رئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

مشروعات الهيدروجين في أوروبا تحقق أول إنجاز خلال 2025

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • مشروعات الهيدروجين في أوروبا تكتسب زخمًا مدفوعًا بأطر السياسات المتطورة وقرارات الاستثمار الإستراتيجية.
  • أول مشروع هيدروجين أوروبي كبير يصل إلى قرار الاستثمار النهائي في 2025.
  • سوق الهيدروجين في أوروبا تشهد تحولات ملحوظة بالسياسات.
  • مبادرات لمعالجة التحديات الرئيسة أمام تطوير سوق الهيدروجين في أوروبا.
  • مصنعو أجهزة التحليل الكهربائي يستمرون في مواجهة عدم استقرار مالي كبير.

اكتسبت مشروعات الهيدروجين في أوروبا زخمًا ملحوظًا خلال يناير/كانون الثاني 2025، على الرغم من استمرار التحديات التي يواجهها المطوّرون في القارة العجوز.

ووفق تقرير حديث حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شهدت سوق الهيدروجين في أوروبا اتخاذ خطوات مبكرة، من أول قرار استثمار نهائي كبير في عام 2025، إلى تقديم أطر سياسية جديدة وحلول مالية مبتكرة.

وسلّط التقرير -الذي نشرته شركة "ويستوود غلوبال إنرجي" (Westwood Global Energy)- الضوء على التطورات الرئيسة لمشروعات الهيدروجين في أوروبا.

تقدم مشروعات الهيدروجين في أوروبا

من بين أهم تطورات الهيدروجين في أوروبا، توصّلت شركة غرين إتش النرويجية (GreenH) إلى قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع الهيدروجين الخاص بها في بودو بقدرة 20 ميغاواط في أواخر يناير/كانون الثاني 2025؛ ما يجعله أول مشروع هيدروجين أوروبي كبير يصل إلى هذا الإنجاز في عام 2025.

ومن المتوقّع أن يبدأ المشروع عملياته التجارية في عام 2026، وسيوفر الوقود لخط العبارات فيستفيوردن الذي تديره شركة تورغاتن نورد (Torghatten Nord).

ويظل تأمين قرار الاستثمار النهائي للمشروعات الأصغر حجمًا أمرًا بالغ الأهمية، بحسب ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة إيبردرولا (Iberdrola) إغناسيو غالان، الذي سلّط الضوء على الدعم غير الكافي للهيدروجين ومشتقاته، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في يناير/كانون الثاني 2025.

وعلى الرغم من هذه التحديات؛ فقد استمر التقدم الكبير في القدرات الأكبر نطاقًا، مع تقدم مشروعين إسبانيين رئيسين في يناير/كانون الثاني.

وتمضي شركة ريبسول (Repsol) قدمًا في مشروع هيدريك للتحليل الكهربائي للهيدروجين بقدرة 200 ميغاواط، على الرغم من تجميد 350 ميغاواط من المشروعات في أكتوبر/تشرين الأول (2024)؛ بسبب الخلافات حول الإعفاء الضريبي المقترح من الحكومة الإسبانية على الأرباح غير المتوقعة، والذي من المقرر أن يبدأ في عام 2025.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة؛ فقد صُمم مشروع هيدريك الأصلي ليبدأ بمرحلة أولى بقدرة 30 ميغاواط، تليها توسعة بقدرة 100 ميغاواط في محطة فحم متوقفة عن العمل في بويرتولانو بحلول عام 2026.

ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان هذا الجدول الزمني لا يزال ساريًا، وما إذا كانت ريبسول تظل المشتري الوحيد؛ حيث كان من المقرر في الأصل تسليم الهيدروجين عبر خط أنابيب إلى مصفاة بويرتولانو، على بُعد 10 كيلومترات.

في الوقت نفسه، يشير التزام ريبسول المتجدد إلى الثقة بتطوير الهيدروجين على نطاق واسع، بحسب ما أكده تقرير "ويستوود غلوبال إنرجي".

الهيدروجين في أوروبا

وبالمثل، تتوقع شركة مويف (Moeve) أن تبدأ البناء في المرحلة الأولى بقدرة 400 ميغاواط من مشروع التحليل الكهربائي للهيدروجين بقدرة 2 غيغاواط في ويلفا الإسبانية بحلول هذا الصيف؛ ما يجعله أحد أكبر مشروعات الهيدروجين قيد الإنشاء في أوروبا.

ويُتوقع إعلان قرار الاستثمار النهائي في غضون الأشهر القليلة المقبلة، مع بدء الإنتاج في عام 2027.

ويتزامن ذلك -أيضًا- مع إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، مبادرة بقيمة 1.3 مليار يورو (1.36 مليار دولار) لتمويل مراكز الهيدروجين على مستوى البلاد.

* (اليورو = 1.05 دولارًا أميركيًا).

وعلى الرغم من المخاوف الأوسع نطاقًا بشأن تباطؤ الصناعة، فإن هذه التطورات تسلّط الضوء على استمرار الزخم -سواء على نطاق أصغر أو أكبر- مدفوعًا بأطر السياسات المتطورة، وقرارات الاستثمار الإستراتيجية اللاحقة، بحسب ما أكده تقرير "ويستوود غلوبال إنرجي".

تحولات السياسة لدعم الهيدروجين في أوروبا

شهدت سوق الهيدروجين في أوروبا تحولات ملحوظة في السياسات من أجل دعم نشر الوقود؛ إذ أصبحت الدعوات لتخفيف أو إزالة المتطلبات الصارمة للوقود المتجدد من أصل غير بيولوجي منتشرة بشكل متزايد.

وزعمت شخصيات -مثل المستشار الألماني أولاف شولتس- في أوائل يناير/كانون الثاني 2025، أن هذه السياسات تؤدي إلى تضخم التكاليف وتقليل القدرة التنافسية؛ ما يؤدي إلى التبني البطيء للهيدروجين المتجدد.

وبينما تظل المراجعات التنظيمية غير مرجّحة في الأمد القريب؛ فقد يبرز التحول نحو دعم مسارات الإنتاج الأخرى المنخفضة الكربون، وتبسيط عمليات التمويل، والموافقة على المشروعات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي وقت لاحق من شهر يناير/كانون الثاني 2025، أكّد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني مجددًا التزامه بالهيدروجين المتجدد والمنخفض الكربون، إذا فاز في الانتخابات الفيدرالية في فبراير/شباط، كما تتوقّع استطلاعات الرأي.

وأعرب الحزب عن دعمه لإنتاج الهيدروجين المدعوم من التقاط الكربون وتخزينه للحد من الانبعاثات، كما أعرب عن انفتاحه على تلقي الهيدروجين المصنوع من الطاقة النووية من فرنسا.

وفي الوقت نفسه، تهدف مبادرة البوصلة التنافسية للمفوضية الأوروبية، التي أُعلنت في أواخر يناير/كانون الثاني 2025، إلى تعزيز القدرة التنافسية الصناعية الأوروبية مع ضمان التقدم نحو أهداف الحياد المناخي للاتحاد الأوروبي لعام 2050.

وعلى الرغم من أن الهيدروجين ليس محورًا مركزيًا؛ فإن التدابير مثل تبسيط تصاريح المشروعات وزيادة استثمارات الاتحاد الأوروبي يُمكن أن تعمل على تسريع نمو الهيدروجين، الذي واجه تحديات في عمليات التطوير الطويلة والوصول إلى التمويل، بحسب ما أكده تقرير "ويستوود غلوبال إنرجي".

دفع نمو سوق الهيدروجين في أوروبا

في يناير/كانون الثاني 2025، سلّط إعلانان الضوء على الجهود المركزة لمعالجة التحديات الرئيسة أمام تطوير سوق الهيدروجين في أوروبا، وهما مبادرة مركز الهيدروجين في إسبانيا بقيمة 1.3 مليار يورو (1.36 مليار دولار)، واتفاقية إطار مبيعات الهيدروجين المسودة لشركة هينتكو (Hintco).

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تهدف هذه الجهود إلى دعم استبدال الهيدروجين الرمادي وتسهيل اتفاقيات الشراء، وهي مجالات حاسمة لدعم نمو السوق.

وقدّمت إسبانيا مبادرة مركز الهيدروجين لدمج الإنتاج والتوزيع والطلب على الهيدروجين المتجدد، واستهداف استبدال الوقود الأحفوري والهيدروجين الرمادي في المناطق الإستراتيجية.

وستموّل المبادرة أنظمة الهيدروجين المحلية، وخاصةً تلك التي كادت أن تضمن إعانات الاتحاد الأوروبي ولكنها فشلت؛ ما يؤكد التزام الحكومة بالتغلب على تحديات الوصول إلى التمويل التي واجهها المطوّرون في السوق، بحسب ما جاء في تقرير "ويستوود غلوبال إنرجي".

وتستفيد مبادرة إتش 2 غلوبال (H2Global)، التي تدعمها دول -مثل ألمانيا وهولندا وكندا وأستراليا- من نظام المزاد التنافسي؛ إذ تشتري شركة هينتكو -وهي وسيط- الهيدروجين بأقل سعر من خلال اتفاقيات شراء الهيدروجين، وتعيد بيعه عبر اتفاقيات بيع الهيدروجين.

وفي يناير/كانون الثاني 2025، أصدرت شركة هينتكو مسودة اتفاقية إطارية لمبيعات الهيدروجين تحدد هيكل هذه العقود، بهدف سد الفجوة السعرية بين الشراء والمبيعات من خلال الإعانات غير المباشرة، ومن المقرر إجراء المزاد التجريبي في أوائل عام 2026.

ومن خلال التركيز على استبدال الهيدروجين الرمادي في الموقع نفسه ومعالجة تحديات الشراء، تساعد كلتا المبادرتين في تعزيز تطوير اقتصاد هيدروجين أكثر قوة.

التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين

أزمات تعرقل نشر الهيدروجين في أوروبا

على الرغم من الزخم الذي اكتسبته مشروعات الهيدروجين في أوروبا؛ فإن مصنّعي أجهزة التحليل الكهربائي استمروا في مواجهة عدم استقرار مالي كبير؛ إذ يكافح العديد من الشركات للتنقل في سوق بطيء لم يلبِّ -حتى الآن- التوقعات المحددة للصناعة.

على سبيل المثال: تعاني شركتا إلوجين (Elogen) ونيل (Nel) مشكلات تدفق نقدي شديدة بسبب تأخير وإلغاء مشروعات الهيدروجين؛ ولم ترقَ المبيعات والطلبات إلى التوقعات الأولية؛ ما أسهم في التحديات المالية التي تواجهها.

وفي يناير/كانون الثاني 2025، أطلقت شركة جي تي تي (GTT)، الشركة الأم لشركة إلوجين، مراجعة إستراتيجية، مع التهديد بالإغلاق المحتمل، على الرغم من تلقيها مساعدات حكومية كبيرة لمصنع جديد للتحليل الكهربائي في فرنسا.

وعلى نحو مماثل، أعلنت شركة نيل تعليقًا مؤقتًا للإنتاج في مصنعها للتحليل الكهربائي القلوي بقدرة 1 غيغاواط في هيرويا بالنرويج، بسبب الطلب الأبطأ من المتوقع على الهيدروجين المتجدد.

وفي المملكة المتحدة، كشفت شركة جونسون ماثي (Johnson Matthey) عن خفض كبير بنسبة 83% في ميزانية أعمال الهيدروجين؛ ما أدى إلى خفض الاستثمار من 30 مليون جنيه إسترليني (37.9 مليون دولار) إلى 5 ملايين جنيه إسترليني (6.2 مليون دولار)، بدءًا من أبريل/نيسان 2025.

* (الجنيه الإسترليني = 1.26 دولارًا).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق