
شهدت صادرات النفط القازاخستاني تعليقًا مفاجئًا من محطة رئيسة على البحر الأسود، بأمر من السلطات الروسية، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأمرت موسكو بخفض كبير في شحنات النفط من قازاخستان إلى أوروبا وأسواق أخرى، والتي تصل إلى محطة تصدير بحرية بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، عبر خط أنابيب رئيس من قازاخستان، يُشغّله اتحاد خط أنابيب بحر قزوين.
وأعلنت الشركة المُشغّلة، في بيانٍ أصدرته مساء الإثنين 31 مارس/آذار 2025، أن السلطات علّقت تحميل الناقلات بالنفط من اثنتين من المراسي الـ3 العائمة، عقب عمليات تفتيش في المحطة أُجريت بين 27 و31 مارس/آذار.
وقد يؤدي هذا التعليق إلى خفض صادرات اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، المسؤول عن نحو 1% من إمدادات النفط العالمية عبر المحطة الروسية، بأكثر من النصف إذا استمر أكثر من أسبوع.
تعليق صادرات النفط القازاخستاني
أوضح اتحاد خط أنابيب بحر قزوين أن اثنتين من المراسي القديمة -التي رُكِّبَت عام 2001 عند بدء تشغيل خط الأنابيب- مُتأثرتان بتعليق صادرات النفط القازاخستاني، في حين سُمح لمرسى ثالث، شُغّل عام 2014، بمواصلة عمليات تحميل الناقلات.
وأضافت الشركة المُشغّلة أن المكتب الروسي للشحن البحري علّق أيضًا شهادات التصنيف الخاصة بالمرسيين الأول والثاني، بحسب ما أفادت به منصة "أبستريم أونلاين" (Upstream Online).
وصرّح اتحاد خط أنابيب بحر قزوين بأن عمليات التفتيش في المحطة الروسية أُجريت بذريعة فحص السلطات لسلامة منشآت النفط والمنتجات النفطية، عقب اصطدام ناقلتين روسيتين في مضيق كيرتش بين شبه جزيرة القرم وروسيا، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2024.
وأدى الاصطدام إلى تسرب هائل من زيت الوقود في البحر، ولا تزال عمليات إزالة التلوث جارية على الشواطئ حتى اليوم.
وصرح متحدث باسم اتحاد خط أنابيب بحر قزوين بأن الشركة المُشغّلة غير قادرة على تقديم أي معلومات أو تقديرات إضافية حول الموعد المتوقع لإلغاء القرار، من خلال تنفيذ أوامر السلطات الروسية "لإزالة المخالفات التي اكتُشِفت خلال عمليات التفتيش هذه".
خط أنابيب بحر قزوين
سبق أن أغلقت روسيا مراسي اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، مستشهدةً بانقطاعات فنية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
فقد عُلقت العمليات في عامي 2022 و2023 بسبب الأضرار والعواصف؛ ما أدى إلى انقطاع صادرات اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، وأثر سلبًا في إنتاج قازاخستان.
وفي فبراير/شباط 2025، ضرب هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية محطة ضخ على طول خط الأنابيب الذي يخدم المحطة، وفقًا لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين وشركة ترانسنفط الروسية الاحتكارية لخطوط الأنابيب.
وكان من المقرر أن يُصدّر خط الأنابيب 1.7 مليون برميل يوميًا، أو ما يقرب من 6.5 مليون طن متري، في أبريل/نيسان، وفق الأرقام التي نقلتها وكالة رويترز.
وقد صدّر اتحاد خط أنابيب بحر قزوين أكثر من 63 مليون طن متري (1.4 مليون برميل يوميًا) في عام 2024.
ويُعد أكبر مساهمي اتحاد خط أنابيب بحر قزوين هم شركة ترانسنفط (24%) وشركة كازموناي غاز القازاخستانية (19%)، في حين تمتلك شركتا شيفرون وإكسون موبيل الأميركيتان الرئيستان حصصًا أيضًا.
ارتفاع صادرات النفط القازاخستاني
ارتفعت صادرات النفط القازاخستاني عبر خط الأنابيب في فبراير/شباط ومارس/آذار 2025؛ إذ كانت شركة تينغيز شيفرويل (Tengizchevroil)، المملوكة لشركة شيفرون (Chevron) والمُشغّلة لحقل تنغيز النفطي -الأكبر في قازاخستان- تُشغل منشآت في إطار مشروعها لتوسيع طاقتها الإنتاجية بقيمة 47.1 مليار دولار.
ومن المقرر أن يزيد المشروع إنتاج النفط في تنغيز من نحو 600 ألف برميل يوميًا إلى نحو 850 ألف برميل يوميًا؛ حيث تتدفق معظم هذه الزيادة إلى الأسواق العالمية عبر خط أنابيب بحر قزوين.
بالإضافة إلى ذلك، لم تُغلق أي عمليات صيانة أو إصلاح في مشروعي نقل النفط القازاخستاني الرئيسين الآخرين، وهما مشروعا تطوير كاشاغان البحري وكاراتشاغاناك البري، اللذان تقودهما شركتا إيني الإيطالية وشل البريطانية، واللذان ضخّا أيضًا إنتاجهما عبر خط أنابيب بحر قزوين في العام الجاري (2025) دون انقطاع.
وفي العام الماضي (2024)، صدّرت حقول تنغيز وكاشاغان وكاراتشاغاناك نحو 1.2 مليون برميل يوميًا عبر المحطة القريبة من نوفوروسيسك.
بالإضافة إلى ذلك، تولى خط الأنابيب معالجة صادرات النفط الروسي بما يصل إلى 200 ألف برميل يوميًا في عام 2024، وفقًا للشركة المُشغّلة.
وقد عُلِّقت حصة من صادرات النفط الروسي عبر خط الأنابيب في فبراير/شباط، بعد أن هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية محطة كروبوتكينسكايا، وهي إحدى محطات ضخ النفط بخط أنابيب بحر قزوين في روسيا.
ومع ذلك، لم تتأثر صادرات النفط القازاخستاني، إذ حوّلت الشركة المُشغّلة مسار التدفق لتجاوز المنشأة المعطلة.
ووفق قاعدة البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تستطيع محطة كروبوتكينسكايا استقبال نحو 33 ألف برميل يوميًا من النفط الروسي من منشأة كازكازسكايا المجاورة لنقل النفط عبر السكك الحديدية إلى خط الأنابيب، وتسليمها إلى المحطة القريبة من نوفوروسيسك.
وفي وقت سابق من مارس/آذار 2025، استهدف هجوم آخر بطائرات مسيرة كازكازسكايا مباشرةً، ما أدى إلى حريق هائل في الموقع، وكافح رجال الإطفاء لإخماده لمدّة أسبوع تقريبًا.
موضوعات متعلقة..
- تعزيز صادرات النفط القازاخستاني عبر التوسّع في شراء ناقلات جديدة
- صادرات النفط القازاخستاني في خطر بعد تحذيرات أميركية.. وهذا موقف روسيا
- صادرات النفط القازاخستاني تجد حلًا بديلًا للابتعاد عن روسيا
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف حقل نفط ضخم احتياطياته تتجاوز 700 مليون برميل
- محطات الكهرباء العاملة بالغاز المسال.. ما هي وما أهميتها؟
- أفضل المواقع في العالم لتوليد طاقة المحيطات (دراسة)
- شحن السيارات الكهربائية في ثوانٍ.. تطوّر يقلب موازين عالم البطاريات
المصادر:
- تعليق صادرات النفط القازاخستاني من منصة "أبستريم أونلاين".
- معلومات إضافية عن صادرات النفط القازاخستاني من وكالة رويترز.