رفع دعم الوقود في نيجيريا يوفر 25 مليون دولار يوميًا ويقلص تهريب البنزين
هبة مصطفى
ألقى إلغاء دعم الوقود في نيجيريا بظلال إيجابية على القطاع، سواء على الصعيد الاقتصادي وإنعاش العائدات، أو ضبط مستويات الاستهلاك.
وكان الرئيس النيجيري "بولا أحمد تينوبو" قد روّج لإلغاء دعم الوقود في بلاده خلال حملته الانتخابية، وأقرّ هذا القرار مع تولّيه منصبه في يونيو/حزيران 2023، في محاولة لإنقاذ العملة الأجنبية من الانهيار.
وتوقّع مسؤول اللجنة الرئاسية النيجيرية للسياسات المالية والإصلاحات، تايو أويديل، أن يشهد العام الجاري 2025 تحسنًا في ملف الوقود النيجيري، مقارنة بالعام الماضي.
واستبعد "أويديل" -وفق تصريحات له تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن يتكرر سيناريو العام الماضي فيما يتعلق بالعملية المحلية "النايرا"، بعدما خسرت 40% من قيمتها.
*(النايرا النيجيرية = 0.00067 دولارًا أميركيًا).
إلغاء دعم الوقود في نيجيريا
أدت حزمة الإصلاحات التي تبنّتها الحكومة -ومن بينها إلغاء دعم الوقود في نيجيريا- إلى توفير عوائد مالية ضخمة لميزانية البلاد، مع خفض فاتورة الاستيراد في ظل استمرار مكافحة سرقة وتهريب الإمدادات.
ووفرت هذه الإجراءات ما يتراوح بين 20 و25 مليون دولار يوميًا لخزينة الدولة الأفريقية، ما انعكس إيجابًا على استقرار العملة المحلية.
وأوضح رئيس اللجنة " تايو أويديل" أن ثمار الإصلاحات تُشير إلى تراجع في استهلاك البنزين بما يتراوح بين 10 و30 مليون لتر يوميًا؛ ما وفّر القيمة السابق ذكرها.
وبذلك، تؤسس حزمة الإصلاحات إلى مشهد مختلف؛ إذ تضمن عوائد تنعش خزينة البلاد، بدلًا من حجم الإنفاق الكبير المعتاد سابقًا على دعم الوقود.
وشملت مكاسب الإصلاحات خفض وتيرة التضخم وسعر الفائدة، ومعالجة عجز الميزانية تدريجيًا، والعمل على زيادة العائدات.
وانعكس ذلك على سعر النفط والغاز المحليين وأحجامهما، خاصة مع بدء تكرير الخام محليًا (في إشارة إلى تشغيل مصفاة دانغوتي الأكبر في أفريقيا).
وكان مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، قد وصف إلغاء الإعانات ودعم الوقود في نيجيريا بأنه "خطوة تاريخية"، مشيرًا إلى القرار بمثابة "درس" لصنّاع القرار العالميين.
وأوضح -خلال إحدى حلقات برنامج أنسيات الطاقة في منصة إكس في سبتمبر/أيلول 2023- أن تهريب البنزين إلى الدول المجاورة كان أهم أسباب انخفاض الطلب، مشيرًا إلى أن الإشارة إلى "خفض الاستهلاك المحلي" غير دقيق خلال الحديث حول إلغاء الدعم ورفع الأسعار للمستويات العالمية.
وكشف أن رصد خفض الاستهلاك كان انعكاسًا لانخفاض إعادة تصدير وتهريب البنزين زهيد السعر محليًا.
إنتاج النفط والمكثفات في نيجيريا
يفوق إنتاج النفط والمكثفات في نيجيريا 1.8 مليون برميل حاليًا، وسط توقعات ببلوغها مستوى مليوني برميل يوميًا.
ويؤكد رئيس اللجنة "تايو أويديل" على ضرورة تعزيز الثقة وحالة اليقين، لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمحافظ النيجيرية، مع ضمان استقرار طويل الأجل للعملة.
وقال، إن نيجيريا ستعيد جذب الاستثمارات الأجنبية، إذا استمرت في الحفاظ على استقرار العملة لسنوات، خاصةً أن عجز الميزانية يتراجع بشكل ملحوظ.
وكانت جهود مكافحة سرقة النفط قد أدت إلى تراجع الخسائر إلى ما يعادل 5 آلاف برميل يوميًا حسب التقديرات المعلنة شهر فبراير/شباط الجاري، انخفاضًا من 15 ألف برميل يوميًا قُدِّرت أغسطس/آب العام الماضي.
وعزز ذلك مستويات إنتاج الخام والمكثفات ليصلا في المتوسط إلى 1.7 مليون برميل يوميًا، بعد تدمير خطوط الأنابيب والمصافي والقوارب غير القانونية المحملة بالتدفقات المسروقة.
إصلاحات الطاقة المتجددة
كشف الشريك في شركة "إس بي إم بروفيشنالز" لاستشارات الأعمال "بول ألاجي" أن نيجيريا تواصل العمل على حزمة إصلاحات ضريبية لتعزيز الاستدامة المالية.
وقال ألاجي، إن النقل والطاقة المتجددة ضمن قطاعات السلع الرئيسة التي ستحصل على ضرائب صفرية للقيمة المضافة، وفق ما نقله موقع بلو برنت.
واستفادت الصين من هذه الإصلاحات، إذ وقّعت الدولتان -الأفريقية والآسيوية- اتفاقًا بشأن الهيدروجين الأخضر بقيمة تصل إلى 7.6 مليار يورو (8 مليار دولار أميركي)، ومن شأن الاتفاق تخلّي نيجيريا تدريجيًا عن الوقود الأحفوري.
ومثّلت بكين في الصفقة شركة لونغي غرين إنرجي تكنولوجي (LONGI)، ومن الجانب النيجيري شركة إيه بي بي إل هيدروجين (APPL Hydrogen).
ويعزز المشروع مساعي الاستدامة في نيجيريا، عبر فتح المجال أمام استثمارات الهيدروجين والميثانول الأخضر.
ويبدأ التعاون بمشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والميثانول وتصديره، مع التقاط ثاني أكسيد الكربون.
موضوعات متعلقة..
- أزمة الوقود في نيجيريا تتفاقم.. ضائقة مالية وارتفاع وشيك للأسعار
- بسبب إلغاء دعم الوقود في نيجيريا.. سداد كل مستحقات شركات النفط العالمية
- أنس الحجي: إلغاء دعم الوقود في نيجيريا يُنهي التهريب.. وهؤلاء هم ضحاياه (صوت)
اقرأ أيضًا..
- العراق يثير الجدل بإعلان صفقة غاز مسال لن تدخل التنفيذ قريبًا
- غاز شرق المتوسط.. 5 محاور لتسريع استغلال 80 تريليون قدم مكعبة
- شركة عالمية: مصر يمكنها تصدير 125 تريليون قدم مكعبة من الغاز
المصدر:
