قناة السويس تترقب انفراجة قريبة.. هل تعود الملاحة بعد استقرار البحر الأحمر؟
الطاقة

تعاني قناة السويس من تداعيات الأزمة في البحر الأحمر، التي أدت إلى انخفاض حادّ في إيراداتها بنسبة تجاوزت 60% خلال العام الماضي.
ووفقًا للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بلغت خسائر القناة نحو 7 مليارات دولار نتيجة تحول عدد من شركات الشحن إلى طرق بديلة مثل رأس الرجاء الصالح.
ومع ذلك، تواصل الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس تنفيذ خطط استثمارية طموحة لدعم الاقتصاد المصري، رغم التحديات القائمة.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وفي إطار الجهود المبذولة لجذب الاستثمارات، وقّع رئيس الهيئة وليد جمال الدين، عقدًا، اليوم الأحد 16 مارس/آذار 2025، مع شركة "غيانغسو غوتاي" الصينية (Jiangsu Guotai)، لإنشاء مصنع ملابس جاهزة باستثمارات تبلغ 10 ملايين دولار (504.68 مليون جنيهًا مصريًا).
(الدولار الأميركي = 50.47 جنيهًا مصريًا)
استثمارات جديدة
سيُقام المشروع في منطقة القنطرة غرب الصناعية على مساحة 21 ألف متر مربع، وسيوفر نحو 2000 فرصة عمل مباشرة، وفق بيان هيئة قناة السويس.
ويمثّل هذا المشروع جزءًا من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تحويل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لمركز صناعي عالمي.
وأكد وليد جمال الدين أن الهيئة وقّعت عقود حق انتفاع نهائية لـ15 مشروعًا آخر في القنطرة غرب، بإجمالي استثمارات يبلغ 490 مليون دولار، تغطي مساحة مليون و31 ألف متر مربع، وتوفر أكثر من 20 ألف فرصة عمل، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تعزيز الصادرات
يُتوقع أن تسهم المشروعات الجديدة في زيادة معدلات التصدير، إذ يُصدَّر نحو 80% من إنتاج مصانع المنطقة إلى أسواق أوروبا والأميركتين عبر ميناء غرب بورسعيد، أحد المواني الرئيسة التابعة للهيئة.
ويعدّ هذا الميناء بوابة رئيسة للأسواق الأوروبية، ويُتوقع أن يشهد تزايدًا في حركة التداول مع اكتمال مشروعات القنطرة غرب.
وتعكس هذه الاستثمارات رغبة الحكومة المصرية في تحقيق أقصى استفادة من الموقع الإستراتيجي للقناة، إذ تركّز على توطين الصناعات التصديرية، وإنشاء تجمعات صناعية متكاملة، وتدريب العمالة المحلية لضمان استدامة النمو الاقتصادي.
تحديات تواجه قناة السويس
رغم هذه التطورات الإيجابية، ما تزال التحديات الأمنية في البحر الأحمر تلقي بظلالها على حركة الملاحة العالمية، إذ أدت هجمات الحوثيين التي استهدفت السفن إلى عزوف بعض شركات الشحن عن استعمال قناة السويس، ما أثّر مباشرةً في إيراداتها.
ومع ذلك، يرى خبراء أن هذه الأزمة لن تستمر طويلًا، ولا سيما مع استمرار وقف إطلاق النار في غزة وتصاعُد الجهود الدولية لضمان أمن الملاحة في المنطقة.
وبالإضافة إلى التحديات الأمنية، يشهد قطاع الشحن العالمي تحولات إستراتيجية، إذ تسعى بعض الشركات إلى تجربة مسارات بديلة مثل رأس الرجاء الصالح، رغم ارتفاع تكلفتها مقارنةً بالممر الملاحي لقناة السويس، إلى جانب طريق ممر بحر الشمال، الذي تقدّمه روسيا بوصفه بديلًا للقناة.
ومع ذلك، لا يُنظر إلى هذه البدائل على أنها حلول مستدامة، نظرًا لطول الرحلة وزيادة تكاليف التشغيل.

مستقبل قناة السويس في ظل التحديات
في ظل التحديات القائمة، تعتمد إستراتيجية قناة السويس على تعزيز جاذبيتها للمستثمرين والمُصدرين من خلال تقديم حوافز استثمارية، وتحسين البنية التحتية، والاستفادة من الاتفاقيات التجارية التي تسهّل النفاذ إلى الأسواق العالمية.
كما تعوّل الهيئة على استكمال مشروعات القنطرة غرب، التي تمثّل خطوة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض الصناعات الإستراتيجية، وتعزيز مكانة القناة بصفتها مركزًا عالميًا للتصنيع والتصدير.
وفي هذا الإطار، يُتوقع أن تشهد المنطقة الاقتصادية تطورات جديدة خلال العام الجاري، تشمل افتتاح أول مشروعين من المشروعات الـ15 الموقّعة، خلال النصف الثاني من 2025.

الخلاصة..
رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه قناة السويس، فإن الجهود الحكومية مستمرة لتعزيز دورها بصفتها محورًا رئيسًا للتجارة العالمية.
ومع تحسُّن الأوضاع في البحر الأحمر، وعودة شركات الشحن تدريجيًا لاستعمال الممر الملاحي، من المتوقع أن تستعيد القناة مكانتها الإستراتيجية، ولا سيما مع استمرار الاستثمار في المناطق الاقتصادية التابعة لها.
موضوعات متعلقة..
- ناقلة نفط تعرّضت لهجوم قبل 7 أشهر تعبر قناة السويس
- أول ناقلة نفط تعبر قناة السويس بعد وقف إطلاق النار في غزة
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصدري الغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي.. ما ترتيب الجزائر وليبيا؟
- إجراءات حاسمة لمنع سرقة النفط العراقي
- الغاز القبرصي إلى مصر.. توجيه جديد للاستفادة من حقلين عملاقين
- تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا يتطلب مشاركة أكبر للقطاع الخاص (دراسة)
المصادر..