تقارير الغازرئيسيةغاز

استثمارات الغاز الطبيعي في أفريقيا تقترب من تريليون دولار بحلول 2050 (تقرير)

بقيادة الجزائر ومصر

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • وتيرة الاستثمارات بقطاع استكشافات الغاز في أفريقيا تتسارع.
  • لامست صادرات الغاز المسال الأفريقية نحو 39 مليون طن في 2024.
  • تحول الطاقة يدعم النمو باستثمارات الغاز الطبيعي في أفريقيا.
  • توقعات بأن تقود مصر والجزائر استثمارات الغاز الطبيعي في أفريقيا.

تتسارع وتيرة الاستثمارات بقطاع استكشافات الغاز في أفريقيا، خلال الوقت الذي تبرز فيه القارة السمراء وجهة مضمونة لسد احتياجات السوق العالمية المتنامية من هذا الوقود الإستراتيجي في ضوء سخونة المشهد الجيوسياسي العالمي.

ولا يزال الغاز الأفريقي ورقةً رابحةً مطروحة على أجندة الشركات الأوروبية التي تكافح لتأمين إمدادات موثوقة وتعويض نقص إمدادات الطاقة الروسية في أعقاب الحرب الأوكرانية التي اندلعت في 24 فبراير/شباط 2022.

وتقود الجزائر ومصر النمو المتوقع باستثمارات الغاز الطبيعي في أفريقيا المدعومة أساسًا بموقعها الجغرافي المتميز ومشروعات البنية التحتية المطورة المنفذة حاليًا في قطاع الطاقة؛ مثل خط أنابيب الغاز العابر للصحراء (Trans-Saharan Gas pipeline)؛ إلى جانب سياسات تحول الطاقة والتطورات التقنية؛ ما يسهل تدفق الغاز الأفريقي إلى أوروبا وآسيا، ويدعم بدوره أمن الطاقة العالمي.

ووفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لامست صادرات الغاز المسال الأفريقية نحو 39 مليون طن في 2024؛ ما يدعم التوقعات المتفائلة بتضاعف تلك السعة 3 مرات ونصف المرة تقريبًا بحلول عام 2040.

934 مليار دولار

من المتوقّع أن تلامس قيمة الاستثمارات بقطاع استكشافات الغاز الطبيعي في أفريقيا 934 مليار دولار بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، وفق ما ورد في تقرير آفاق الغاز العالمي 2050 الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز جي إي سي إف (GECF).

وبناءً عليه؛ فإنه من المتوقع أن تلامس إمدادات الغاز في أفريقيا الواصلة إلى السوق العالمية 502 مليار متر مكعب.

ووفق توقعات "جي إي سي إل"، تمثل مناطق شرق وشمال وغرب أفريقيا 8% من إجمالي الاستثمارات المقدرة بـ934 مليار دولار، بقيادة أسواق الجزائر ومصر وموزمبيق ونيجيريا.

وبينما يُتوقع نمو الإنفاق الرأسمالي بقطاع استكشافات الغاز الطبيعي في أفريقيا بمختلف المناطق، تُصنف أفريقيا مقصدًا استثماريًا جاذبًا بفضل احتياطياتها الوفيرة منخفضة التكلفة، وظروفها الجيولوجية المواتية والبنية التحتية المتطورة.

وعلى الصعيد العالمي، يتوقع "جي إي سي إل" أن تبلغ الاستثمارات الإجمالية في استكشافات الغاز الطبيعي في أفريقيا 10.4 تريليون دولار خلال المدة بين عامي 2023 و2050، لتصل في المتوسط إلى قرابة 385 مليار دولار سنويًا.

ويسهم التركيز المتزايد على الأصول مرتفعة التكلفة مثل الموارد غير المستغلة والمشروعات المنفذة في المياه العميقة، إلى جانب تضمين حلول إزالة الكربون مثل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله، برفع متطلبات الاستثمارات لكل وحدة بالنسبة لمشروعات الاستكشاف والإنتاج.

محطة غاز في الصحراء الجزائرية
محطة غاز في الصحراء الجزائرية - الصورة من AP

مشروعات النفط والغاز

يُتوقع أن ينفق المشغلون والمطورون 43 مليار دولار على مشروعات النفط والغاز في أفريقيا خلال العام الجاري بفضل تزايد الاستثمارات، وفق تقرير آفاق الطاقة الأفريقية 2025 الصادر عن غرفة الطاقة الأفريقية.

وتشير التوقعات طويلة الأمد إلى أن الإنفاق الرأسمالي سيصل إلى أعلى مستوياته في عقد، مسجلًا 54 مليار دولار في عام 2030، بفضل قرارات الاستثمارات النهائي الجديدة.

وتسجل وتيرة استثمارات العام الجاري انخفاضًا طفيفًا، مقارنةً بنظيراتها المسجلة في العام الماضي (2024) والبالغة قيمتها 47 مليار دولار، والتي شهدت قفزة نسبتها 23% في قيمة الإنفاق الرأسمالي في مشروعات النفط والغاز، مقارنةً بالعام السابق.

ومن المتوقع أن تقود منطقة غرب وشمال أفريقيا موجة الإنفاق الرأسمالي حتى عام 2030؛ إذ يُتوقع أن تستحوذ منطقة غرب أفريقيا وحدها على أكثر من نصف هذا الإنفاق الرأسمالي للقارة على مشروعات النفط والغاز بحلول المدة ذاتها مدعومةً بدول منتجة عملاقة مثل نيجيريا وأنغولا.

وخلال النصف الأول من العقد الحالي، يستعد لاعبون ناشئون أمثال موريتانيا والسنغال وغانا وساحل العاج كذلك لتحقيق مساهمات كبيرة في الإنفاق الرأسمالي.

في المقابل يُتوقع أن تمثل شمال أفريقيا، وتحديدًا لاعبون أمثال ليبيا ومصر والجزائر، 35% من الإنفاق الرأسمالي على مشروعات النفط والغاز في القارة، وفق التقرير.

وعلى الرغم من التركيز المتنامي على الغاز الطبيعي في ضوء مشروعات تنفذها حاليًا شركات عالمية كبرى بقطاع استكشافات النفط والغاز في أفريقيا، تشير التوقعات إلى أن الهيدروكربونات السائلة ستظل تحتفظ بالحصة الأكبر من الإنفاق الرأسمالي؛ إذ تستقطب 60% من إجمالي الاستثمار في القارة حتى عام 2030.

غير أن الغاز الطبيعي يكتسب زخمًا متصاعدًا، ويُتوقع أن ترتفع حصته في الإنفاق الرأسمالي السنوي من قرابة 30% في عام 2023 إلى أكثر من 40% بحلول نهاية العقد الحالي، بحسب تقرير غرفة الطاقة الأفريقية.

وخلال السنوات الأخيرة، ركّزت الشركات العالمية الكبرى على مشروعات الغاز والغاز الطبيعي المسال الجديدة في غرب أفريقيا ومنطقة الاستكشاف الساخنة في ناميبيا؛ إذ عُثِر على احتياطيات نفطية هائلة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- الدول الأفريقية المصدرة للغاز المسال في 2024:

الدول الأفريقية المصدرة للغاز المسال في 2024

احتياطيات الغاز في أفريقيا

تزيد احتياطيات الغاز في أفريقيا على 620 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي؛ ما يعادل قرابة 8.5% من الاحتياطيات العالمية المؤكدة؛ وتبرز نيجيريا والجزائر وموزمبيق ومصر مستودعات الغاز في القارة السمراء؛ إذ تستحوذ الدول الـ4 مجتمعةً على غالبية تلك الاحتياطيات.

وبدءًا من عام 2023 أضحت نيجيريا التي لديها 206 تريليونات قدم مكعبة من احتياطيات الغاز المؤكدة؛ أكبر مُنتِج لهذا الوقود منخفض الكربون في أفريقيا، ومزودًا رئيسًا لأسواق حيوية مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا، عبر محطة نيجيريا للغاز المسال، البالغة سعتها 22 مليون طن سنويًا.

ثم تأتي الجزائر بحجم احتياطيات من الغاز بلغ 4.50 تريليون متر مكعب، دون تغيير عن 2022، وتُصنّف الجزائر عاشر أكبر مُنتِج للغاز في العالم.

وتُعد موزمبيق، التي يلامس احتياطياتها من الغاز 2.84 تريليون متر مكعب، لاعبًا رئيسًا في قطاع الغاز المسال العالمي، بفضل اكتشافات ضخمة في حوض روفوما (Rovuma) البحري.

وتعزز مصر مكانتها مركز غاز إقليميًا، باحتياطيات بلغت 2.21 تريليون متر مكعب في 2023.

وفيما يلي أكبر 5 دول أفريقية مصدرة للغاز المسال خلال عام 2024، بحسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024":

  • نيجيريا: 14.63 مليون طن.
  • الجزائر: 11.62 مليون طن.
  • أنغولا: 3.75 مليون طن.
  • موزمبيق: 3.45 مليون طن.
  • غينيا الاستوائية: 3.08 مليون طن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق