حقول النفط والغازالتقاريررئيسيةموسوعة الطاقة

حقل أم نقا.. ذراع الكويت لمشروع النفط الثقيل والإنتاج الجوراسي

هبة مصطفى

يُعدُّ حقل أم نقا الجناح الثاني لحلم الكويت بالتوسع في إنتاج النفط الثقيل، تحت مظلة مشروع ضخم تتبنّاه شركة نفط الكويت.

ووفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتقاسم الحقل مكمنًا لخزان فارس السفلي مع حقل الرتقة، الواقع شمال البلاد.

وحتى الآن ما زال موقعا مشروع النفط الثقيل قيد التطوير والتوسعة، إذ يجري التطوير على مراحل عدّة تستهدف كل منها زيادة الإنتاج بصورة تدريجية، وتخضع البنية التحتية لمرافق حقل أم نقا لتحديثات دورية تهدف إلى استمرار تدفّق الإنتاج دون تعطّل بسبب الاختناقات أو غيرها.

وكان لحقل أم نقا دور مهم في إنعاش مشروع آخر عام 2018 إضافة إلى مشروع النفط الثقيل، وهو مشروع الإنتاج الجوراسي الذي انطلق عام 2016.

حقل أم نقا والنفط الثقيل

أسهم إنتاج حقل أم نقا النفطي في الكويت في إنعاش مشروع النفط الثقيل الذي تتبنّاه الدولة الخليجية، وجاء التطوير وفق خطة ركّزت على استخراج النفط الثقيل من مخزن بالحقل.

ويتطلب ذلك حفر 26 بئرًا استكشافية بمرحلة أولى، مع كشف طموح لمواصلة حفر ما يزيد عن 80 بئرًا، بالتوازي مع تعزيزه بمرافق يمكنها معالجة النفط الثقيل الحامض، عبر وحدة للإنتاج المبكر.

فريق تطوير أحد المواقع النفطية في الكويت
فريق تطوير أحد المواقع النفطية في الكويت - الصورة من موقع شركة نفط الكويت KOC

وتضافرت جهود عدّة لإنجاح المشروع رغم التحديات، إذ التحمت أنشطة الحفر والإنتاج، ما أدى إلى تنفيذ المستهدف في غضون عام واحد فقط، وفق نتائج دراسة حالة نشرها موقع وان بترو (One Petro).

وفي خطوة أولى، خضعت آبار الاكتشاف التي حُفِرت للتقييم وتحديد نوع الهيدروكربونات، رغم تحديات انحراف الحفر في بعض مواقع الخزان الضحلة جدًا.

وسابقت الشركة المطورة الزمن لإنجاز عملية التطوير وبدء إنتاج النفط الثقيل من الخزان الملحق بحقل أم نقا، إذ دفعتها أسعار النفط الآخذة بالارتفاع آنذاك إلى محاولة تقليص المدة العادية التي يستغرقها تطوير مثل هذه المكامن بما يتراوح بين 10 و15 عامًا.

شركة نفط الكويت

زادت شركة نفط الكويت من إنتاج النفط الثقيل إلى 75 ألف برميل يوميًا، في مايو/أيار من العام الماضي، وأسهم حقل أم نقا وحده بنحو 20 ألف برميل يوميًا حتى نهاية 2022.

كما أسهم حقل الرتقة في زيادة الإنتاج، إذ تعول الدولة الخليجية على الحقلين المذكورين لتعزيز تدفّقات مشروعها للنفط الثقيل، وفق مجلة ميس (mees) المتخصصة في أخبار النفط والغاز، الصادرة من قبرص.

وكان إنتاج حقل أم نقا قد بلغ 15 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب 2022، وبحلول نهاية العام ذاته، أنتج الحقل 5 آلاف برميل إضافية يوميًا.

وخططت الشركة المطورة حينها لرفع الإنتاج إلى 25 ألف برميل يوميًا، عقب تعزيز الحقل بمرافق إضافية، مثل وحدة معالجة جديدة، والتيقن من عدم وجود اختناقات في مسار خطوط الأنابيب المتصلة بمرافق الإنتاج.

وتطور شركة نفط الكويت حقل أم نقا والجزء الجنوبي من حقل الرتقة، ضمن إطار مشروع النفط الثقيل لحقول شمال البلاد البرية.

واستخرجت الشركة ما يقارب من 6.25% فقط -حتى الآن- من إجمالي احتياطيات مشروع النفط الثقيل، وتشير توقعات المشروع الإنتاجية إلى أن عام 2039 سيشهد ذروة إنتاج المشروع.

ورغم أن الحقل يسهم بما يقارب 3% من إنتاج الكويت النفطي اليومي -وفق التقديرات حتى شهر مايو/أيّار 2024- فإن عمره الاقتصادي قد يمتد حتى عام 2096، طبقًا لمعلومات أوردها موقع أوفشور تكنولوجي (Offshore Technology).

عامل في أحد المواقع النفطية بالكويت
عامل في أحد المواقع النفطية بالكويت - الصورة من Oil & Gas Middle East

مشروع الإنتاج الجوراسي

لم تقتصر محاولات استغلال موارد حقل أم نقا على مشاركته في إنتاج النفط الثقيل فقط، بل امتدت إلى مشروع غاز ضخم أيضًا.

وتعود بداية تطوير المشروع الثاني إلى عام 2016، مع توقيع شركة نفط الكويت عقودًا لمنشأة تعالج النفط خفيف والغاز المنتجين من حقل غرب الروضتين، وبالفعل افتُتِحَت -في يناير/كانون الثاني 2018- المنشأة في حقل أم نقا.

وتولّت شركة إس إل بي الأميركية "شلمبرجيه سابقًا" مهمة بناء المنشأة، بطاقة إنتاجية وصلت إلى 40 ألف برميل نفط خفيف يوميًا، و100 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز، بحسب ما نشره موقع إس أند بي غلوبال (S&P Global) آنذاك.

ويعدّ هذا المشروع حلقة ضمن مشروع ثلاثي لتطوير الغاز الجوراسي، الرامي إلى حل معضلة تقنية تواجه الكويت عبر الاستفادة من موارد الغاز الحامض والعميق غير المصاحب.

وفي فبراير/شباط 2024، كشفت شركة نفط الكويت تطورات المشروع الجوراسي في حقل أم نقا وحقل الروضتين، الذي عدّته أحد المشروعات الضخمة في قطاع الهيدروكربونات بالبلاد، وإحدى ركائز إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية بالكامل المستهدفة لعام 2040.

وأوضحت الشركة أن المشروع يسهم في إنتاج "الغاز الحر" وتزويد الأسواق العالمية به، بعد نجاح الشركة في تجاوز التحديات وارتفاع التكلفة، حسب وكالة الأنباء كونا.

ومن شأن محطتي المشروع 4 و5 إضافة 320 مليون قدم مكعبة من الغاز و100 ألف برميل نفط خفيف يوميًا.

موضوعات متعلقة..

نرشح لكم..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق