التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

شحن الكربون يترقب استثمارات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (تقرير)

نوار صبح

يترقّب قطاع شحن الكربون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الاستثمارات الهادفة إلى تطويره وتعزيز نموه بناء على اللوائح التنظيمية ذات الصلة.

وتعمل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وإندونيسيا وأستراليا وبروناي على تشكيل مستقبل شحن الكربون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتُعد اللوائح التنظيمية الواضحة والاستثمارات ضرورية لإطلاق العنان لإمكاناتها فيما يتعلق بقطاع احتجاز الكربون وتخزينه، حسبما أشار تقرير حديث.

ووضعت الحاجة الملحّة إلى إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله (CCUS) أحد خيارات إستراتيجية الحد من الانبعاثات.

نقل الكربون وشحنه عبر الحدود

بالنسبة للدول ذات القدرة المحدودة على الاحتجاز الجيولوجي؛ فإن نقل الكربون وشحنه عبر الحدود إلى مواقع التخزين المناسبة أمر ضروري.

وقد برز الشحن بصفته الحل الأكثر جدوى لسد هذه الفجوة، حيث يوفر بديلًا مرنًا وفعّالًا من حيث التكلفة لخطوط الأنابيب عندما تتجاوز المسافات 500 كيلومتر وعند نقل 5 ملايين طن سنويًا أو أقل.

في المقابل؛ فإن تحقيق شبكة شحن عبر الحدود لثاني أكسيد الكربون تعمل بكامل قدرتها يتطلب التغلب على تحديات اقتصادية وتنظيمية وتقنية كبيرة، حسبما أشار المركز العالمي لإزالة الكربون البحري (GCMD) ومجموعة بوسطن الاستشارية (BCG).

محطة لاحتجاز الكربون وتخزينه في اليابان
محطة لاحتجاز الكربون وتخزينه في اليابان - الصورة من إيكو بيزنس

بحلول عام 2050، من المتوقع أن تنقل منطقة آسيا والمحيط الهادئ ما يصل إلى 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا عبر الحدود الوطنية، ما يتطلب ما يُقدر بنحو 85 إلى 150 ناقلة لثاني أكسيد الكربون المسال بسعة 50 ألف طن.

ومن المتوقع أن يصل الاستثمار المطلوب لهذه السفن وحدها إلى ما بين 10 مليارات و25 مليار دولار أميركي. ويؤكد حجم هذا المسعى أهمية العمل المنسق بين الحكومات وأصحاب المصلحة في القطاع والمؤسسات المالية لإنشاء سلسلة قيمة قوية.

ومن المتوقع أن تصبح اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة من كبار مصدري ثاني أكسيد الكربون بسبب خياراتها المحدودة في مجال التخزين المحلي.

وفي الوقت نفسه، تُعد ماليزيا وإندونيسيا وأستراليا وبروناي بمثابة مراكز رئيسة لتخزين ثاني أكسيد الكربون؛ نظرًا إلى حقول النفط والغاز المستنفدة على نطاق واسع ومستودعات المياه المالحة.

تحديات تطوير قطاع شحن الكربون عبر الحدود

من أبرز التحديات في تطوير قطاع شحن الكربون عبر الحدود الافتقار إلى إطار تنظيمي متناغم. ودون معايير واضحة ومتوافقة بشأن نقاء ثاني أكسيد الكربون ونقل المسؤولية والمراقبة، تواجه الصناعة حالة من الضبابية التي تكبح الاستثمار.

حاليًا، تتباين اللوائح التنظيمية عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ على نطاق واسع، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

على سبيل المثال، قطعت اليابان خطوات واسعة في تحديد معايير نقاء ثاني أكسيد الكربون وأطر مسؤولية التخزين، ووقّعت سنغافورة مذكرات تفاهم مع أستراليا وإندونيسيا لاستكشاف تخزين الكربون عبر الحدود.
ويظل المشهد التنظيمي في ماليزيا مجزأ، حيث تنفذ ولاية ساراواك قوانينها الخاصة بموجب قانون تخزين الكربون.

مشروع نورثرن لايتس في أوروبا لتوحيد نقاء ثاني أكسيد الكربون
مشروع نورثرن لايتس في أوروبا لتوحيد نقاء ثاني أكسيد الكربون - الصورة من نورثرن لايتس

متطلبات ازدهار قطاع شحن الكربون

لكي يزدهر قطاع شحن الكربون، يتعيّن على الحكومات وضع إرشادات متسقة بشأن نقاء ثاني أكسيد الكربون المحتجز وقياسه والإبلاغ عنه والتحقق منه.

وتؤثر الشوائب الموجودة بثاني أكسيد الكربون في تطوير البنية الأساسية؛ ما ينعكس على موثوقية أصول خزانات السفن وأنواع خزانات التخزين الوسيطة المطلوبة.

تجدر الإشارة إلى أن عملية التنقية لإزالة هذه الشوائب تترتّب عليها تكاليف تشغيلية كبيرة.

ونتيجة لذلك، دعا أصحاب المصلحة في القطاع إلى اتباع نهج مماثل لمشروع نورثرن لايتس في أوروبا؛ حيث يتم توحيد نقاء ثاني أكسيد الكربون لضمان التشغيل البيني للبنية الأساسية المشتركة بين الجهات المصدرة.

ويؤدي هذا التوحيد القياسي إلى تقليل التعقيدات التشغيلية، وسيسهل التمويل من خلال توضيح القوانين والإجراءات للمستثمرين.

وبالنسبة للدول الصغيرة المصدرة للغازات؛ فإن التوحيد القياسي يُشكِّل أهمية بالغة؛ حيث من المرجح أن تتجمع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لديها مع انبعاثات العديد من الدول المصدرة للغازات.

وعلى العكس من ذلك؛ فإن وجود دول مصدرة للغازات منفردة كبيرة، وهو أمر شائع في شمال شرق آسيا ويتطلب عزل الغازات في جنوب شرق آسيا، يقلل من الحاجة إلى التجميع ومن ثم التعقيدات المرتبطة بذلك.

وتُشكِّل عملية نقل ثاني أكسيد الكربون بوساطة السفن مجموعة فريدة من التحديات التقنية.

وعلى الرغم من أن الشحن تحت الضغط المتوسط كان المعيار للمشروعات في المراحل المبكرة؛ فإن الاهتمام يتزايد بأنظمة الضغط المنخفض والضغط المرتفع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق