محطات الطاقة النووية تؤرّق معظم الأستراليين (دراسة)
محمد عبد السند

- الائتلاف المعارض يتعهّد ببناء 7 محطات نووية جديدة في أستراليا
- يرغب الائتلاف في تشغيل المحطات الجديدة بحلول 2035
- الأستراليون ينظرون إلى طاقة الشمس والرياح نظرة إيجابية
- يعتقد 84% من الأستراليين أن المناخ العالمي يتغيّر
- ينظر معظم الأستراليين إلى الطاقة النووية نظرة سلبية
ما تزال محطات الطاقة النووية في أستراليا تؤرّق شريحة كبيرة من السكان المحليين، نظرًا إلى ما تسبّبه من مخاطر صحية وبيئية، وفق دراسة مسحية طالعت نتائجها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويأتي هذا المزاج العام السلبي بشأن الطاقة النووية في أستراليا في وقت تعهّد فيه الائتلاف المعارض ببناء 7 محطات طاقة نووية في أنحاء البلاد، جميعها في مواقع محطات طاقة حالية أو سابقة تعمل بالفحم.
وتتوزّع المحطات النووية المقترحة جغرافيًا كالآتي: محطتا هانتر وماونت بايبر في نيو ساوث ويلز، ولوي يانغ في فيكتوريا، وتارونغ وكايلايد في كوينزلاند، وبورت أوغوستا في جنوب أستراليا، وكولي في غرب أستراليا.
ويرغب الائتلاف في تشغيل أول مفاعلاته بحلول 2035، وهو جدول زمني طموح، نظرًا إلى تقدير منظمة البحوث العلمية والصناعية الكومنولثية "سي إي آي آر أو" (CSIRO) وقت بناء لا يقل عن 15 عامًا.
ومع اقتراب الانتخابات الفيدرالية المقررة في شهر مايو/أيار المقبل، يبرز ملف الطاقة ساحة معركة بين رؤيتَيْن متباينتَيْن: الأولى تمثّلها حكومة حزب العمال التي تعِد برفع حصة الطاقة المتجددة إلى 82%، والأخرى يجسّدها التحالف الليبرالي الوطني الذي يطرح مشروعًا طموحًا لتطوير 13 غيغاواط من الطاقة النووية بحلول 2051، لتحلّ محلّ الفحم.
قلق متواصل
لا ينظر غالبية الأستراليين إلى الطاقة النووية نظرة إيجابية، وسيشعرون بالقلق إذا بُنيت محطة طاقة نووية بالقرب منهم، وفق نتائج دراسة مسحية حديثة أجرتها جامعة غريفيث العامة الأسترالية.
وتأتي الأرقام الجديدة في الوقت الذي يخوض فيه الائتلاف المعارض في أستراليا معركةً لاستعادة الزخم في آخر أسبوعَيْن من الحملة الانتخابية.
وتعهّد الائتلاف ببناء مفاعلات نووية ممولة بوساطة دافعي الضرائب في 7 مواقع بأستراليا، في مسعى لتوفير كهرباء موثوقة بدرجة أكبر مما يمكن تحقيقه عبر المصادر المتجددة المدعومة بتقنيات التخزين مثل البطاريات وتوليد الطاقة الكهرومائية بالضخ، وذلك عبر استعمال الغاز بديلًا.

مشاورات لأكثر من عامَيْن
تعهّد الائتلاف المعارض بإجراء مشاورات حول الطاقة النووية على مدى عامَيْن ونصف العام، غير أن بعض الجماعات الوطنية قالت إن بواعث قلقها تُقابَل بالتجاهل، بل أعربت بعض المجموعات المجتمعية عن غضبها من أنها لن تقدر على معارضة إنشاء محطات الطاقة النووية في المناطق التي تقطن بها.
ووفق الدراسة المسحية، يتزايد القلق إزاء محطات الطاقة النووية التي تُبنى حاليًا في المناطق القريبة من منازل الأستراليين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولدى سؤالهم عن آفاق محطة نووية تُبنى في نطاق 50 كيلومترًا من منازلهم، أعرب قرابة 10% من الأستراليين عن قلقهم إزاء هذا الأمر، وقال 16% إنهم قلقون جدًا، في حين قال 38.8% إنهم قلقون للغاية.
وبالمقارنة، فإن نحو 80% نظروا إلى طاقة الشمس والرياح نظرة إيجابية، وقالت الأغلبية التي شملتها المسح إنها لن تشعر بالقلق إذا بُنيت محطات شمس أو رياح بالقرب من منازلها.
وجُمِعت البيانات التي لم تُنشَر في السابق خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، وهي تأتي من المسح الوطني للعمل المناخي الذي أجراه الباحثون في جامعتي غريفيث وموناش.

أكثر من 300 سؤال
طرح المسح ما يزيد على 300 سؤال، من بينها: من أين يأتي الناس بمعلوماتهم عن تغير المناخ؟ وهل تأثروا فعليًا بالكوارث الطبيعية؟ وما التغيرات التي ستطرأ على سلوكياتهم؟
وقال الأستاذ المساعد كيري فوكسويل-نورتون، إن المسح يستهدف قياس "الطرق التي يفكّر من خلالها الأستراليون في تغير المناخ والعمل المناخي"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف فوكسويل-نورتون: "عبر تحليل الإحصائيات، يمكنك أن تلحظ وجود قلق كبير بشأن تطوير منجم فحم وموقع غاز ومحطة طاقة نووية، مقارنةً بمصادر الطاقة المتجددة".
وتابع: "وبناءً عليه يدرك الناس الآثار البيئية المحلية لتطوير مصادر الكهرباء المولدة بالوقود الأحفوري قياسًا بالمصادر المتجددة".
تغير المناخ
في الدراسة المسحية، يعتقد 84% من الأستراليين أن المناخ العالمي يتغيّر، ويقول 75% إنهم قلقون نوعًا ما أو حتى قلقون جدًا إزاء الاحتباس الحراري.
وقال فوكسويل-نورتون إن الثقة بالعلوم المناخية من قِبل المشاركين في كل الدراسات المسحية كانت قوية جدًا.
ويبدو أن تلك الثقة تسود بين الأوساط السياسية؛ إذ يُوقن 98% من ناخبي حزب الخضر بالعِلم، مقابل 92% من ناخبي حزب العمال، و80% من الوطنيين، و73% من أنصار الحزب الليبرالي، و52% من أنصار حزبي أمة واحدة وأستراليا المتحدة.
وفي هذا الصدد قال الأستاذ المساعد كيري فوكسويل-نورتون إن "الدراسات المسحية تبيّن أن أساس الثقة بالتجارب العلمية مترسخ في أستراليا، لكن بعد ذلك تتعقّد الأمور حقًا من حيث كيفية استجابة الأستراليين في المناطق الإقليمية بعكس الحال في المناطق الحضرية والنائية".
وأضاف فوكسويل-نورتون: "استجابة الناس ترتكز على طبقتهم الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك على أعمارهم وجنسهم، وما إلى ذلك".
وتابع: "وهذا التعقيد يمكننا تجاوزه إذا كنا سنسعى لاتخاذ إجراءات فاعلة بشأن المناخ؛ وبناءً عليه فإننا نحتاج إلى التعمّق في النظر إلى هذا التعقيد".
موضوعات متعلقة..
- اختيار أستراليا بين الطاقة المتجددة والنووية يخضع لتوجهات الحكومة والمعارضة (تقرير)
- تحذير من عواقب الطاقة النووية في أستراليا.. تكاليف المشروعات البريطانية مثالًا
- خبراء: الطاقة النووية في أستراليا كارثة وثقب مالي أسود
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفط خفيف عالي الجودة في بئر بأفريقيا.. نتائج مبشّرة
- خلايا شمسية ترادفية تحطم الرقم القياسي في كفاءة توليد الكهرباء النظيفة
- محطات الكهرباء العاملة بالفحم في أميركا.. تَوجه نحو تأجيل تقاعدها وسط تنامي الطلب
المصدر:
1.معظم الأستراليين يشعرون بالقلق إزاء محطات الطاقة النووية من دراسة نشرت نتائجها صحيفة "الغارديان".