
يستعد إنتاج السعودية من النفط للارتفاع التدريجي بدءًا من أبريل/نيسان المقبل، وذلك بعد أن أعلنت المملكة، إلى جانب 7 دول أخرى في تحالف أوبك+، تجديد التزامها بعودة التخفيضات الطوعية للإنتاج التي كانت قد أقرتها سابقًا.
يأتي هذا القرار في إطار جهود التحالف للحفاظ على استقرار الأسواق النفطية والتكيّف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية.
ووفقًا للاتفاق الذي اطّلعت على تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستُعاد الكميات المخفضة تدريجيًا على مدار 18 شهرًا، مع إمكان وقف الزيادة أو عكسها إذا تطلّبت ظروف السوق ذلك.
وتمثّل هذه الخطوة جزءًا من إستراتيجية أوبك+ لإدارة العرض والطلب بطريقة مرنة، بما يضمن تحقيق توازن مستدام في سوق الطاقة العالمية.
وكانت التخفيضات الطوعية قد بدأت في عام 2023، عندما قرّرت السعودية وشركاؤها في أوبك+ خفض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، ثم مُدّد هذا التخفيض حتى نهاية مارس/آذار 2025.
كما أن تلك الدول قررت سابقًا تمديد التخفيضات الإضافية بمقدار 1.65 مليون برميل يوميًا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2026؛ ما يبرز التزام المملكة بإدارة سوق النفط بمرونة.
إنتاج السعودية من النفط في 2025
بقي إنتاج السعودية من النفط بالقرب من 9 ملايين برميل يوميًا خلال الربع الأول من العام الجاري 2025، ومع بدء إعادة الكميات المخفضة تدريجيًا، سيرتفع الإنتاج ليصل إلى 9 ملايين و34 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان المقبل، ثم 9 ملايين و89 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار.
وستستمر هذه الزيادة التدريجية حتى يبلغ الإنتاج في يونيو/حزيران 9 ملايين و145 ألف برميل يوميًا، حسب بيانات حصص إنتاج دول أوبك+ لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وبحلول الربع الثالث من العام الجاري، سيواصل الإنتاج الارتفاع ليسجل 9 ملايين و200 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز، ثم 9 ملايين و256 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب، ليصل إلى 9 ملايين و311 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول.
أما في الربع الأخير فمن المتوقع أن يبلغ الإنتاج 9 ملايين و367 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، و9 ملايين و422 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، ليصل إلى أعلى مستوياته خلال العام في ديسمبر/كانون الأول عند 9 ملايين و478 ألف برميل يوميًا.
إنتاج السعودية من النفط في 2026
مع استمرار عودة التخفيضات الطوعية، سيواصل إنتاج السعودية من النفط الارتفاع التدريجي خلال العام المقبل 2026.
وفي يناير/كانون الثاني، سيبلغ الإنتاج 9 ملايين و534 ألف برميل يوميًا، ومع إضافة المزيد من الكميات المخفضة، سيصل إلى 9 ملايين و978 ألف برميل يوميًا بحلول الربع الأخير من العام، أي من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون الأول 2026.
وتشير بيانات منصة الطاقة المتخصصة إلى أن مستوى الإنتاج المستهدف للمملكة، قبل أي تعديلات إضافية، يبلغ 10 ملايين و478 ألف برميل يوميًا، وهو ما يوضح أن السعودية تسعى إلى استعادة مستويات إنتاجها الطبيعية بالتوازي مع متغيرات السوق.
سياسات أوبك+
تعكس سياسات أوبك+ مرونة في التعامل مع تقلبات السوق العالمية، إذ تتيح الاتفاقية الجديدة إمكان وقف أو عكس الزيادة التدريجية في الإنتاج إذا اقتضت الحاجة.
كما يضمن الاتفاق استكمال جميع التعويضات عن الإنتاج الزائد منذ يناير/كانون الثاني 2024 بحلول يونيو/حزيران 2026، وفقًا لخطط التعويض المقدمة إلى أمانة أوبك.
بالإضافة إلى ذلك، وافقت الدول الأعضاء على تقديم جداول التعويض الخاصة بها مسبقًا، لضمان استقرار سوق النفط، إذ ستُنشر هذه الجداول على موقع أوبك الرسمي في 17 مارس/آذار الجاري؛ ما يوفّر شفافية أكبر بشأن خطط الإنتاج المستقبلية.
التوازن بين استقرار السوق وتعزيز الإنتاج
يعكس المسار المخطط له لزيادة إنتاج السعودية من النفط خلال 2025 و2026 التزام المملكة باتفاقيات أوبك+، وسعيها إلى تحقيق استقرار الأسواق، مع الحفاظ على مرونة التكيف مع المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية.
وتتوافق هذه السياسات مع رؤية السعودية طويلة المدى لتعزيز الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، إذ تسعى الرياض إلى تحقيق توازن بين تلبية احتياجات السوق النفطية ودعم خططها التنموية، في وقت تتزايد فيه التحديات التي تواجه قطاع الطاقة العالمي.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج السعودية من النفط في 2025 و2026.. تفاصيل بالأرقام
- حجم إنتاج السعودية من النفط في 2024 وتأثيراته عالميًا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- شحنة ديزل روسية تصل إلى سوريا عبر ناقلة خاضعة للعقوبات.. ما القصة؟
- الطاقة المتجددة في الهند عالقة بين دوامة البيروقراطية وتوسع العطاءات
- أرامكو تعلن أسعار بيع النفط السعودي إلى آسيا في أبريل 2025
- 6 مشروعات هيدروجين أخضر في المغرب تنطلق قريبًا باستثمارات 33 مليار دولار
المصادر:
- بدء التخلص التدريجي من تخفيضات أوبك+ الطوعية من الموقع الرسمي لمنظمة أوبك.
- قرارات اجتماع تحالف أوبك+ من الموقع الرسمي لأوبك.