تقارير الغازرئيسيةغاز

اكتشافات غاز "مُحبطة" تشهد تطورًا وسط موجة انسحابات صادمة

أسماء السعداوي

قرّرت شركة طاقة عالمية شهيرة التخارج من 3 مربعات سُجلت بها اكتشافات غاز طبيعي قبالة سواحل كولومبيا في أميركا الجنوبية.

يتضمّن القرار الذي اتخذته الشركة، وهي شل متعددة الجنسيات، التخلي عن حصتها التشغيلية البالغة 50% في 3 مربعات بحرية هي "كول-5" (COL-5) و"بربل أنغيل" (Purple Angel) و"فويرتي سور" (Fuerte Sur)، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبعد تخارج الشركة المطورة، كشفت شركة "إيكوبترول" الحكومية عن خطة لضمان استمرار أعمال تطوير مشروعات الغاز من أجل تلبية الاحتياجات المحلية.

يأتي ذلك بعد انسحاب عدد من شركات النفط والغاز العالمية من كولومبيا وسط ارتفاع واردات الغاز المسال الباهظة التي ترهق خزينة الدولة وترفع الأسعار على المواطنين.

اكتشافات غاز في كولومبيا

لم تُعلن شركة شل رسميًا انسحابها من تطوير 3 مشروعات؛ حيث حققت اكتشافات غاز على مدار السنوات الماضية.

لكن شركة "إيكوبترول" الكولومبية نقلت القرار في سياق إعلانها خطوات لضمان استمرار تطوير المشروعات الواقعة في البحر الكاريبي قبالة سواحل البلاد.

شعار شركة إيكوبترول
شعار شركة إيكوبترول - الصورة من وكالة بلومبرغ

وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، حقّقت شل بالتعاون مع إيكوبترول اكتشافات غاز عديدة في الآبار "كرونوس-1" (Kronos-1) و"غورجون-1" (Gorgon-1) و"بربل أنغيل-1" (Purple Angel-1) و"غورجون-2" (Gorgon-2) و"غلاكيوس-1" (Glaucus-1) وذلك على مدار السنوات الـ10 الماضية.

وكانت شل تمتلك 50% من أسهم التنقيب والإنتاج في المشروعات؛ وهي "كول-5" و"بيربل أنغيل" و"فويرتي سور"، وذلك بموجب صفقة استحواذ أبرمتها في ديسمبر/كانون الأول 2020.

وداخل تلك المربعات، توجد احتياطيات غاز طبيعي ضخمة أسفل مياه القطاع الكولومبي من البحر الكاريبي.

ووصفها الرئيس السابق خوان مانويل سانتوس، بأهم اكتشافات غاز في البلاد منذ 28 عامًا بعد تسجيل اكتشافين آخرين عام 1989.

وبدأت أعمال التنقيب في يوليو/تموز 2015 داخل بئر كرونوس في مربع فيوري سور، تلتها بئر بربل أنغيل في مارس/آذار 2017 وبعد شهرين اكتُشف الغاز في بئر غورجون 1.

وفي أكتوبر/تشرين الأول (2023)، أكّدت أعمال الحفر التقييمية اكتشافات غاز إضافية في بئر غلاكيوس.

ومن المتوقع بدء الإنتاج من بئر غورجون بالمياه العميقة بين عامي 2031 و2032، بعد تأكيد وجود الغاز الطبيعي في بئر "غورجون-2" عام 2022.

شركة شل

أرجع متحدث باسم شركة شل القرارَ الصادم إلى أن اكتشافات غاز كولومبيا لم تعد تلائم الطموحات الإستراتيجية للشركة.

وستواصل العملاقة العالمية توفير منتجات وحلول طاقة مرنة مثل الغاز المسال ومنتجات التشحيم والوقود.

لكن كميات الغاز المكتشفة كانت أقل من التوقعات، وخلُصت شل إلى أن الاحتياطيات غير كافية لتبرير الاستثمارات الضخمة اللازمة للتطوير، خاصة أنها تتطلب بنية أساسية وخطوط أنابيب تحت سطح البحر ومحطات معالجة برية.

اكتشافات الغاز في كولومبيا

بعد قرار شل، بدأت شركة النفط والغاز في كولومبيا تقييم إستراتيجية مشروعاتها في جنوب البحر الكاريبي.

يشمل ذلك وضع خطة مشتركة لضمان استمرار أعمال التنقيب في المربعات الـ3 المذكورة، بحسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وانطلاقًا من جدواها الفنية والاقتصادية، وبعد انسحاب الشركة المطورة شل، تعتزم إيكوبترول منح مشروعات الغاز البحرية صفة الأولوية؛ حيث ستبحث عن سبل لتطوير الموارد؛ لضمان إمدادات الغاز على المدى المتوسط.

كما تقيّم خيارات ربط مع شبكة النقل المحلية لتسويق الغاز وتلبية الطلب على الغاز في كولومبيا.

وخارج الحدود، ستواصل شركات إيكوبترول وشل وتوتال إنرجي الفرنسية تطوير حقل "غاتو دو ماتو" (Gato Do Mato) في البرازيل؛ حيث اتخذت قرار الاستثمار النهائي بشأنه في شهر مارس/آذار (2025).

منصة حفر شاركت في اكتشافات غاز كولومبية
منصة حفر شاركت في اكتشافات غاز كولومبية - الصورة من موقع شركة نوبل

موجة انسحابات

شركة شل هي الأخيرة التي تلحق بركب شركات النفط والغاز العالمية التي فرّت من كولومبيا وسط تحديات تشغيلية تبحث عن حلول.

ومن أبرز الشركات التي تخارجت بالكامل أو خفّضت استثماراتها هناك، خلال السنوات الـ5 الماضية، "إكسون موبيل" و"كونوكو فيليبس" و"شيفرون" و"أوكسيدنتال بتروليوم" الأميركية و"ريبسول" و"سيبسا" الإسبانيتان و"بي بي" البريطانية.

ومحليًا، أعلنت شركة إيكوبترول الوطنية خططًا لزيادة حجم الدين بمقدار 20 مليار دولار إضافية لتمويل استثمارات خلال العام الجاري (2025).

وانخفض صافي إيرادات الشركة، التي تملك الحكومة 88% من أسهمها، خلال العام الماضي، بنسبة 22%؛ بسبب انخفاض أسعار النفط وارتفاع الدولار الأميركي.

وثمة عقبتان رئيسيتان أمام قطاع التنقيب عن النفط والغاز في كولومبيا؛ وهما حالة عدم اليقين التنظيمي وانتفاء الجدوى الاقتصادية.

وبالفعل، أشارت قيادة شركة شل إلى معاناتها بسبب القيود التنظيمية واستمرار التأخيرات التي تؤدي إلى تآكل ما يتراوح بين 10% و15% من قيمة كل مشروع.

كما أوقفت الحكومة منح عقود جديدة للتنقيب عن النفط والغاز رغم معاناة كولومبيا من العجز في إمدادات الغاز المحلية.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، تتوقّع إيكوبترول عجزًا بمقدار 120 مليار وحدة حرارية بريطانية خلال هذا العام، لترتفع إلى ما يصل لـ300 مليار في 2026.

يأتي ذلك خلال الوقت الذي لا تغطي فيه احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج سوى 6 سنوات من الاستهلاك وفق المعدلات الحالية.

وبالتزامن مع تراجع الإنتاج من الحقول الرئيسة، ارتفعت الواردات الباهظة من الغاز المسال لتلبي نحو 20% من الاستهلاك.

يُشار هنا إلى أن استيراد الغاز أغلى 3 مرات من إنتاجه محليًا، كما يرفع أسعار البيع بالتجزئة على المواطنين.

وسجّلت احتياطيات الغاز المؤكدة لدى الشركة ارتفاعًا قياسيًا في العام الماضي (2024) إلى 1.89 مليار برميل من النفط المكافئ، إلا أن ميزانيتها الاستثمارية لهذا العام تُركز على إبقاء معدلات الإنتاج عند مستواها الحالي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. بيان شركة إيكوبترول عن ضمان استمرار مشروعات الغاز في جنوب البحر الكاريبي
  2. معلومات عن مربعات الغاز الثلاثة من منصة "كولومبيا وان" المحلية
  3. أسباب هروب الشركات من كولومبيا من "ذا ريو تايمز"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق