منوعاتتقارير منوعةرئيسية

الفحم وتحول الطاقة.. كيف يتحول الوقود الأكثر تلويثًا إلى ثروة للمستقبل؟

أسماء السعداوي

تدور حاليًا أسئلة حول إمكان الجمع بين الفحم وتحول الطاقة العالمي في مسيرة واحدة نحو مستقبل أفضل، وكيفية ذلك، خاصةً في ظل الاعتماد الكبير على الفحم في كثير من دول العالم.

ويُنظر إلى الفحم بوصفه أكثر مصادر الكهرباء إطلاقًا لانبعاثات الكربون حيث تزيد بمقدار الضعف بالمقارنة بالغاز الطبيعي، ولذلك كان التحول عنه لصالح مصادر الطاقة المتجددة الخالية من الانبعاثات لمكافحة تغير المناخ، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي معرض إجابتها حول إمكان الجمع بين الفحم وتحول الطاقة، أشارت الرئيسة التنفيذية لرابطة الفحم العالمية "فيوتشر كول" (FutureCoal) ميشيل مانوك إلى "معلومات مغلوطة" متداولة عالميًا حول الفحم الذي يمكن خفض انبعاثاته بنسبة 99% تقريبًا واستغلاله في تطبيقات الحياة العصرية منخفضة الانبعاثات مثل الهيدروجين من بين أخرى عديدة.

وبدلًا مما وصفته مانوك بـ"شيطنة" الفحم المستعمل على نطاق واسع في الصين والهند، دعت الهند إلى مواصلة الاستفادة من إمكانات الفحم الهائلة عبر الاستفادة من تقنيات خفض الانبعاثات المبتكرة، وخاصة مع توقعات الطلب.

دور الفحم وتحول الطاقة

سلّطت الرئيسة التنفيذية لرابطة الفحم العالمية ميشيل مانوك الضوء على إمكان الاستفادة من الفحم، ليس على صعيد دعم الاقتصاد وتقليل الفقر فحسب، بل وفي خفض الانبعاثات الناتجة عنه أيضًا.

وفي تصريحات خلال مؤتمر التعدين "إندابا" الذي استضافته كيب تاون في جنوب أفريقيا مؤخرًا، أشارت إلى مصطلح الفحم المستدام، إذ تُستعمل التقنيات المتقدمة لتحسين كفاءة المحطات وتقليل آثارها في البيئة.

الرئيسة التنفيذية لرابطة الفحم العالمية ميشيل مانوك
الرئيسة التنفيذية لرابطة الفحم العالمية ميشيل مانوك - الصورة من موقع الرابطة.

وقالت، إنه بالإمكان اللجوء إلى أدوات الابتكار والتقنيات و الفرص الموجودة، ليس لتقديم إسهام بيئي إيجابي فقط، بل ولتدعيم الاقتصاد أيضًا.

وأشارت مانوك إلى تقنيات قادرة على خفض انبعاثات احتراق الفحم بنسبة تصل إلى 99%، حسب لقاء مع منصة "إي إس آي أفريكا" (esi-africa).

لكن تلك المعلومات الحاسمة ليست معروفة أو مفهومة أو مستغلة بما يكفي لمنح مستوى متكافئ من الفرص لكل مصادر الطاقة داخل الحكومات وقطاعات الاستثمارات المالية والمصارف.

وبناءً على ذلك، قالت، إن ثمة فرصة "حقيقية" ليواصل الفحم الإسهام للحياة العصرية ومستقبل المجتمع بعيدًا عن الاستعمالات التقليدية في توليد الكهرباء والاحتراق مثل إنتاج الكيماويات والهيدروجين من الفحم واستعمالاته في مجال الزراعة.

"جرأة" دونالد ترمب

أشادت رابطة الفحم العالمية بما وصفته "الرؤية الجريئة" لدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن دور الفحم في النمو الاقتصادي وأمن الطاقة والمسؤولية البيئية.

وجاء في البيان، الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، أن الفحم أكثر من مجرد طاقة؛ لأنه أصل إستراتيجي، وتعدّه الصين والهند حجز زاوية لنمو الاقتصاد والاكتفاء الذاتي، كما أنهما تطوران تقنيات لخفض انبعاثاته.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب-
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - الصورة من وكالة أسوشيتد برس

وقالت الرابطة، إن الولايات المتحدة تمتلك احتياطيات فحم يمتد تاريخها لأكثر من 400 سنة مع تاريخ طويل من الابتكار؛ ولذلك فهي في مكانة فريدة تؤهلها للقيادة والتفوق في الاستثمار في تقنيات الابتكار والبحوث المتقدمة.

وفي هذا الصدد، أشار بيان الرابطة إلى تحويل نفايات الفحم لمنتجات عالية القيمة مثل المواد المستعملة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ومنظومات الدفاع، و"الغرافين"، وهي مادة قوية وموصل عال للحرارة والكهرباء وألياف الكربون المستعملة في الطيران والفضاء وتقوية خطوط أنابيب النفط وتقليل تآكلها.

كما يمكن اللجوء إلى تقنية تغويز الفحم عبر تحويل الفحم في عملية حرارية كيمائية تصل درجة الحرارة فيها لأكثر من 700 درجة مئوية إلى غازات تستعمل بوصفها وقودًا للتدفئة وتوليد الكهرباء من بين أخرى.

وبدلًا من شيطنة الفحم، دعت الرابطة إلى مواصلة مسيرة دعم الحوار المسؤول والمستند للواقع بشأن الفحم وتحول الطاقة من أجل مستقبل زاهر ومستدام يعظم الإمكانات الكاملة للوقود.

الفحم مقابل مصادر الطاقة المتجددة

انتقدت الرئيسة التنفيذية لرابطة الفحم العالمية ميشيل مانوك وصف الوقود الأسود بـ"الأصل العالق" في ظل مستهدفات توليد 100% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

و"الأصول العالقة" هي التي فقدت قيمتها لتتوقف عن تحقيق العوائد الاقتصادية المستهدفة بالأصل، كما في الفحم؛ بسبب تحول الطاقة.

وقالت مانوك، إن تلك الفكرة "غير عقلانية" في الوقت الحاضر؛ بالنظر إلى استمرار اعتماد دول -مثل الصين والهند وإندونيسيا- عليه.

وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، فأكبر منتجي الفحم في العالم هي: الصين (تشكّل أكثر من نصف الإنتاج العالمي) والهند وإندونيسيا، كما تتوقع ارتفاع الطلب على الفحم لأغراض الكهرباء والصناعة لسدّ فجوة تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية وارتفاع الطلب على الكهرباء.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة - حجم الطلب العالمي على الفحم وتوقعاته حتى عام 2027:

توقعات الطلب العالمي على الفحم

وبحسب المسؤولة، تعترف تلك الدول بأهمية الفحم وتنظر إليه بوصفه منظومة قادرة على الإسهام للاقتصاد واستعماله في الزراعة والهيدروجين والكيماويات والمعادن الأرضية النادرة.

ووجد بحث، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن كل طن من رماد الفحم المتطاير يحتوي على نصف كيلوغرام من المعادن الأرضية النادرة الحاسمة لصناعات الدفاع والطاقة المتجددة وبطاريات السيارات الكهربائية.

ولذلك؛ فإن كل تلك الإسهامات تُثبت أن الفحم ليس مجرد مسهِم في توليد الكهرباء وإنتاج الأسمنت والألومنيوم والصلب فحسب، بل في مصادر الطاقة المتجددة أيضًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. حوار رئيسة رابطة الفحم العالمية مع منصة "إي إس آي أفريكا"
  2. بيان الرابطة الداعم لرؤية الرئيس دونالد ترمب من الموقع الرسمي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق