التقاريرأخبار النفطرئيسيةنفط

النفط العراقي سلاح أميركا لمحاربة إيران.. استئناف التصدير لتركيا أو العقوبات

هبة مصطفى

تحوّل النفط العراقي وصادراته عبر إقليم كردستان إلى إحدى أدوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حربه ضد إيران، ومحاولة حصارها اقتصاديًا وعسكريًا.

ويضغط ترمب باتجاه استئناف الصادرات عبر خط أنابيب كركوك الرابط بين الإقليم وميناء جيهان التركي، مهددًا بفرض عقوبات على بغداد في حالة عدم الاستجابة لطلبه.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتفاصيل توقف التصدير عبر الخط؛ لم تنجح محاولة إعادة إحياء الخط على مدار العامين الماضيين منذ إغلاقه في مارس/آذار 2023.

وفجّر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مفاجأة قبل أيام بإعلانه فتح المجال أمام صادرات الخط النفطية مجددًا، الأسبوع المقبل، لكن الغريب في الأمر أن الطرف الآخر من الخط (تركيا) لم تتوافر لديها معلومات حول ذلك، حسب تصريحات لوزير الطاقة "ألب أرسلان بيرقدار".

ويبدو أن معاودة ضخ الإمدادات عبر أكبر خطوط تصدير الخام في العراق محاطة بالتحديات، سواء على الصعيد التشغيلي أو المالي، أو حتى بتشكيك محللين في إمكان تعويض تدفقاته غياب النفط الإيراني الذي يستعد لحصار وعزلة جديدة.

صادرات النفط العراقية

لجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى صادرات النفط العراقية، في محاولة لإزاحة الإمدادات الإيرانية من السوق، وعزل اقتصاد طهران والعائدات النفطية عن السوق العالمية، ضمن حملة ضغط يشنها على طهران منذ عودته للبيت الأبيض رسميًا قبل شهر.

ويبدو أن إعلان رئيس الوزراء العراقي إعادة التصدير عبر الخط جاء على عجلة؛ تجنبًا للتهديدات الأميركية بفرض عقوبات على بغداد حال عدم دعمها لقرارات ترمب؛ إذ لم يحدد كيفية التعامل مع المشكلات التقنية للخط، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر.

نفط كردستان العراق
جانب من خط أنابيب كركوك جيهان التركي - الصورة من Daily Sabah

وتعود جذور أزمة توقف الخط إلى مطالبة هيئات دولية لتركيا بدفع 1.5 مليار دولار لصالح بغداد، بدعوى تصديره إمدادات بصورة غير قانونية خلال المدة من عام 2014 حتى 2018؛ ما دفع أنقرة لإغلاق الخط من جانبها.

وخلال هذه المدة لم يتفق البلدان على تسوية مشكلات الدفع والصيانة؛ ما فاقم دهشة البعض من قرار "السوداني" باستئناف التصدير الأسبوع المقبل دون توضيح آلية حل القضايا العالقة.

شبكة التهريب

بالنسبة لشركات النفط العالمية العاملة في كردستان؛ فإن قرار استئناف التصدير لم يكن واضحًا أيضًا.

فعلى سبيل المثال: ضخّت شركة "دي إن أو" النرويجية إمدادات نفط بتكلفة 300 مليون دولار في الخط قبل غلقه، ولم تجنِ هذه المدفوعات أو توضح لها أي هيئة معنية كيف ستستلم مستحقاتها المستقبلية.

وتتضمّن مبررات الرئيس الأميركي لتهديد العراق بفرض عقوبات إذا لم تسهم في حصار إيران نفطيًا واقتصاديًا: رغبة واشنطن في تصدير النفط العراقي إلى السوق العالمية -عبر الخط الكردي التركي- بدلًا من تهريبه لإيران بأسعار مخفضة.

وتطمح أميركا إلى دفع استئناف التصدير مستويات أسعار النفط والغاز باتجاه الانخفاض، بجانب تعزيز الأمن الإقليمي، وفق المصادر.

ويمكن أن يتحقق ذلك عبر تكبيل حركة طهران عن الاستفادة من عائدات صادراتها النفطية، اعتمادًا على البنوك والمؤسسات المالية في العراق.

وكان نقل النفط بالشاحنات من العراق إلى إيران بالشاحنات قد انتعش عقب إغلاق خط التصدير الكردي؛ إذ بلغ 200 ألف برميل يوميًا إلى طهران وبمعدل أقل إلى أنقرة، وفق تقديرات صادرة يوليو/تموز العام الماضي (2024).

ونمَت شبكة تهريب النفط العراقي عبر كركوك بقوة بعد تولي "السوداني" منصبه عام 2022، لتوفر عائدات إلى إيران ومعاونيها بقيمة مليار دولار سنويًا.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات النفط يوميًا من العراق، خلال السنوات الـ3 الماضية:

إيرادات ضادرات النفط العراقي حتى ديسمبر 2024

صادرات النفط الإيرانية

حذّر خبراء من تداعيات حصار صادرات النفط الإيرانية، مؤكدين أن استئناف تشغيل خط كركوك-جيهان لن يعوّض غياب ما يزيد على مليوني برميل يوميًا من النفط الخام والوقود التي تضخها طهران في الأسواق.

وبالإضافة لذلك، تملك إيران أدوات للتحايل على العقوبات النفطية والمالية، وسبق أن استعملت هذه الحيل منذ فرض العقوبات الأميركية عليها قبل سنوات.

ورحّب مسؤول إستراتيجيات السلع في "ساكسو بنك" أولي هانسن، باستئناف تصدير النفط العراقي عبر إقليم كردستان، لتعويض اضطرابات الإمدادات الروسية وتأثرها بالضربات الأوكرانية.

لكن محلل السلع في بنك "يو بي إس" للاستثمار جيوفاني ستونوفو، قلل من التأثير النهائي لاستئناف تشغيل الخط في السوق وحجم الإمدادات.

وأرجع ذلك لالتزام العراق بحصته الإنتاجية في تحالف أوبك+، مشيرًا إلى أن اختلاف طريقة التصدير (سواء عبر خط الأنابيب أو الشاحنات) لن يُشكِّل فارقًا بالنسبة لإمدادات السوق.

وبالحديث عن أوبك+، لفت محللون إلى أن استئناف تشغيل الخط قد يؤثر في امتثال العراق لحصته في التحالف؛ إذ ستضاف إمدادات نفط كردستان إلى حصيلة إنتاجه النهائية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق