ما أثر انخفاض أسعار النفط في اقتصادات دول الخليج؟ أنس الحجي يجيب
أحمد بدر

على مدار الأيام القليلة الماضية، انخفضت أسعار النفط العالمية إلى مستويات غير مسبوقة منذ جائحة كورونا التي تفشّت عالميًا، ومع موجة الإغلاقات التي صاحبتها في عام 2020، وهو ما يترك أثرًا في اقتصادات دول الخليج.
ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هناك مشكلة كبيرة في هذا الموضوع، لأن هناك -بوجه عام- مخططات معينة لدى دول الخليج بناء على أسعار افتراضية.
والآن، وفق الحجي، انخفضت أسعار النفط إلى أقل من هذه الأسعار الافتراضية، وهذا يعني أن الاستمرار في الإنفاق نفسه سيؤدي إلى الاستدانة أو أن هذه الدول ستتقلّص إذا استمرت الأسعار كما هي عليه لمدة طويلة من الزمن.
وقال إن هناك مشكلة كبيرة تتعلّق بالمشروعات، في حال مواصلة أسعار النفط انخفاضها، فهناك مشروعات ستتوقف، وأخرى قد تتأخر، وهذا أمر حدث عبر العقود الماضية عدة مرات، وسيحدث مرة أخرى.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدّمه الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، التي قدّمها هذا الأسبوع، تحت عنوان "النفط بين ضرائب ترمب وانهيار الأسواق وأوبك".
ترمب وأسعار النفط
ربط مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأسعار النفط، قائلًا إنه السبب في انخفاضها، لأن كل ما يفعله الآن هو السبب المباشر الذي أدى إلى هذه البلبلة والفوضى.
فمن جهة، أدّت أفعال ترمب إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وهو الأمر الذي قد ينتهي إلى حالة الركود، مضيفًا: "دعوني أعطكم بعض الأرقام، إذ إن توقعاتنا في الشركة كانت أن ينمو الطلب العالمي على النفط منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي 2024 بمقدار 1.17 مليون برميل يوميًا".

وأوضح أنس الحجي أن هذه التوقعات كانت أقل من تقديرات أوبك وقريبة من تقديرات وكالة الطاقة الدولية وغيرها، ولكن إذا حدثت حالة ركود، فالسؤال: هل ستكون في أميركا فقط أم في الصين وأوروبا في حين يحدث نمو في أماكن أخرى، أم سيكون الركود عالميًا؟
وأضاف: "هذا أمر لا يمكن أن يعرفه أحد، ويجب علينا أن ننتظر لنرى، ولكن بالنظر إلى حالات عديدة، وإلى أقسى وأسوأ حالة، وهي الركود الاقتصادي العالمي، ففي هذه الحالة لن تتحقق كل التوقعات الخاصة بنمو الطلب على النفط، ولن يكون هناك نمو على الإطلاق".
ولفت إلى أن الطلب على النفط سينخفض بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، إذ بالنظر إلى البيانات في بدايه 2026 يتضح أن الطلب في 2025 أقل منه مما كان عليه في 2024 بنحو 300 ألف برميل يوميًا، وسيتراجع النمو بنحو 300 ألف أخرى، ليكون التغيير بحدود 1.5 مليون برميل يوميًا.
أزمة دول الخليج
قال أنس الحجي إن أزمة دول الخليج ليست الركود الاقتصادي في 2025، بل في 2026، لأنه إذا حدث ركود اقتصادي عالمي سيتم بناء المخزونات كما حدث في 2020 بكميات هائلة جدًا، خاصة من جانب الصين.
وأضاف: "قد يملأ ترمب المخزون الإستراتيجي الأميركي إلى 700 مليون برميل، وملء المخزون بهذا الشكل سيوجد انتعاشًا في 2026، وهذه أخبار جيدة، فهذا الانتعاش في 2026 يتطلّب كميات إضافية من النفط، ولكن هذا لن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط".
وبرر خبير اقتصادات الطاقة عدم ارتفاع أسعار النفط، بأن الشركات ستعود إلى مخزونها الذي اشترته بأسعار منخفضة في السابق، وستستخدمه، ولن تستورد من الكويت والسعودية وإيران وغيرها.
لذلك، وفق الحجي، بعبارة أخرى، فإن الركود الاقتصادي خلال العام الجاري 2025 سيقتل النمو في أسواق النفط خلال العام المقبل 2026، لذلك فالحديث هنا عن أثر مدته تصل إلى عامَيْن، وليس عامًا واحدًا.
وعدّ الحجي أن التخريب الذي أحدثته سياسات وإجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُعد تخريبًا رهيبًا، إذ من ضمن الأمور التي ستتدمر سلسلة الإمدادات التي سيكون تخريبها عالميًا وسيطول دول الخليج.
وتابع: "على الرغم من أن الضرائب أميركية، فإننا نعرف الآن أن دول الخليج لديها خطط، وتعمل على بناء مشروعات ضخمة وغيرها، ومن ثم فإن أي تقطع في سلاسل الإمدادات ستؤثر مباشرة في هذه المشروعات".
موضوعات متعلقة..
- أسعار النفط تهبط 7.5% وتسجل خسائر أسبوعية حادة - (تحديث)
- أول تعليق من روسيا على انهيار أسعار النفط.. و"الأورال" يقترب من 50 دولارًا
- انتقادات لسياسة ترمب.. أسعار النفط عند 50 دولارًا تُضر أميركا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أرامكو تخفّض أسعار بيع النفط السعودي إلى آسيا.. الأقل خلال 4 أشهر
- حقل غاز عربي عملاق يواجه أزمة في تصدير أول شحنة.. ماذا يحدث هناك؟
- أكبر 5 صفقات طاقة متجددة في مارس 2025.. السعودية بالصدارة (تقرير)
- اكتشاف معادن أرضية نادرة ضخمة.. باحتياطيات تتجاوز 20 مليون طن
المصدر: