التقاريرتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

إنتاج النفط في غايانا قد يصل إلى 1.3 مليون برميل.. ومشاورات مع "أوبك"

هبة مصطفى

شهد إنتاج النفط في غايانا تطورات متسارعة خلال السنوات الـ10 الأخيرة، لتتحول تدريجيًا إلى واحدة من أهم الدول المنتجة والمصدرة أيضًا.

وكشف مسؤول عن أن غايانا تركز على تعزيز إنتاجها من الخام بحلول السنوات الأخيرة من العقد الجاري؛ ما يُتيح لشحنات الدولة الكاريبية غزو الأسواق بعدما انضمت إلى نادي الدول المصدرة قبل 5 سنوات.

وقال وزير الموارد الطبيعية فيكرام بهارات، إن بلاده تجمع بين جودة الخام والتكلفة المعقولة التي تتيح استمرار الإنتاج دون التأثر بتأرجح الأسعار.

وحسب خريطة صادرات النفط العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، تخطّط غايانا لتزويد أوروبا بالمزيد من الصادرات، بالاستفادة من انخفاض الأسعار حاليًا تأثرًا بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

إنتاج النفط في غايانا

تُشير مستهدفات إنتاج النفط في غايانا إلى مضاعفته لمستوى 1.3 مليون برميل يوميًا، بحلول عام 2030.

ويأتي هذا وفق خطة تدريجية لرفع الإنتاج الحالي، من مستوياته الحالية البالغة 645 ألف برميل يوميًا إلى 900 ألف برميل خلال الربع الأول من العام المقبل 2026، ومليون برميل بنهاية العام ذاته، والوصول إلى مستويات قياسية بحلول 2028.

وأمنّت غايانا الاستثمارات اللازمة لتحويل الأهداف الإنتاجية الطموحة إلى واقع فعلي، وفق تأكيد الوزير فيكرام بهارات.

وزير الموارد الطبيعية في غايانا فيكرام بهارات
وزير الموارد الطبيعية في غايانا فيكرام بهارات - الصورة من موقع الوزارة

وتضمن الخطة الإنتاجية السابق ذكرها تفوق غايانا على جارتها في أميركا الجنوبية فنزويلا، التي تجمعهما خلافات حدودية، وتراجع إنتاجها بفعل العقوبات الأميركية ونقص الاستثمارات رغم ارتفاع احتياطياتها.

وأكد الوزير فيكرام بهارات أن غايانا تتبنّى خطة طموحة لمضاعفة إنتاج النفط رغم التحديات التي تواجهها السوق حاليًا، ومن بينها: المنافسة مع النفط الصخري الأميركي، وإنتاج الدول في تحالف أوبك+، وتوقعات أسعار الخام العالمية.

وكشف عن أن شركة إكسون موبيل الأميركية (المطور الرئيس للخام في بلاده) تقدّر تكلفة إنتاج النفط في غايانا بنحو 30 دولارًا للبرميل، ما يضمن استمرار الإنتاج دون التأثر بتقلبات السعر العالمي.

وفجّر بهارات مفاجأة بشأن الانضمام إلى المؤسسات الدولية ذات الصلة بقطاع الطاقة، مثل منظمة أوبك ووكالة الطاقة، لافتًا إلى بدء مسؤولين في غايانا مشاورات مع هذه الهيئات دون الإفصاح عن أي التزام حتى الآن.

خريطة الصادرات

تملك غايانا خامًا متوسطًا خفيفًا حلوًا بدرجات متنوعة قادرة على المنافسة، خاصة أن غالبية خامات أوبك+ في الشرق الأوسط "متوسطة أو ثقيلة، وحامضة".

ومن بين الدرجات المنتجة في غايانا: "خام ليزا" قريب الشبه من حيث كثافته ونسبة الكبريت فيه بخامات أميركا وغرب أفريقيا، والمسعّر في 29 أبريل/نيسان الماضي بـ63.38 دولارًا للبرميل، وخام "يونيتي غولد" و"بايارا غولد".

ويزداد إقبال مصافي التكرير الأوروبية على شراء هذه الخامات، ما يُشير إلى أن زيادة الإنتاج ستسبّب إنعاش الصادرات.

وتعوّل الدولة الكاريبية على الإنتاج الإضافي المرتقب لتزويد أوروبا بمزيد من الشحنات، خاصة أن الصادرات لدول القارة العجوز سجّلت ما متوسطه 286 ألف برميل يوميًا، العام الماضي.

ورغم بدء شركة إكسون موبيل استكشاف النفط في غايانا عام 2008، وتوصلها إلى أول نفط في 2015، فإنها لم تنضم إلى قائمة مصدري الخام سوى عام 2020.

وردًا على مخاوف نقص استثمارات قطاع المنبع خوفًا من تداعيات قرارات ترمب ورسومه الجمركية على معدلات الطلب، قال الوزير بهارات إن سعر برميل الخام المناسب يتراوح بين 70 و75 دولارًا، حسب ما ورد خلال مقابلة له مع إس بي غلوبال.

احتياطيات الغاز في غايانا
سفينة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة بروسبيريتي - الصورة من منصة "أويل ناو"

تطورات الغاز والطاقة النظيفة

لا تقتصر تطورات قطاع الطاقة الغاياني على النفط فقط، وإنما تمتد إلى الغاز والطاقة النظيفة أيضًا.

وتطمح البلاد إلى زيادة الاعتماد على الغاز، بما يُتيح خفض معدل الانبعاثات، وتجري مشاورات مع "إكسون موبيل" في هذا الشأن.

وحسب الوزير بهارات، أنشأت غايانا خط غاز بطاقة 120 مليون قدم مكعبة يوميًا، ما يوفر الإمدادات اللازمة لتوليد 600 ميغاواط، ويخفّض سعر الكهرباء بما يزيد على النصف، ويشغل مصنع أسمدة صغيرًا.

وتعزّز هذه التحركات من انتقال الطاقة، عبر تقليص الاعتماد الحالي على الديزل.

ولفت الوزير إلى أن الدول الفقيرة ترغب في تنفيذ خطوات الانتقال، لكنها مقيدة بنقص الموارد وارتفاع التكاليف.

ورجح أن تؤدّي أرصدة الكربون وتعويضاته دورًا في دعم الانتقال، مشيرًا إلى استعداد بلاده لتوقيع صفقات في هذا الشأن والتعاون مع الشركات.

تجدر الإشارة إلى أن غايانا تملك مساحات هائلة من الغابات المطيرة، وقدرة على تخزين ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 20 مليار طن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق