
يترقّب قطاع النفط الكويتي صفقة دمج مهمة لاثنتين من كبريات الشركات العاملة في هذا القطاع الحيوي، الذي يقوم عليه اقتصاد الدولة بالكامل، ويدعم قدراتها وإمكاناتها على المستويات الخليجية والعربية والدولية.
وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد بدأت دولة الكويت، اليوم الثلاثاء 15 أبريل/نيسان (2025)، اتخاذ الخطوات التنفيذية لدمج شركتَيْن من الشركات النفطية المملوكة للدولة.
وتأتي هذه الخطوة المهمة بالنسبة إلى قطاع النفط الكويتي، ضمن جهود الحكومة الحالية المتواصلة لإعادة هيكلة قطاع الطاقة ككل، في ظل خطة تطوير وتحديث تسعى من خلالها الدولة لاستغلال إمكاناتها بالصورة الأمثل.
وأعلنت الرئيسة التنفيذية للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة "كيبك" وضحة الخطيب، أن شركة البترول الوطنية الكويتية بدأت، اليوم الثلاثاء، الخطوات التنفيذية لدمج شركة "كيبك" عن طريق ضمها بالكامل.
صناعة التكرير في الكويت
تتولى شركة البترول الوطنية المسؤولية عن صناعة التكرير في الكويت، في حين تتولى كيبك مسؤولية مرافق مصفاة الزور، لذلك فإن عملية الدمج من المتوقع أن تقدم دعمًا كبيرًا إلى قطاع النفط الكويتي خلال المرحلة المقبلة.
وتسعى الكويت -وهي إحدى الدول الفاعلة في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"- إلى إحداث تطوير شامل لقطاع الطاقة لديها، ضمن خطة تستهدف تعظيم الاستفادة من موارد البلاد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت الرئيسة التنفيذية لـ"كيبك"، أن التحديات والتطورات المتسارعة التي تشهدها صناعة النفط والغاز العالمية تضع قطاع النفط الكويتي أمام مسؤولية مواكبة هذه التطورات، وتحتم عليه تعزيز مرونته للتكيف مع مستجداتها ومتغيراتها.

وأكدت وضحة الخطيب أن قطاع النفط الكويتي حريص على الوفاء بالتزاماته تجاه عملائه في الداخل والخارج، بالإضافة إلى التزامه بتحقيق مزيد من النمو، بما يتناسب مع مكانة الدولة على مستوى هذه الصناعة العالمية الحيوية.
يُشار إلى أن المخاوف المرتبطة برسوم ترمب الجمركية، تخلق -في الوقت الحالي- حالة من الضبابية في الأسواق، ودفعت أسعار النفط إلى الانخفاض بأكثر من 20% خلال أسبوع واحد، ليهبط سعر خام برنت تحت حاجز 60 دولارًا للبرميل، وهي أرقام لم تشهدها الأسواق منذ عام 2020.

دمج مصفاة الزور
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2024، شهد قطاع النفط الكويتي الإعلان الأول لخطة دمج مصفاة الزور مع مجمع البتروكيماويات العملاق، تحت اسم "برايز" (PRIZE)، لتتحول المصفاة إلى واحد من أكبر مشروعات التكرير العالمية المتكاملة.
وبحسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة -حينها- فإن الدمج يأتي ضمن إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية المستهدفة لعام 2040، التي تستهدف رفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية، من خلال دمج قطاعَي التكرير والبتروكيماويات وتحقيق التكامل بينهما.
ويسعى مجمع بتروكيماويات مصفاة الزور إلى إنتاج 2.7 مليون طن سنويًا من المركبات العطرية والبولي بروبيلين، بالإضافة إلى نحو 1.7 مليون طن سنويًا من البنزين، وكميات من الباراكسيلين "مركب هيدروكربوني عطري".

ومن شأن هذه الخطوة أن تعزّز دور مصفاة الزور، التي يبلغ حجم إنتاجها نحو 615 ألف برميل يوميًا، وتعدّ إحدى أكبر محطات استيراد الغاز المسال العالمية، وهو ما يدفعها لتصبح من أكبر المشروعات المتكاملة عالميًا، بعدما كانت الأكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي فقط.
يُشار إلى أن شركة "كيبك" كانت قد حدّدت أهداف المشروع كالآتي:
- زيادة إنتاج المشتقات الهيدروكربونية.
- تزويد السوق المحلية بالبنزين.
- إنتاج مواد جديدة مثل البولي بروبيلين.
- فتح أسواق جديدة.
ومن المقرر أن يرفع المجمع الذي سيعد واحدًا من أهم عناصر قطاع النفط الكويتي بعد انتهاء الدمج، من إنتاج المركبات العطرية بنسبة 200%، في حين سيرفع إنتاج البولي بروبيلين بنسبة 1000%، وهو ما يكفل تحقيق أعلى مستويات التكامل مع مصافي التكرير.
موضوعات متعلقة..
- دمج مجمع بتروكيماويات في مصفاة الزور الكويتية.. ماذا يعني لإستراتيجية 2040؟
- مصفاة الزور الكويتية تعرض 390 ألف طن من زيت الوقود منخفض الكبريت للبيع
- حريق في مصفاة الزور الكويتية.. وعمليات التكرير والتصدير مستمرة
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تعلن أول توقعاتها للطلب على النفط في 2026
- أكبر مصدري الغاز المسال في العالم خلال الربع الأول.. 3 دول عربية بالقائمة
- أكبر قاعدة لمفاعلات الطاقة النووية في العالم تحقق إنجازًا مهمًا
المصادر: