محطة الضبعة.. ماذا تعرف عن المشروع الأهم في البرنامج النووي المصري؟ (تقرير)
أحمد بدر

مع تركيزها على مشروع محطة الضبعة النووية، تشهد مصر خلال السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في مجال الطاقة النووية، التي تعلّق عليها القاهرة آمالًا كبيرة في إنهاء أزمة الطاقة التي تضرب البلاد منذ سنوات.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لمستجدات العمل في المشروع، فإن القاهرة تسعى حاليًا لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء، وتعزيز استقلالها في مجال الطاقة، من خلال التوسع في استعمال الطاقة النووية.
وبفضل جهود مشتركة، بين هيئة المحطات النووية في مصر، وشركة روساتوم الروسية، أصبحت محطة الضبعة النووية حلمًا يتجسّد على أرض الواقع، لا سيما أن البلاد تعدّها خطوة إستراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني.
وتترقّب محطة الضبعة النووية، قبل نهاية العام الجاري 2025، تركيب جسم مفاعل المحطة التي تبنيها الشركة في مصر، إذ أعلن مدير شركة روساتوم الروسية أليكسي ليخاتشوف أن أعمال التركيب ستبدأ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
يُشار إلى أن "الطاقة" أرسلت طلبًا إلى شركة روساتوم الروسية، للتعليق على مستجدات الأعمال في مشروع محطة الضبعة النووية، بعد إعلان تركيب جسم المفاعل قبل نهاية العام الجاري، لكنها لم تتلق ردًا.
معلومات عن مشروع محطة الضبعة النووية
تشير أبرز المعلومات عن مشروع محطة الضبعة النووية إلى أنها تتألّف من 4 وحدات، تبلغ قدرة كل منها 1200 ميغاواط، مما يرفع إجمالي القدرة الإنتاجية إلى 4 آلاف و800 ميغاواط.
وقد شهد مشروع المحطة النووية في مصر تقدمًا ملحوظًا في أعمال الإنشاء والتركيبات، مع التركيز على تنفيذ المراحل، وفق الجدول الزمني المخطط له بين الحكومة وشركة روساتوم الروسية.
وبحسب الخطط وجدول مراحل التنفيذ، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن المشروع يتم على 3 مراحل وهي:
أولًا: المرحلة التحضيرية: التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2017، وتهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء محطة الضبعة النووية، واستمرت لنحو 4 سنوات.
ثانيًا: مرحلة الإنشاء والتشييد: وهذه المرحلة بدأت في عام 2024، وذلك بعد الحصول على إذن الإنشاء، وتشمل جميع الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد لاختبارات ما قبل التشغيل، وهي مستمرة لما بين 5 و6 أعوام.
ثالثًا: مرحلة اختبارات التشغيل والتسليم: التي من المقرر أن تبدأ بعد الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل، وتشمل إجراء هذه الاختبارات وبدء التشغيل الفعلي، وتستمر حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار ترخيص التشغيل، وتصل مدتها إلى 11 شهرًا.
أحدث الأعمال والتركيبات في المشروع
في فبراير/شباط 2025، انتهت شركة روساتوم من تركيب المستوى الثاني من وعاء الاحتواء الداخلي للوحدة النووية الثانية، ما يجعل مبنى المفاعل من أطول الهياكل في الموقع، إذ إن ارتفاعه يتجاوز حاجز 20 مترًا.
في 8 مارس/آذار من العام الماضي 2024، جرى تركيب وعاء الاحتواء الداخلي، إذ بدأت أعمال تركيب الجزء الأول من وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل بالوحدة النووية الأولى، الذي يتكوّن من 12 شريحة، يتراوح وزن كل منها بين 60 و80 طنًا، ورُكبت الشرائح الـ3 الأولى بوصفها جزءًا من المرحلة الأولى.

كما بدأت أعمال الإنشاءات والتركيبات في عام 2024، إذ جرى تنفيذ أعمال إنشائية وتركيبية مكثفة للوحدات الـ4 في محطة الضبعة النووية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشملت هذه الأعمال الانتهاء من البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والشبكات المؤدية من وإلى المحطة وداخلها كذلك، بالإضافة إلى إتمام الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة، وتركيب "مصيدة قلب المفاعل" للوحدتَيْن الثالثة والرابعة.
في مارس/آذار 2023 بدأ استقبال المعدات طويلة الأجل، إذ استقبل ميناء الضبعة البحري التخصصي أول معدة نووية طويلة الأجل، وهي "مصيدة قلب المفاعل"، وهي خطوة مهمة في نطاق تجهيز الموقع بالمعدات الأساسية اللازمة.
الشركات المساهمة في محطة الضبعة النووية
من بين الشركات المساهمة في محطة الضبعة النووية، اختارت الحكومة 3 شركات مصرية، من أصل 10 شركات مقاولات تقدمت للمناقصة، وذلك للقيام بأعمال الإنشاءات الداخلية والخارجية في المحطة.
في الوقت نفسه، تتولى شركة روساتوم الروسية مسؤولية المحطة النووية العملاقة، بداية من استيراد المعدات وصولًا إلى التسليم للحكومة المصرية، وكذلك تدريب العاملين فيها، بالإضافة إلى ضمان تشغيلها بكفاءة عالية.
وتسعى هيئة المحطات النووية في مصر، لدعم الشركات المحلية للإسهام في المشروع، إذ من المتفق عليه أن تكون نسبة المشاركة للشركات الوطنية 20% على الأقل للوحدة الأولى، وتصل إلى 35% في الوحدة الرابعة من المحطة النووية.
وكان نائب الرئيس الإقليمي لشركة روساتوم الروسية، مدير مكتب الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألكسندر فورونكوف، قد قال في حوار خاص مع منصة الطاقة المتخصصة، إن أعمال البناء في محطة الضبعة تشهد تقدمًا ناجحًا حسب الجدول الزمني المتفق عليه للتعاقد.
وأضاف: "دخلت وحدات الكهرباء الـ4 مرحلة البناء الرئيسة، واحتفلنا بهذه الخطوات خلال مراسم صب (الخرسانة الأولى) بوحدة الكهرباء الرابعة، يوم 23 يناير/كانون الثاني 2024، ومؤخرًا تحقق معلم مهم في المشروع، بالانتهاء من تركيب الطبقة الأولى لغلاف الاحتواء الداخلي لوحدة الكهرباء الأولى".

ووصف ألكسندر فورونكوف مشروع محطة الضبعة النووية، الذي تنفذه شركته على الأراضي المصرية، بأنه واحد من أكبر المشروعات النووية على مستوى العالم.
متى يبدأ تشغيل محطة الضبعة النووية؟
يجيب المخطط الزمني المتفق عليه بين الحكومة المصرية وشركة روساتوم عن السؤال المهم، وهو: متى يبدأ تشغيل محطة الضبعة النووية؟ إذ إنه -وفقًا للمخطط- من المتوقع تشغيل الوحدة الأولى في عام 2028، مع تشغيل الوحدات التالية تباعًا حتى عام 2030.
وتُظهر هذه التطورات التزام القاهرة بتطوير بنيتها التحتية النووية وتعزيز قدرات برنامجها النووي، الذي خرج إلى النور للمرة الأولى في عام 1954، مع إنشاء أول مفاعل نووي للأبحاث في مدينة "أنشاص الرمل"، الذي جرى افتتاحه في عام 1958.
وفي عام 1981، أقر المجلس الأعلى للطاقة البرنامج النووي المصري، وهو ما تبعه تركيب المفاعل التجريبي الثاني وتشغيله في مدينة أنشاص في عام 1998، قبل أن يشهد عام 2007، إعلان القاهرة قرارها الإستراتيجي ببناء عدد من المفاعلات لتوليد الكهرباء، ضمن التزامها بتطوير قطاع الطاقة النووية.
موضوعات متعلقة..
- محطة الضبعة النووية تحظى بقرض روسي بـ25 مليار دولار لبدء البناء
- مصر تتفاوض لاستيراد الغاز المسال من روسيا.. وهذه تطورات محطة الضبعة (حوار)
- محطة الضبعة النووية تشهد تركيب مصيدة قلب المفاعل بالوحدة الثالثة (صور)
اقرأ أيضًا..
- البصمة الكربونية لصناعة الألواح الشمسية.. 4 أسئلة تكشف عن الأثر البيئي
- هل تغير الطاقة المتجددة في الهند مستقبل الصناعات الثقيلة؟
- تحول الطاقة في ألمانيا أمام مفترق طرق.. و3 محاور لتسريع المسار
المصادر: