منصة الجرف.. 5 معلومات عن مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء في المغرب
سامر أبووردة

تُعدّ منصة الجرف واحدة من أهم المبادرات الطموحة في مجال الهيدروجين الأخضر في المغرب، إذ تعكس التحول الكبير الذي تشهده المملكة في قطاع الطاقة النظيفة.
ومؤخرًا، حصل المشروع، الذي يُطوّر بالشراكة بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) وشركة هيدروجيل (HydroJeel)، على منحة غير قابلة للاسترداد بقيمة 30 مليون يورو (31.31 مليون دولار) من آلية الهيدروجين الأخضر الألمانية "بي تي إكس" (PtX).
وبحسب بيانات المشروع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تهدف منصة الجرف إلى إنتاج 100 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء بحلول نهاية العام القادم 2026، مستفيدة من موارد الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
كما يهدف المشروع إلى تقليل الانبعاثات الكربونية المرتبطة بصناعة الأسمدة التقليدية، ما يعزز التزام المغرب بالتحول نحو الطاقات المستدامة.
منصة الجرف الهيدروجينية
بفضل الدعم الألماني، ستتسارع خطوات تنفيذ المشروع، ما سيجعل منصة الجرف الهيدروجينية نموذجًا رائدًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر على المستوى الإقليمي والدولي.
ووفقًا لبيانات رسمية طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، سيُنشَأ المشروع في موقع إنتاج الأسمدة الحالي التابع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات في ميناء الجرف الأصفر على الساحل الغربي للمغرب، الذي يعتمد على محطات الرياح والطاقة الشمسية التي بُنيت حديثًا.
وستكون شركة هيدروجيل، التي قالت في السابق، إنها ستسهم بمبلغ 1.5 مليار دولار في مشروع منصة الجرف من ميزانيتها العمومية، مالكة المصنع والمشتري الوحيد في البداية للأمونيا الخضراء، لاستعمالها في إنتاج الأسمدة النيتروجينية.

ومع ذلك، يبدو أن حجم المصنع قد انخفض، إذ أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفات في الأصل في عام 2023 أن المشروع التجريبي سوف ينتج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا بحلول الوقت الذي يبدأ فيه العمل في عام 2026.
وسيسهم المشروع في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 300 ألف طن سنويًا، إضافة إلى توفير فرص عمل متخصصة وتعزيز الابتكار في قطاع الطاقة الخضراء.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة هيدروجيل وشركة "انوفكس" INNOVX ، أمين حسام: "تُعدّ المنحة بمثابة اعتراف بخبرة هيدروجيل في حلول الهيدروجين الأخضر وخطوة مهمة إلى الأمام في رحلتنا".
وأضاف: "يعكس مشروع منصة هيدروجين الجرف التزامنا بدفع ممارسات الطاقة المستدامة، مع وضع المغرب بصفته رائدًا إقليميًا في حلول الهيدروجين الأخضر، وتشغيل الصناعات وأداء دور نشط في التحول في مجال الطاقة".
ويمثّل الاستثمار جزءًا من إستراتيجية أوسع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات، التي تخطط للوصول إلى إنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2027، و3 ملايين طن بحلول عام 2032.
وتأتي هذه الخطوات تأتي في إطار جهود المغرب لتعزيز استقلاله الطاقي وتقليل اعتماده على واردات الأسمدة التقليدية.
استثمار ألماني
يُعدّ صندوق تطوير بي تي إكس مبادرة أطلقتها الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، بميزانية قدرها 270 مليون يورو، لدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر في البلدان النامية.
ويهدف الصندوق إلى تسريع إزالة الكربون الصناعي، وتعزيز تطوير سلاسل القيمة منخفضة الكربون، وتحفيز الاستثمارات في حلول الطاقة النظيفة، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، وقّع الصندوق، في 12 فبراير/شباط الجاري، اتفاقية تمويل مع شركة هيدروجيل، التابعة لشركة إينوفكس (InnovX)، لتطوير منصة الجرف الهيدروجينية.
وجاء اختيار المغرب للاستفادة من هذا التمويل بسبب إمكاناته العالية في مجال الطاقة المتجددة، والبنية التحتية الملائمة، بالإضافة إلى إستراتيجيته الطموحة لتطوير الهيدروجين الأخضر.
إنتاج الأسمدة
تُعدّ منصة الجرف جزءًا من رؤية المغرب الطموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي سيُستعمل أساسًا في تصنيع الأسمدة المستدامة.
وتعتمد المنصة على مصادر طاقة متجددة لإنتاج الهيدروجين، الذي يُحوَّل بدوره إلى أمونيا خضراء، ما يسهم في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
ويعدّ المشروع خطوة رئيسة في جهود المغرب لتحقيق الأمن الغذائي وتقليل اعتماده على واردات الأمونيا من الأسواق العالمية.

ووفقًا للبيانات الرسمية، استورد المغرب نحو مليوني طن من الأمونيا المعتمدة على الوقود الأحفوري العام الماضي 2024، وهو ما دفع مجموعة المكتب الشريف للفوسفات إلى الاستثمار بكثافة في إنتاج محلي مستدام.
التعاون الدولي في مجال الهيدروجين الأخضر
تتوافق المبادرة مع أولويات التعاون المغربي الألماني في مجال الطاقة الخضراء، إذ يشكّل مشروع منصة الجرف جزءًا من التحالف الألماني المغربي للمناخ والطاقة.
وبالإضافة إلى الدعم المالي، تقدّم ألمانيا خبرتها في تطوير إستراتيجيات الهيدروجين، والسياسات الاقتصادية، والتدريب التقني في مجالات الطاقة المتجددة.
ووفقًا لسكرتير الدولة في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الاتحادية الألمانية، يوخن فلاسبارث، فإن هذا الاستثمار سيسهم في بناء صناعة مستدامة في المغرب، وتعزيز دوره بصفته لاعبًا رئيسًا في سوق الهيدروجين العالمية.
كما تفتح منصة الجرف فرصًا جديدة للتجارة والاستثمار، وتسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ولا سيما بعد توقُّف إمدادات الغاز الجزائري في عام 2021.
مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب
إلى جانب مشروع منصة الجرف، تدرس مجموعة المكتب الشريف للفوسفات تنفيذ مشروع آخر بقيمة مليار دولار في مدينة طرفاية، بهدف إنتاج مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2027.
ويُتوقع أن يكون للهيدروجين الأخضر دور أساس في إستراتيجيات المغرب المناخية، إذ يهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، كما سيسهم تطوير مشروعات الهيدروجين في خلق بيئة صناعية متطورة، وجذب استثمارات أجنبية، وتعزيز تنافسية المملكة في الأسواق الدولية.
الخلاصة..
تمثّل منصة الجرف نموذجًا رائدًا لمشروعات الهيدروجين الأخضر في المنطقة، إذ تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والاستثمارات الإستراتيجية لتعزيز التحول الطاقي في المغرب.
وبفضل دعم الحكومة الألمانية والشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفات، يُتوقع أن يُحدِث المشروع تحولًا كبيرًا في قطاع الأسمدة المستدامة، ما سيدعم الاقتصاد المغربي ويعزز مكانته في الأسواق العالمية.
ومع استمرار المغرب في تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر، يُتوقع أن تصبح منصة الجرف جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الطاقي المستقبلي، ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحدّ من الانبعاثات الكربونية على المستويين الوطني والدولي.
موضوعات متعلقة..
- مشروع مغربي لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره يحصد الموافقة الرسمية
- الفوسفات المغربي يهيمن على السوق العالمية بعد تراجع أكبر دولتين
- الهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا.. 5 دول عربية تقود المسيرة
اقرأ أيضًا..
- استثمارات قطاع القاطرات البحرية تراعي الاعتبارات البيئية في 2025 (تقرير)
- حقل شمال فارس الغازي الإيراني.. قصة 57 تريليون متر مكعب هجرتها الشركات الأجنبية
- الاحتباس الحراري يوجه ضربة لطاقة الرياح في أوروبا
المصادر..
- الحكومة الألمانية تمنح 30 مليون يورو لمشروع الهيدروجين الأخضر التابع لـ OCP في المغرب من منصة "هيدروجين إنسايت".
- تفاصيل المنحة الألمانية لمشروع منصة الجرف من الموقع الرسمي لشركة InnovX