
أعلنت سلطنة عمان، رسميًا، اليوم السبت 22 فبراير/شباط 2025، بدء أعمال الحفر وتعميق قناة الملاحة الخاصة بمشروع "مرسى" للغاز الطبيعي المسال بميناء صحار، في خطوة إستراتيجية تعزز مكانتها بوصفها مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.
ووفقًا لبيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع، الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط لتزويد السفن بالوقود البحري النظيف، نحو 1.6 مليار دولار أميركي.
ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية عُمان 2040 التي تهدف إلى تطوير قطاع الطاقة المستدامة والحد من الانبعاثات الكربونية.
ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرة ميناء صحار على تلبية الطلب المتزايد على الوقود النظيف في قطاع الشحن البحري؛ ما يجعله عنصرًا محوريًا في التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة.
كما تُسهم هذه الخطوة في دعم الاقتصاد الوطني من خلال خلق فرص استثمارية جديدة وتعزيز موقع سلطنة عمان بصفتها محورًا رئيسًا في مجال الطاقة النظيفة إقليميًا وعالميًا.
الغاز المسال في سلطنة عمان
تتواصل جهود تعزيز إنتاج وتوزيع الغاز المسال في سلطنة عمان، إذ يشكل مشروع مرسى جزءًا من خطتها الطموحة للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل البحري.
ويُتوقع أن ينتج المشروع نحو مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، ليصبح بذلك أحد المحاور الرئيسة لتزويد السفن بالوقود النظيف في المنطقة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا لبيانات وزارة الطاقة والمعادن العمانية، سيُشَغَّل المشروع بواسطة محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 300 ميغاواط؛ ما يعزز التزام البلاد بتطوير حلول طاقة متجددة ومستدامة.

مركز متكامل لخدمات الوقود النظيف
سيُسهم توظيف تقنيات حديثة بعمليات الحفر والإنتاج في تقليل التأثير البيئي وتحقيق الاستدامة على المدى الطويل.
وفي هذا السياق، أوضح الرئيس التنفيذي لميناء صحار إيميل هوخستيدن، أن المشروع يمثل حجر الأساس في إستراتيجية الميناء للتحول إلى مركز متكامل لخدمات الوقود النظيف، مشيرًا إلى أن تعميق قناة الملاحة هو خطوة حيوية لضمان جاهزية البنية الأساسية البحرية لاستقبال السفن الكبيرة.
وأكد هوخستيدن أن المشروع سيعيد تعريف معايير الطاقة البحرية في المنطقة؛ إذ سيوفر بدائل نظيفة لوقود السفن التقليدي؛ ما سيساعد في تقليل البصمة الكربونية لقطاع الشحن البحري.
وأضاف أن تطوير البنية التحتية المتقدمة في ميناء صحار يعكس التزام سلطنة عمان بالابتكار والاستدامة، ويعزز من دور الميناء بوصفه مركزًا رئيسًا للتجارة العالمية.
أهداف المشروع
يهدف المشروع إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية، من بينها:
- تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي في قطاع الشحن البحري؛ ما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية.
- تعزيز مكانة الغاز المسال في سلطنة عمان بوصفه مصدرًا أساسيًا للطاقة النظيفة في المنطقة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز النمو الاقتصادي في قطاع الطاقة المتجددة.
- دعم الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي عبر تقديم حلول مستدامة للطاقة البحرية.
وتمضي عمليات التنفيذ وفق الجدول الزمني المخطط لها؛ إذ يُتوقع أن تكتمل أعمال تعميق القناة الملاحية بحلول سبتمبر/أيلول 2025، يليها بدء عمليات بناء البنية الأساسية للمشروع.
ومن المنتظر أن يوفر المشروع فرصًا استثمارية كبيرة في قطاع الطاقة والنقل البحري؛ ما يعزز من تنافسية سلطنة عمان في الأسواق العالمية.

وأكد الرئيس التنفيذي لميناء صحار أن المشروع لن يقتصر على تعزيز موقع مسقط بوصفها مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة فحسب، بل سيعمل أيضًا على تمكين الاقتصاد العماني من تحقيق أهدافه في الاستدامة والابتكار، ما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والتوسع في قطاع الطاقة النظيفة.
نحو مستقبل أكثر استدامة
تأتي هذه التطورات خلال وقت تتجه فيه سلطنة عمان نحو تنفيذ سياسات بيئية صارمة تهدف إلى تعزيز الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية.
ويمثل مشروع مرسى خطوة بارزة في هذا الاتجاه؛ إذ يعزز قدرة البلاد على المنافسة في سوق الطاقة العالمية، ويؤكد التزامها بمبادئ الاقتصاد الأخضر.
موضوعات متعلقة..
- صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال في 2025 تغزو 5 أسواق جديدة
- سلطنة عمان تبني خطًا جديدًا لإنتاج الغاز المسال بقدرات عملاقة
اقرأ أيضًا..
- بغداد تطالب بضخ نفط كردستان العراق إلى تركيا: الإجراءات مكتملة
- ولاية في أستراليا تعتمد على الفحم لدعم اقتصادها.. وتتغاضى عن الانبعاثات (تقرير)
- إيجبس 2025.. مصر تبحث مع 4 شركات عالمية تحسين إنتاج حقول النفط والغاز
- خبراء: صادرات نفط كردستان العراق لن تكون سببًا في "عقاب" بغداد
المصدر..