
تستعد شحنات النفط القازاخستاني لدخول سوق الطاقة المجرية عبر خط أنابيب دروجبا خلال عام 2025، وفق أحدث متابعات قطاع الخام العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وينقل خط أنابيب دروجبا -الذي يربط حقول النفط الروسية بمصافي النفط الأوروبية- الخام إلى المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، بالإضافة إلى نقل كميات من الخام القازاخستاني إلى ألمانيا.
وتستهدف المجر -التي ما تزال تتلقى النفط الروسي عبر خط أنابيب دروجبا، على الرغم من المعارضة القوية من جانب أوكرانيا- تنويع مصادرها من الهيدروكربونات لدعم تنميتها الاقتصادية.
ويمرّ الفرع الجنوبي من خط أنابيب دروجبا عبر أوكرانيا، وينقل النفط إلى المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، وتتولى شركة أوكرترانسنافتا (Ukrtransnafta) تشغيل الفرع الأوكراني.
وكانت اتفاقية نقل النفط عبر خط أنابيب دروجبا قد أبرِمت في عام 2019، وتمتد صلاحيتها حتى نهاية عام 2029، وبسبب العقوبات التي فرضتها أوكرانيا على شركة لوك أويل الروسية في عام 2024، أصبح العميل الجديد لخدمات النقل هو شركة مول (MOL) المجرية التي تشتري النفط الروسي على الحدود البيلاروسية الأوكرانية.
إمدادات اختبارية
من المخطط أن تصل إمدادات جديدة اختبارية من النفط القازاخستاني إلى المجر عبر نظام خط أنابيب دروجبا خلال العام الجاري، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية القازاخستانية.
وجاء إعلان قازاخستان في أعقاب زيارة وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إلى أستانة لمناقشة أوجه التعاون في قطاعَي النفط والغاز مع نظيره القازاخستاني.
وركّز اجتماع منفصل، جمع بين وزير الطاقة القازاخستاني ألماسادام ساتكالييف ونظيره المجري في 17 فبراير/شباط الجاري، على تطوير حقل روجكوفسكوي (Rozhkovskoye) في قازاخستان، الذي تديره شركة كازموناي جاز (KazMunaiGaz) المملوكة للدولة مع شركة "مول" وشركة إف إل أو سي (FIOC) الصينية، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الطاقة القازاخستانية.
ومع إمكان إنتاج متوقع يلامس 2.5 مليون متر مكعب يوميًا من إنتاج الغاز بحلول عام 2027، حقّق حقل روجكوفسكوي أول شحنة إنتاج غاز في ديسمبر/كانون الأول (2023)، ولديه القدرة على تسليم 500 ألف طن متري سنويًا من المكثفات عند ذروة الإنتاج، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت وزارة الطاقة القازاخستانية، إن حقل روجكوفسكوي مثَّل مشروعًا مهمًا لكلا البلدين، غير أنها أشارت إلى مسألة طرق تصدير النفط إلى المجر بصفتها نقطة مناقشة رئيسة.
وتخطط شركة "مول" -التي ما تزال تعتمد على النفط الخام لإدارة مصفاتيها دانوبي (Danube) وبراتيسلافا (Bratislava)- لجعل كلا الموقعين قادرين على العمل دون إمدادات خام الأورال الروسي بحلول عام 2026.
ومع ذلك تركّز الشركة -في الغالب- على ربط خط أنابيب أدريا (Adria) التابع لها بالساحل الكرواتي، بصفته طريقًا لتنويع خياراتها بشأن المواد الخام.
منافذ قازاخستانية
شرعت قازاخستان في تسليم كميات صغيرة من الخام عبر خط أنابيب دروجبا في فبراير/شباط (2023)، عن طريق الفرع الشمالي للشبكة؛ بهدف تزويد ألمانيا بمصدر طاقة بديل لإمدادات النفط الروسي التي قطعتها موسكو في يناير/كانون الثاني الماضي.
ومع ذلك، ما تزال صادرات الخام القازاخستانية التي تلامس نحو 1.2 مليون طن سنويًا، عبر خط أنابيب غاز دروجبا، منخفضة، ولم تتدفق بعد خلال الفرع الجنوبي من النظام إلى مستهلكي الطاقة الروسية في المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.
واعتمدت قازاخستان، تاريخيًا، على تحالف اتحاد خط أنابيب بحر قزوين سي بي سي ( CPC )، لتصدير قرابة 80% من إنتاجها النفطي، الذي تشحنه من ميناء نوفوروسيسك الروسي المطل على البحر الأسود،، على الرغم من أنها أبدت اهتمامًا باستغلال طرق تصدير أخرى، مثل خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان (BTC)، للتخفيف من المخاطر البيئية والأمنية.

خط أنابيب دروجبا
يستهدف خط أنابيب دروجبا، المبنيّ في أواخر الخمسينيات، تزويد حلفاء الاتحاد السوفيتي في أوروبا الشرقية بالنفط، وبدأ إنشاؤه في عام 1960، قبل أن يدخل حيز التشغيل بالكامل عام 1964.
ويُصنَّف الخط بصفته إحدى أكبر شبكات خطوط أنابيب النفط في العالم؛ إذ ينقل الخام لنحو 4 آلاف كيلومتر من الجزء الشرقي من روسيا، وتحديدًا من مدينة ألميتيفسك، إلى أوكرانيا وبيلاروسيا وبولندا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وألمانيا.
وتبلغ قدرة خط أنابيب دروجبا نحو 1.4 مليون برميل يوميًا؛ لذلك يعدّ أكبر شريان رئيس لنقل النفط الروسي والنفط القازاخستاني عبر أوروبا.
موضوعات متعلقة..
- تعزيز صادرات النفط القازاخستاني عبر التوسّع في شراء ناقلات جديدة
- صادرات النفط القازاخستاني في خطر بعد تحذيرات أميركية.. وهذا موقف روسيا
- صادرات النفط القازاخستاني تجد حلًا بديلًا للابتعاد عن روسيا
اقرأ أيضًا..
- سفينة حفر عابرة للقارات قد تقتنص فرصًا في أفريقيا والبحر المتوسط
- حقل شمال فارس الغازي الإيراني.. قصة 57 تريليون متر مكعب هجرتها الشركات الأجنبية
- الطلب على الكهرباء في أفريقيا يسجل مستوى قياسيًا بقيادة 3 دول
المصدر: