
يعدّ تفاقم أزمة الوقود في النيجر أحد الأسباب غير المباشرة لتداعيات الإصلاحات الحكومية في نيجيريا، بالإضافة إلى أسباب محلية أخرى.
واصطفت طوابير المستهلكين أمام المحطات في انتظار توافر إمدادات البنزين، الذي يعدّ أكثر أنواع الوقود استهلاكًا في النيجر.
واللافت للنظر أن قاعدة بيانات الهيدروكربونات الأفريقية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تُشير لتطورات إيجابية في إنتاج وتصدير النفط الخام في البلاد.
وانطلقت أولى صادرات الذهب الأسود من النيجر إلى فرنسا في مايو/أيّار 2024، لكن طفرة الإنتاج والتصدير لم تنجح في تلبية الطلب المحلي على الوقود.
نقص الوقود في النيجر
انعكس نقص إمدادات الوقود في النيجر على توافر البنزين في محطات التزود، منذ مطلع شهر مارس/آذار الجاري.
وتكدَّس المواطنون أمام المحطات أملًا بالحصول على البنزين دون جدوى، في حين أشار مسؤولو محطات التزود إلى نفاد مرافق التخزين منذ أيام دون توافر معلومات حول موعد استئناف تلقّي الوقود مرة أخرى لبيعه.
وتوقفت سيارات الأجرة والدراجات النارية أيضًا بعد نفاد الوقود، حسب تقرير نشرته فرانس 24.
وبدأ نقص الإمدادات في مدن عدّة بالنيجر، قبل أن يشعر به قاطنو العاصمة "نيامي"، واختفى البنزين من غالبية المحطات رغم محاولات المستهلكين الحصول على لترين أو أكثر لتنفيذ مهام حياتية عاجلة.

وكانت الخلافات بين النيجر وجارتها بنين قد أخرت انطلاق الصادرات النفطية من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، لكن شحنة تضم مليون برميل من النفط الخام شقّت طريقها إلى باريس منتصف العام الماضي.
وتعتمد النيجر على بنين في نقل صادراتها النفطية، عبر خط أنابيب يمكنه نقل 110 آلاف برميل يوميًا.
وهدأت وتيرة الخلافات بعد تدخُّل شركة النفط الوطنية الصينية (سي إن بي سي CNBC) التي تملك حصة إنتاجية بنسبة 57% في حقل أغاديم المنتج لخام "ميليك" المصنَّف ضمن خامات الدرجات الحلوة المتوسطة.
وتملك النيجر 25% من إنتاج الحقل، وتؤول 18% لصالح شركة سي بي سي (CPC) التايوانية.
تداعيات إلغاء دعم الوقود في نيجيريا
انعكس قرار الرئيس النيجيري بولا تينوبو بإلغاء دعم الوقود في نيجيريا سلبًا على توافر البنزين في النيجر.
تجدر الإشارة إلى أن الدول توفر إمدادات الوقود عادةً عبر: تكرير الخام محليًا، أو الاستيراد، وفي حالة النيجر كان الاستيراد هو الخيار، إذ إنها تعالج كميات صغيرة من الخام المنتج محليًا، ولا تكفي هذه الكميات لتلبية الطلب.
وتملك الدولة الأفريقية مصفاة تكرير واحدة هي (سوراز)، التي تزوّد النيجر بنحو 25 شاحنة وصهريج بنزين يوميًا، في حين تحتاج النيجر إلى ضعف هذه الأحجام لتلبية الطلب.
ورغم أن نقص إمدادات الوقود في البلاد ليس بالأمر الجديد، فإنه تفاقم مؤخرًا إلى حدّ إعلان شركة النيجر للمنتجات المكررة "سونيديب" عجزها عن مواكبة حجم الطلب الآخذ بالارتفاع منذ ما يزيد على عام.
وكان العبء الأكبر في تلبية الطلب مُلقى على كاهل الوقود النيجيري، سواء عبر استيراد النيجر الإمدادات بصورة رسمية، أو الشراء من السوق السوداء المعتمدة على تهريب الوقود من نيجيريا.

خيارات محلية محدودة
بعد إلغاء الرئيس النيجيري دعم الوقود منذ عامين، سجلت أسعار الإمدادات المهربة (التي تشكّل نصف حصة السوق في النيجر) ارتفاعًا كبيرًا، ما أدى تدريجيًا إلى ضرورة اعتماد النيجر على الإنتاج المحلي فقط.
وتراجع استهلاك الوقود في نيجيريا بعد قرار "تينوبو"، إذ ساعدت حزمة الإصلاحات على وقف تهريب البنزين وموارد الوقود إلى النيجر وغيرها، ووفرت للبلاد ما قد يصل إلى 25 مليون دولار يوميًا.
وقررت النيجر وقف صادرات الوقود العام الماضي، لتعويض نقص الإمدادات من نيجيريا، إذ يُقدَّر إنتاجها بنحو 20 ألف برميل يوميًا من البنزين والديزل منذ عام 2011.
ويبدو أن الدولة الواقعة غرب أفريقيا ستلجأ إلى إمداداتها من البنزين المخزَّنة في مرافق بميناء لومي في توغو، لحلّ أزمة نقص الوقود في النيجر.
وفرضت الإدارة العسكرية للنيجر -في أعقاب انقلاب 2023- خفضًا على أسعار الوقود.
موضوعات متعلقة..
- أول صادرات النيجر من النفط تذهب إلى دولة أوروبية
- أنبوب نقل النفط بين النيجر وبنين يتعرض للتدمير.. وتحذير من عقاب رادع
- رفع دعم الوقود في نيجيريا يوفر 25 مليون دولار يوميًا ويقلص تهريب البنزين
اقرأ أيضًا..
- 3 اكتشافات نفط وغاز في مصر مع بداية 2025
- إنتاج الهيدروجين عبر الطاقة الشمسية.. 7 دول عربية تنافس عالميًا
- منظمة الهيدروجين الأخضر: 3 دول عربية مؤهلة للريادة والتصدير إلى أوروبا (حوار)
المصادر: