تقارير الغاز التقارير تقارير دورية رئيسية غاز وحدة أبحاث الطاقة

شبكة الغاز الرئيسة في السعودية.. محطات تاريخية تعود للسبعينيات

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

2025-03-02

0 1٬059

مزايا كبيرة أضافتها شبكة الغاز الرئيسة في السعودية
"البري" هو أول معمل غاز في السعودية
شبكة الغاز تم تمديدها إلى منطقة الرياض عام 2000
السعودية ثاني أقل دولة منتجة للنفط عالميًا في كثافة حرق الغاز

تؤدّي شبكة الغاز الرئيسة في السعودية -منذ دخول البلاد عصر النفط- دورًا رئيسًا في تحقيق القيمة المضافة من ذلك الوقود، وتقليل الانبعاثات الكربونية.

ومع امتلاك المملكة سادس أكبر سوق للغاز في العالم، يؤدّي الغاز دورًا في توليد الكهرباء منخفضة الانبعاثات، وتطوير قطاع الكيماويات بالبلاد، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وتحلّ السعودية بالمركز الثاني ضمن أقل دول العالم المنتجة للنفط في كثافة حرق الغاز، التي انخفضت إلى 0.70 متر مكعب لكل برميل عام 2023، لتأتي بعد النرويج (0.19 متر مكعب لكل برميل).

وتعمل البلاد على تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع توسعة شبكة الغاز الرئيسة، التي تتولى مهمة نقل الغاز المصاحب لإنتاج النفط بدلًا من حرقه؛ ليسهم ذلك في إزالة 100 مليون طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

تاريخ شبكة الغاز الرئيسة في السعودية

تعود بداية تاريخ شبكة الغاز الرئيسة في السعودية إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما قررت شركة أرامكو السعودية ضمّ معامل وأنابيب الغاز التي ترتبط الحقول المنتجة بعملاء الشركة في شبكة واحدة، لتتمثل أبرز محطاتها التاريخية في التالي:

1975: تدشين شبكة الغاز الرئيسة.
1977 - 1981: افتتاح 3 معامل للغاز.
1984: بداية إنتاج الغاز غير المصاحب.
2000: مد شبكة الغاز الرئيسة إلى منطقة الرياض.
2001 - 2003: إنشاء معملين للغاز ومد الشبكة للساحل الغربي.
2008 - 2020: تشغيل 8 معامل للغاز.
2023: توسعة معمل الغاز في الحوية.

معمل الغاز في البري - الصورة من موقع أرامكو السعودية

وكان ظهور الغاز الطبيعي في السعودية مرتبطًا بعثور البلاد على مكامن نفطية بدأت من بئر الخير في الظهران عام 1937.

ومع التغيرات المتلاحقة للاقتصاد في السبعينيات، قررت السعودية استعمال الغاز المصاحب بدلًا من النفط في توليد الكهرباء ومعالجة المياه وكذلك في الصناعات الثقيلة والبتروكيماويات، لتنشأ على إثرها شبكة الغاز الرئيسة.

وشبكة الغاز الرئيسة في السعودية هي عبارة عن نظام لتجميع الغاز من حقول أرامكو ومعالجته في معامل الغاز المنتشرة في البلاد، ومن ثم نقله إلى الأسواق عبر شبكة ضخمة من الأنابيب لتلبية احتياجات المملكة.

وتصف أرامكو حجم تنفيذ شبكة الغاز الرئيسة بأنه "مهول"، فعلى سبيل المثال، تصل مساحة معملي الغاز في شدقم والعثمانية إلى نحو 121 هكتارًا، وهو ما يماثل مساحة 160 ملعب كرة قدم تقريبًا.

وكان "البري" أول معمل غاز في السعودية، وافتتحه الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود عام 1977، ومن ثم افتتح معمل الغاز في شدقم عام 1980، ومعمل الغاز في العثمانية عام 1981.

وفي عام 1981، نجحت المملكة في بدء تشغيل المراحل الأولية للشبكة، أبرزها:

أنابيب تنقل الغاز الخام من الحقول إلى المعامل لفصله وتنقيته.
أبراج وأنظمة تحافظ على مستوى ضغط كافٍ داخل خطوط الأنابيب.
مرافق لتخزين وتحميل سوائل الغاز المستخلصة.
خطوط أنابيب رئيسة طويلة لنقل الغاز إلى الأسواق.

توسعة شبكة الغاز الرئيسة في السعودية

في عام 1984 بدأت المملكة بإنتاج الغاز غير المصاحب، لتتجه عام 1986 إلى توسعة شبكة الغاز الرئيسة، لتشمل الحقول البحرية وتصل قدرة إنتاج الغاز إلى ملياري قدم مكعبة يوميًا في ذلك الوقت.

ومن ثم مدّت البلاد شبكة الغاز إلى منطقة الرياض عام 2000، وفي العام التالي افتتحت معمل الغاز في الحوية، وفي 2003 افتتحت معمل الغاز في حرض، ومدّت شبكة الغاز الرئيسة في السعودية إلى الساحل الغربي.

وبعد ذلك، افتُتِح معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية عام 2008، ثم معملا الغاز في الخرسانية، أحدهما خاص بمشروع الغاز غير المصاحب في حقل كران، عامي 2010 و2012 على الترتيب.

وتوالت افتتاح البلاد لأكثر من معمل غاز ضمن شبكة الغاز الرئيسة في السعودية، كما توضح التواريخ التالية:

2014: معمل تجزئة سوائل الغاز في واسط.
2015: معمل استخلاص سوائل الغاز في الشيبة، وإنشاء معمل الغاز في واسط.
2016: معمل الغاز في مدين.
2020: معمل الغاز في الفاضلي.
2023: توسعة معمل الغاز في الحوية.

جانب من شبكة خطوط أنابيب نقل الغاز — جانب من الاستعداد لتركيب خطوط أنابيب نقل الغاز - الصورة من موقع أرامكو

وفي عام 2023، ارتفع إجمالي طاقة معالجة الغاز الخام التقليدي وغير التقليدي في السعودية إلى 19.1 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقابل 18.3 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال 2022.

ويمكن تلخيص أبرز فوائد شبكة الغاز الرئيسة في السعودية، على النحو التالي:

القضاء على حرق الغاز المصاحب، بإزالة 100 طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
تقليل النفط اللازم لتوليد الكهرباء، ليسهم بدوره في خفض انبعاثات الكربون.
تسريع وتيرة نمو قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.
جعلت أرامكو السعودية أكبر شركة نفط وغاز متكاملة في العالم.
استخلاص 99% من إجمالي الغاز المنتج.

معامل الغاز العمود الفقري في شبكة الغاز

تمتلك السعودية 10 معامل للغاز تعمل على معالجته ومن ثم نقله إلى السوق المحلية عبر الأنابيب، لتكون بمثابة العمود الفقري للشبكة الصناعية في البلاد منذ إنشائها من 4 عقود.

وكانت وحدة أبحاث الطاقة قد تناولت في تقرير منفصل بعنوان (معالجة الغاز في السعودية.. 10 معامل تدعم إنتاج الطاقة منخفضة التكاليف والكربون)، أبرز التفاصيل عن معامل الغاز، للاطّلاع اضغط هنا.

وبحسب بيانات أرامكو -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- تصل الطاقة الإنتاجية الحالية لمعمل البري للغاز إلى 1.35 مليار قدم مكعبة يوميًا، ويعتمد تشغيله على حقول النفط البرية والبحرية في المنطقة الشمالية.

وفي مقابل ذلك، يؤدي معمل العثمانية، البالغة طاقته الإنتاجية 2.26 مليار قدم مكعبة يوميًا، دورًا مهمًا في تحقيق هدف المملكة بأن تصبح موردًا موثوقًا للمواد الأولية للبتروكيماويات، إذ يستخلص منذ عام 2021 الإيثان والبروبان من أجل تحقيق قيمة مُضافة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..