في الصين
وفق معهد ييوي الصيني للاقتصاد (China YiWei Institute of Economics)، فإن حجم إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون المنتهية الصلاحية في الصين بلغ 654 ألف طن متري في عام 2024؛ ما يعكس زيادة بنسبة 5% على أساس سنوي.
وفي 4 مارس/آذار الماضي، أعلنت بكين مسودة لائحة تكلفة استيراد الكتلة السوداء المعاد تدويرها من بطاريات الليثيوم بهدف تشجيع الواردات.
وبموجب اللائحة المذكورة، لن تُصنَّف الكتلة السوداء التي تلبي شروط المكونات المعينة نفايات صلبة؛ ما يتيح بدء الواردات غير المقيّدة في 1 يوليو/تموز المقبل.
وعلى الرغم من أن تسهيل تلك القيود من الممكن أن يعزز بقوة قطاع إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية في الصين عبر زيادة وفرة الكتلة السوداء، إلّا أن الشروط الصارمة لاستيراد الكتلة السوداء ربما تَحِدّ من زيادة المعروض الفوري.
وقد زاد هذا التغير المحتمل الاهتمام بالكتلة السوداء من البلدان الآسيوية مثل كوريا الجنوبية التي لم تستغِلّ سعة إعادة التدوير لديها بشكل كامل.
وأدت التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية، إلى تفاقم حالة عدم اليقين لدى اللاعبين في السوق.
ونتيجةً لذلك، قد تتضاءل الفوائد المتوقعة من تخفيف الصين قيود الاستيراد؛ إذ قد يصبح الاستيراد المباشر من الولايات المتحدة باهظ التكلفة للغاية.
وفي جميع أنحاء آسيا، يراقب المشاركون في السوق عن كثب تطورات سياسات استيراد "الكتلة السوداء" في الصين في ضوء تلك التوترات التجارية.

تحديات في أوروبا
ما تزال سوق الكتلة السوداء في أوروبا مراحلها الناشئة؛ إذ تواجه تحدياتٍ كبيرةً تعرقل نموها، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وارتفعت أسعار الكوبالت، على وجه الخصوص، بنسبة تتراوح بين 60% و 70%، منذ أن طبّقت جمهورية الكونغو الديمقراطية حظر صادرات مؤقتًا في أواخر شهر فبراير/شباط الماضي.
ومع ذلك تؤثّر أسعار معادن البطارية المنخفضة سلبًا في قطاع إعادة تطوير بطاريات السيارات الكهربائية؛ ما يجعل من الصعب جذب الاستثمارات على مشروعات جديدة.
ويُنظَر إلى السياسات الحالية في الاتحاد الأوروبي على أنها غير كافية في تحفيز اللاعبين الجدد والقدامى لضخّ استثمارات في سلسلة إمدادات بطاريات السيارات الكهربائية، مع بقاء أسعار الكتلة السوداء من النيكل والكوبالت الأوروبية مستقرة في نطاق منخفض يبلغ 70% على أساس عقد إي إكس دبليو يوروب (EXW Europe)، وهو مصطلح شحن دولي شائع الاستعمال.
وعلى الرغم من أن هناك زيادة في سعة تقطيع البطاريات، ما تزال هناك مشروعات كبرى مثل لي سايكل (LiCycle) ومبادرة سردينيا (Sardinia) التابعة لشركة غلينكور (Glencore) في طور الإعداد.
اقتصادات غير مواتية
لا تُعدّ اقتصادات إعادة تدوير بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم مواتية خصوصًا في أوروبا، بسبب انخفاض العرض، وارتفاع تكاليف العمالة والطاقة، واللوائح الصارمة التي تُعقِّد دخول السوق.
وفي 5 مارس/آذار الماضي، حدّثت المفوضية الأوروبية –الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبية- تصنيفها للنفايات؛ واصفةً الكتلة السوداء بأنها نفاية خطر، كي تضمن بقاء البطاريات والمواد الخام الحيوية المستعمَلة في تصنيعها داخل الاقتصاد الأوروبي.
ويستهدف التصنيف المذكور تعزيز السيطرة على شحنات الكتلة السوداء؛ ما يدغم اقتصادًا دائريًا، ويحتفظ بالمعادن الحيوية في أوروبا.
ومع ذلك، فإن النقص الحالي في سعة الفصل، المدعوم بتكاليف التشغيل المرتفعة والعراقيل التنظيمية، ربما يَحِدّ من فاعلية تلك اللوائح التنظيمية؛ ما ينتُج عنه اعتماد متواصل على المصانع الخارجية في إعادة التدوير.
موضوعات متعلقة..
- إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. الصين الأولى في توفير احتياجاتها بعد 2045
- إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. طريقة جديدة وفاعلة
- مشروع لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوابك لـ"الطاقة": 5 دول عربية تتحرك لتصدير الهيدروجين والأمونيا
- صفقة طاقة نووية بـ19 مليار دولار تقتنصها كوريا الجنوبية
- حقيقة البنزين المغشوش في مصر.. وتحرك عاجل من الحكومة
المصدر:
1.إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية من منصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"