أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أوروبا.. هدف إزالة الكربون "خدعة"
هبة مصطفى
دخل أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أوروبا حيز التشغيل، بعدما أمنّت الشركة المشغّلة اتفاقيات لشراء الكهرباء المتجددة اللازمة للإنتاج.
ووفق قاعدة بيانات مشروعات الهيدروجين العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تسجّل قدرة التحليل الكهربائي لمشروع مجمع "لودفيغسهافن" -الواقع جنوب غرب ألمانيا- 54 ميغاواط.
ويبدو أن مشروع شركة "باسف" الألمانية سحب لقب أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أوروبا من مشروع تابع لشركة يارا (YARA) النرويجية بقدرة 24 ميغاواط.
ورغم طموح سقف إنتاج المشروع، فإن أهدافه حيال إزالة الكربون شكّلت صدمة جذبت الأنظار؛ إذ يزيل فعليًا ما تصل نسبته إلى 3.2% فقط من استهلاك شركة باسف الألمانية (BASF).
قدرات أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أوروبا
يعمل أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أوروبا اعتمادًا على جهاز تحليل كهربائي يعمل بتقنية غشاء التبادل (PEM)، بقدرة 54 ميغاواط.
ومن المأمول أن ينتج مشروع "لودفيغسهافن" 8 آلاف طن هيدروجين أخضر سنويًا، خاصة بعدما عكفت شركة "سيمنس إنرجي" على مضاعفة قدرة التحليل الكهربائي مقارنة بمشروع شركة "يارا".
وترتفع قدرة التحليل الكهربائي للمشروع أيضًا على قدرة مشروع "كاسو" -التابع لشركة يوروبيان إنرجي في الدنمارك- بقدرة 52.5 ميغاواط.
وأمنّت عملاقة الكيماويات الألمانية الكهرباء اللازمة لفصل الهيدروجين والتحليل الكهربائي، عبر اتفاقيات شراء للطاقة المتجددة.
وبجانب ذلك، حظي المشروع بدعم أوروبي بوصفه مشروعًا ذا منفعة مشتركة، وموّلته الحكومة الألمانية وإحدى الولايات بنحو 124.3 مليون يورو (135.6 مليون دولار أميركي).
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا).
وضخّت شركة باسف ما يقارب 25 مليون يورو، للاستثمار في محطة إنتاج الهيدروجين بمجمع "لودفيغسهافن".
وكان مجمع باسف في "لودفيغسهافن" -الأكبر عالميًا في صناعة الكيماويات المتكاملة، والممتد على مسافة 10 كيلومترات مربعة- قد تعرَّض لحريق نهاية أبريل/نيسان 2025 الماضي، بعدما تسرَّب الهيدروجين.
دور الهيدروجين في إزالة الكربون
تعوّل شركات عدّة على دور الهيدروجين في إزالة الكربون، وهو الأمر الذي ينطبق على مشروع شركة "باسف" أيضًا.
وبوصفها أكبر منتج للكيماويات في العالم، استهدفت "باسف" من مشروع الهيدروجين خفض استهلاكها الحالي من الهيدروجين الرمادي.
وبالإضافة إلى إزاحة الهيدروجين الرمادي، تعتزم الشركة توظيف الهيدروجين الأخضر المنتج من المشروع الأكبر بأوروبا في إنتاج الأمونيا والميثانول، وفق ما نقله موقع هيدروجين إنسايتس.
وتمتد استعمالات مشروع "لودفيغسهافن" إلى تزويد وسائل النقل في بعض المدن الألمانية بوقود الهيدروجين.
ورغم تنوُّع مسارات توظيف الهيدروجين الأخضر في التطبيقات المختلفة، فإن هدف إزالة الكربون من الصناعات كثيفة الاستهلاك يبقى الهدف الرئيس من مثل هذه المشروعات.
وفي حالة شركة "باسف" يبدو أن دور الهيدروجين في تنفيذ هذا الهدف سيكون محلّ شك، إذ تُشير التقديرات إلى إمكانه إزالة 3.2% -فقط- من استهلاك الشركة الحالي من الكربون.
ويعود ذلك إلى إنتاج الشركة ما يُقدَّر بنحو 250 ألف طن من الهيدروجين المعتمد على الوقود الأحفوري؛ ما يشكّل فجوة كبيرة، ويجعل تعويض فارق الكربون أمرًا غير منطقي.
ويعدّ المشروع خطوة انتقالية، إذ تَعُدّه الشركة "خبرة إضافية" قبل التحول الكامل لتشغيل مجمع "لوفيغسهافن" بالهيدروجين.
وقالت مديرة مجمع شركة باسف، كاتيا شاربنكل، إن تشغيل المحلل الكهربائي بقدرة 54 ميغاواط يعزز الأهداف المناخية، ويضمن منتجات منخفضة الكربون.
موضوعات متعلقة..
- أكبر مشروع هيدروجين أخضر في أوروبا يقترب من الانطلاق
- مشروعات الهيدروجين في أوروبا تحقق أول إنجاز خلال 2025
- تسرب الهيدروجين يشعل النيران بأكبر مجمع كيميائي في العالم
اقرأ أيضًا..
- أزمة الكهرباء في العراق قبل الصيف.. 3 دول قد تُنقذ الموقف جزئيًا (مقال)
- مصادر: الجزائر تهدّد فرنسا بعقود النفط والغاز.. وسيناريو المغرب قد يتكرر
- مصر تقود طفرة اكتشافات النفط والغاز عالميًا في بداية 2025
المصدر:
