أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد عالميًا.. دولة عربية تواصل الصدارة منذ 2023
سامر أبووردة

تُعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد عالميًا مشروعًا استثنائيًا يعكس التزام الإمارات بالاستدامة والتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.
ووفقًا لبيانات قطاع الطاقة الإماراتي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية على بُعد نحو 35 كيلومترًا من مدينة أبوظبي، وقد دُشّنت في يونيو/حزيران 2023، بقدرة إنتاجية تبلغ 2 غيغاواط، لتكون إنجازًا تقنيًا وبيئيًا غير مسبوق في قطاع الطاقة المتجددة.
وشهدت المحطة زيارة رسمية في 11 أبريل/نيسان 2025، من وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، برفقة رئيس مجلس إدارة مصدر الإماراتية الدكتور سلطان أحمد الجابر؛ ما يؤكد أهمية المشروع دوليًا، وقدرته على تعزيز مكانة الإمارات في صدارة الدول الرائدة بإنتاج الطاقة النظيفة.
تستعمل المحطة أحدث تقنيات الألواح الشمسية الكريستالية ثنائية الوجه، التي تتيح التقاط الأشعة الشمسية من الجانبين؛ ما يُعزز الكفاءة ويزيد من القدرة الإنتاجية.
وتُسهم المحطة في تزويد نحو 200 ألف منزل بالكهرباء، وتفادي انبعاث 2.4 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويمثل المشروع خطوة مهمة ضمن إستراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي، ويجسد رؤية الدولة نحو مستقبل يعتمد على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، تقلل من البصمة الكربونية وتحقق أمن الطاقة.
محطة الظفرة للطاقة الشمسية
طُوّرت محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بوصفها مشروعًا منتجًا مستقلًا للكهرباء، من خلال شراكة جمعت بين شركات مصدر، وطاقة، وإي دي إف رينيوبلز الفرنسية، وجينكو باور الصينية.
وتمتلك شركة طاقة حصة الأغلبية البالغة 40%، وتوزع الـ60% المتبقية بالتساوي بين الشركاء الثلاثة الآخرين؛ ما يعكس الثقة الدولية بمستقبل الطاقة الشمسية في الإمارات.
وأُبرمت صفقة تمويل المشروع في ديسمبر/كانون الأول 2020؛ الأمر الذي مهّد الطريق أمام عمليات البناء والتركيب واسعة النطاق، التي تضمنت تركيب نحو 4 ملايين لوح شمسي ثنائي الوجه، بمعدل إنجاز قياسي بلغ 10 ميغاواط يوميًا، وهو إنجاز لوجستي وتقني فريد من نوعه في قطاع الطاقة العالمي.

البيانات التشغيلية لمحطة الظفرة
من خلال قدرتها الإنتاجية البالغة 2 غيغاواط، تُعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد عالميًا مصدرًا رئيسًا للكهرباء النظيفة، إذ تمد ما يعادل 200 ألف منزل في الإمارات بالطاقة، مع قدرة على تقليص الانبعاثات الكربونية بما يعادل إزالة 470 ألف سيارة من الطرق سنويًا.
وتتميز المحطة بكونها الأكبر من نوعها على مستوى العالم ضمن موقع واحد، كما سجلت سعر تعرفة يُعد من بين الأدنى عالميًا، بلغ 1.32 سنتًا أميركيًا لكل كيلوواط/ساعة، ما يجعلها نموذجًا للتكلفة الفعالة والكفاءة الاقتصادية.

تقنيات أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد عالميًا
تُعتمد تقنيات الألواح الكريستالية ثنائية الوجه في تشغيل محطة الظفرة، والتي تسمح بالتقاط الطاقة الشمسية من الوجه الأمامي والخلفي للوح؛ ما يعزز كفاءة توليد الكهرباء.
وتُمثل هذه التقنية تطورًا مهمًا في مسار استعمال الطاقة الشمسية؛ إذ تزيد من الإنتاجية دون الحاجة إلى زيادة المساحة.
كما أن الموقع الجغرافي للمحطة -في منطقة صحراوية تتمتع بإشعاع شمسي عالٍ- ساعد في تحسين معدلات الأداء، وجعل من المشروع نموذجًا يمكن تكراره في مناطق مشابهة حول العالم.
الأجندة المناخية لدولة الإمارات
تُعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد عالميًا جزءًا من جهود دولة الإمارات لتحقيق أهدافها الطموحة بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وفي هذا السياق، أصبحت محطة الظفرة علامة بارزة في قطاع الطاقة العالمي، تُظهر كيف يمكن توظيف الابتكار والتعاون الدولي في تحقيق مشروعات طاقة متجددة عالية الكفاءة ذات أثر بيئي إيجابي.
وبهذا الإنجاز، تُثبت الإمارات أنها لا تكتفي بالسعي نحو الريادة البيئية محليًا، بل تسعى أيضًا لتقديم نموذج عالمي يُحتذى به في تبني الطاقة النظيفة وتوسيع نطاق استعمالها على نحو فعّال ومستدام.
موضوعات متعلقة..
- أبرز محطات الطاقة الشمسية في الإمارات.. ضمن الأكبر عالميًا (إنفوغرافيك)
- واردات الإمارات من الألواح الشمسية الصينية تقفز 110% خلال 2024
اقرأ أيضًا..
- مسؤول: مشروعات الطاقة المتجددة في مصر تجذب المستثمرين (حوار)
- اليورانيوم في ناميبيا.. خريطة أهم مشروعات الاستكشاف والإنتاج
- زيادة قدرات محطات توليد الكهرباء تفرض إستراتيجيات شراء عاجلة (تقرير)
- مصر تعلن 3 اكتشافات نفط وغاز باحتياطيات 12 مليون برميل
المصادر..
- بيانات محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية من موقع شركة "مصدر" الإماراتية.
- زيارة وزير الطاقة الأميركي للمحطة من حساب شركة مصدر في منصة "إكس".