تبنّي احتجاز الكربون وتخزينه في الهند يتطلب دعمًا بـ4.3 مليار دولار
الهند ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الكربون عالميًا
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

أصبحت تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه في الهند حجر الزاوية في إستراتيجية البلاد لتحقيق الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات من مختلف القطاعات الصناعية الثقيلة.
ورغم أن الهند تحتل المركز الثالث عالميًا في قائمة أكبر مصدري الانبعاثات؛ فإن لديها إمكانات واعدة، وقد تستحوذ على 15% من قدرة التقاط الكربون واستعماله وتخزينه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول منتصف القرن، مقارنة بنسبة لا تتجاوز 5% حتى 2035.
فالحكومة الهندية تستعد لوضع أهداف انبعاثات لـ9 قطاعات رئيسة، وإطلاق سوق لتداول الكربون بحلول عام 2026، لكن التقديرات تشير إلى أن الأسعار المتوقعة في السوق لن تكون كافية لتغطية التكاليف الفعلية لهذه المشروعات؛ ما يجعل الدعم الحكومي ضرورة حتمية.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن تحقيق أهداف احتجاز الكربون وتخزينه في الهند يتطلّب دعمًا حكوميًا هائلًا يصل إلى 4.3 مليار دولار بالأسعار الحالية؛ لضمان جدوى هذه المشروعات وقدرتها على المساهمة الفعلية في خفض البصمة الكربونية للقطاعات.
أهمية تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه في الهند
بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي، من المتوقع ارتفاع حصة البلاد من إجمالي الانبعاثات العالمية من 8% إلى 11.8% في 2035، وصولًا إلى 14% بحلول عام 2050، لذا يصبح احتجاز الكربون وتخزينه في الهند طوق نجاة يجب إرساء قواعده.
ويأتي الخطر الأكبر من القطاعات الصناعية ومحطات الكهرباء؛ إذ سيمثلان وحدهما 82% من إجمالي انبعاثات الهند، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبحلول عام 2035، من المتوقع أن ترتفع سعة احتجاز الكربون لتصل إلى 10 ملايين طن سنويًا، مع مساهمات متفاوتة من مختلف القطاعات؛ حيث سيكون قطاع التكرير والكيماويات من بين القطاعات الرائدة في تبني هذه التقنية، بالإضافة إلى الكهرباء والأسمنت.
وفي ظل الحوافز الحكومية المناسبة، قد تصل قدرة احتجاز الكربون وتخزينه في الهند إلى 123 مليون طن سنويًا بحلول 2050، لكن رغم هذا التوسع؛ فسيظل اعتماد هذه التقنية محدودًا في معظم القطاعات؛ إذ لن يتجاوز 10% من إجمالي القدرة المتاحة.

تحديات تواجه احتجاز الكربون وتخزينه في الهند
أشار تقرير وود ماكنزي إلى بطء وتيرة نمو مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في الهند؛ إذ لم تتجاوز الإعلانات الحالية المخصصة للتخزين 40-50 مليون طن سنويًا.
ويرى التقرير أنه رغم أن المكامن الجوفية المالحة تُشكِّل جزءًا كبيرًا من إمكانات التخزين في الهند؛ فإن ثمة عقبة كبرى تقف أمام استغلالها وتتمثل في الحاجة إلى تقييم المواقع وملاءمتها لضمان الحقن طويل الأمد وبسعة كبيرة، موضحًا أن ذلك سيحد من توسع المشروعات حتى عام 2035.
ويفرض التزام الهند بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2070 تسريع تبنّي تقنيات احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه لدعم قطاع الصلب الناشئ وتقليل اعتمادها على محطات توليد الكهرباء بالفحم، والاستفادة من إمكانات التخزين الضخمة.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه الهند عقبات جوهرية أخرى؛ منها نقص الخبرة في مشروعات التخزين، وغياب سياسات واضحة لترخيص المواقع، وظهور سوق كربون ناشئة.
وقد تتيح السياسات الداعمة والحوافز المناسبة للهند فرصة حاسمة لتقليص بصمتها الكربونية، دون الإضرار بنموها الاقتصادي أو طموحاتها الصناعية، إلى جانب اختبار تقنيات جديدة مثل تغويز الفحم مع احتجاز الكربون لتوسيع نطاق التطبيق بحسب التقرير.
وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع ارتفاع سعة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه إلى 735 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، بناءً على المشروعات المعلنة حتى فبراير/شباط 2025، وفق بيانات اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وتأتي الهند في المركز الخامس عالميًا، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والنرويج، بقدرة 40.7 مليون طن سنويًا بحلول 2030، إلا أن أغلب هذه المشروعات في مرحلة دراسة الجدوى، ومن المتوقع اكتمال مشروعات بسعة 10 آلاف طن سنويًا بحلول 2030.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه قد تتجاوز 753 مليون طن سنويًا.. وهؤلاء الـ10 الكبار
- تلبية أهداف الطاقة المتجددة في الهند تتطلب 300 مليار دولار حتى 2032 (تقرير)
- سوق الطاقة الحيوية في الهند قد تكون الأسرع نموًا بالعالم (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- سوق بطاريات الليثيوم مرشحة للنمو إلى 308 مليارات دولار بحلول 2029 (تقرير)
- 5 معلومات عن اكتشاف ثوريوم ضخم في الصين يكفيها 60 ألف عام
- في دولة عربية.. حكاية 4 آبار مهدت الطريق لاكتشاف 267 مليار برميل نفط
المصدر: