سرقة النفط في نيجيريا تتراجع إلى 5 آلاف برميل.. وخطة حكومية لنمو الإنتاج
محمد عبد السند

- تكلفة سرقة النفط في نيجيريا بلغت 23 مليون دولار يوميًا في 2022
- نجحت القوات المسلحة في التصدي لظاهرة سرقة النفط
- دمّرت نيجيريا نحو 4 آلاف و124 مصفاة نفط غير قانونية
- نيجيريا تكافح مع ضخ استثمارات في قطاع الإنتاج والاستكشاف
بدأت جهود مكافحة سرقة النفط في نيجيريا تُؤتي ثمارها عبر تراجع الخسائر المقترنة بتلك الممارسات غير القانونية في الدولة صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا.
ومنذ مدة طويلة، تُعد منطقة دلتا النيجر التي يُستخرَج منها معظم النفط في البلاد، بمثابة مركز للمصافي غير القانونية والسرقة؛ ما يكبّد الاقتصاد النيجيري ملايين الدولارات شهريًا.
لكن القوات المسلحة النيجيرية نجحت في التصدي للظاهرة المذكورة، معتمدةً على التقنيات الحديثة في العمليات البرية والجوية لمراقبة وحماية المنطقة.
ولامست تقديرات تكلفة سرقة النفط في نيجيريا 23 مليون دولار يوميًا في عام 2022، و1.43 مليار دولار في الربع الأول من عام 2023، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تراجع الخسائر
قالت لجنة تنظيم النفط النيجيرية "إن يو بي آر سي" (NUPRC)، إن الخسائر الناجمة عن سرقة النفط في نيجيريا تراجعت إلى 5 آلاف برميل يوميًا، هبوطًا من 15 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب (2024).
وخلال ذروتها التي لامستها في عام 2018، كلّفت سرقة النفط في نيجيريا خزينة الحكومة 150 ألف برميل يوميًا، وفق مبادرة شفافية الصناعات الاستخراجية (Extractive Industries Transparency Initiative) في البلاد.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ"إن يو بي آر سي"، جبينجا كومولافي، إن التدخلات الأمنية المستدامة من قِبل الحكومة قد تكللت بالنجاح في معالجة المعضلة المذكورة.
وأوضح كومولافي: "معدلات سرقة النفط في نيجيريا تراجعت بصورة كبيرة إلى 5 آلاف برميل يوميًا؛ ما أدّى إلى زيادة قوية في إنتاج الخام وصلت إلى 1.7 مليون برميل يوميًا".
وقالت مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية "إن إن بي سي" (NNPC)، إن التدابير الأمنية قد أسدلت الستار على نحو 1861 وصلة غير شرعية من خطوط الأنابيب، مشيرةً إلى العثور على 677 نقطة تخريبية ومعالجتها على مدى الشهور الـ12 الماضية.
إلى جانب ذلك، دمّرت السلطات النيجيرية المختصة نحو 4 آلاف و 124 مصفاة نفط غير قانونية، و1897 قاربًا محملة بالخام المسروق خلال المدة نفسها، بحسب "إن إن بي سي".

نتائج جنائية
أظهرت دراسة جنائية أن 40% من الخسائر المنسوبة سابقًا إلى ممارسات سرقة النفط في نيجيريا خلال المدة من عام 2020 إلى عام 2022 كانت نتيجة عدم دقة قياس العدادات، وفق ما قالته لجنة تنظيم النفط النيجيرية في العام الماضي (2024).
وفي يوليو/تموز (2024)، أطلقت "إن يو بي آر سي" تدقيقًا شمل محطات تدفق الخام في نيجيريا لتحديد الأماكن التي أصبحت فيها العدادات قديمة أو معطلة وأي نقاط قياس محددة تفتقر إلى المعدات المطلوبة.
وكان من المقرر أن يكتمل التدقيق المذكور بحلول نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، غير أن مصدر مطلع في "إن يو بي آر سي" أكد أن التدقيق لم يكتمل حتى الآن.
برنامج طموح
قال الرئيس التنفيذي لـ"إن يو بي آر سي"، جبينجا كومولافي، إن برنامجًا يستهدف إضافة 1.07 مليون برميل يوميًا إلى إنتاج السوائل في نيجيريا بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول (2026)، يمضي على المسار الصحيح.
وأضاف كومولافي أن المبادرة الطموحة تستهدف تعظيم الاستفادة من التعاون بين المشغلين ومزودي الخدمة والممولين والمجتمعات المضيفة، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويتوقع البرنامج ضخ رأسمال بقيمة 1.45 مليار دولار في مربعات النفط في نيجيريا، بموجب اتفاقيات المشروعات المشتركة، و1.1 مليار دولار في المربعات النفطية العاملة بموجب عقود تقاسم الإنتاج إلى جانب 650 مليون دولار في المربعات الخاضعة لعقود المخاطرة الوحيدة.
وسيؤدي هذا الاستثمار إلى إنتاج نفطي إضافي بواقع 570 ألفًا و800 برميل يوميًا، و224 ألفًا و700 برميل يوميًا، و374 ألفًا و500 برميل يوميًا، وفق "إن يو بي آر سي".

إخفاق في تحقيق الإنتاج
كافحت نيجيريا مع ضخ استثمارات في قطاع الإنتاج والاستكشاف النفطي في الماضي، ولطالما أخفقت في تحقيق أهداف نمو الإنتاج الأقل طموحًا خلال السنوات الأخيرة.
لكن مصدرًا في "إن يو بي آر سي" قال إن المكاسب السهلة ممكنة بموجب أحدث برنامج لنمو الإنتاج، بما في ذلك 42 ألفًا و800 برميل يوميًا من إعادة تشغيل الآبار المغلقة، و74 ألفًا و900 برميل يومًا من تطوير الحقول التي دخلت مؤخرًا حيز التشغيل، و96 ألفًا و300 برميل يوميًا من حفر الآبار الجديدة، إلى جانب 256 ألفًا و800 برميل يوميًا من إعادة استغلال البئر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة هيرز إنرجي (Heirs Energies) المحلية، أوساياندي إيجيهون، إن شركته أعادت تشغيل 40 بئرًا نفطية مغلقة في المربع "أو إم إل 17" (OML 17)، التي تديرها الشركة بحصة 45% في مشروع مشترك مع مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية خلال المدة بين الربع الـ3 من عام 2024 و11 فبراير/شباط الجاري.
وأضاف إيجيهون أن الإنتاج ارتفع إلى 55 ألف برميل يوميًا، قياسًا بـ35 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
وأوضح أن نيجيريا لديها "البنية التحتية القائمة بالفعل التي تتيح لها تسليم ما يصل إلى مليوني برميل نفط يوميًا، بل أكثر، غير أن الكثير من تلك البنى التحتية مغلقة، أو حتى لا تعمل بالكفاءة المطلوبة".
وتابع: "بخلاف المليوني برميل يوميًا، نحتاج إلى ضخ الكثير من الاستثمارات الجديدة في حقول النفط البرية والبحرية وكذلك في المياه العميقة، وهي استثمارات ستستغرق مدة طويلة".
وارتفع إنتاج النفط في نيجيريا بنسبة 4% على أساس شهري، ليصل إلى 1.74 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني، مثل الخام منها 1.54 مليون برميل يوميًا؛ ما جعل إنتاجية البلاد تزيد على الحصة المقررة لها من قِبل تحالف أوبك+ بواقع 2.6%.
ووضعت تقديرات أرغوس إنتاج النفط في نيجيريا عند مستويات منخفضة تلامس 1.51 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني الماضي.
موضوعات متعلقة..
- أكبر مصفاة نفط لم تخفض أسعار الوقود في نيجيريا.. ما السبب؟
- تسرب نفطي ضخم في نيجيريا.. 5 آلاف برميل في البحر
- وقف تمويل 20 مصفاة نفط في نيجيريا
اقرأ أيضًا..
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي في 2024 ترتفع لمستوى قياسي
- توقف الغاز الروسي عبر أوكرانيا.. التداعيات الأوّلية والسيناريوهات المستقبلية (مقال)
- مصافي التكرير العربية.. 4 دول تدعم القطاع في 2025
المصادر:
1. الخسائر الناجمة عن سرقة النفط في نيجيريا هبطت إلى 5 آلاف برميل يوميًا من منصة أرغوس.