تقارير الغازالتقاريرالنشرة الاسبوعيةرئيسيةغاز

واردات الغاز المسال الأوروبية تترقب انفراجة.. وقطر في مقدمة المستفيدين (تقرير)

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • الاتحاد الأوروبي يقترب من التراجع عن متطلبات آلية تعديل حدود الكربون
  • قطر تتلقى اهتمامًا متجددًا من المشترين الأوروبيين للغاز المسال
  • صادرات قطر من الغاز المسال إلى أوروبا بلغت ذروتها في عام 2011
  • من المتوقع أن ترتفع واردات الغاز المسال الأوروبية إلى 101 مليون طن في عام 2025

من المتوقع أن تشهد واردات الغاز المسال الأوروبية انفراجة خلال المدّة المقبلة، في ظل الحاجة الملحّة إلى المزيد من الإمدادات بعيدًا عن الوقود الروسي.

ويقترب الاتحاد الأوروبي من التراجع عن متطلبات آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) الخاصة به فيما يتعلق بواردات بعض المنتجات كثيفة الكربون، ما يعدّ خبرًا سارًا لمصدّري الغاز المسال إلى السوق الأوروبية.

ووفق متابعة هذه التطورات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قد تفكر المفوضية الأوروبية في إعفاء 80% من الشركات التي تغطّيها آلية تعديل حدود الكربون، من ضريبة حدود الكربون.

كان الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، سعد بن شريدة الكعبي، قد صرّح -في وقت سابق- بأن اللوائح التي يخطط الاتحاد الأوروبي لتطبيقها قد تثبط صادرات الغاز المسال القطرية المستقبلية إلى أوروبا، عندما تدخل حيز التنفيذ في النصف الثاني من العقد.

توقُّف واردات الغاز المسال الأوروبية من روسيا

من المرجّح أن يكون قرار الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن متطلبات آلية تعديل حدود الكربون مدفوعًا بتوقُّف واردات الغاز الأوروبية من روسيا، من خلال خطوط الأنابيب التي تمرّ عبر أوكرانيا، في 1 يناير/كانون الثاني 2025.

وفي عام 2022، عندما خفضت أوروبا وارداتها من الغاز الروسي بعد غزوها أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية إلى تأمين إمدادات بديلة من الغاز، وتحوُّل العديد منها إلى المصدرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبوصفها منتجًا رئيسيًا للغاز، تلقّت قطر اهتمامًا متجددًا من المشترين الأوروبيين، ومن المقرر أن يستمر هذا الاتجاه، بحسب ما أكده تقرير حديث نشرته نشرة "ميس" (Mees) الصادرة من قبرص.

ويتجلى انتعاش الطلب على الغاز المسال في بيانات التصدير لشهر يناير/كانون الثاني 2025، التي أظهرت أن أكبر 3 مصدّرين للغاز المسال -الولايات المتحدة وقطر وأستراليا- حقّقوا رقمًا قياسيًا شهريًا جديدًا؛ إذ بلغت الصادرات على التوالي 8.6 مليون طن و7.7 مليون طن و6.7 مليون طن، بما يزيد على 60% من إجمالي إمدادات الغاز المسال لهذا الشهر.

وبالنسبة لعام 2024، ارتفعت واردات الغاز المسال العالمية إلى رقم قياسي جديد بلغ 407 ملايين طن، مع ارتفاع الواردات الصينية بنسبة 8%، في حين استوردت كوريا الجنوبية والهند وتايوان أيضًا أحجامًا قياسية.

وأشار معهد أكسفورد لدراسات الطاقة في تقريره عن الموضوعات الرئيسة التي ستشكّل سوق الطاقة عام 2025، إلى أنّ "توقُّف الغاز الروسي عبر أوكرانيا، وانتعاش الطلب الأوروبي على الغاز الصناعي، وتراجُع إنتاج الغاز الأوروبي، يعني أن هناك حاجة إلى شحنات إضافية من الغاز المسال في القارة، وهو ما يشكّل قوة جذب جديدة للطلب في سوق عالمية، حيث كان نمو الطلب الآسيوي القوي سمة في عامي 2023 و2024".

شحنات الغاز المسال العالمية

ويُعدّ هذا السيناريو تكرارًا للأيام الأولى من غزو أوكرانيا، عندما أدى التدافع الأوروبي على الغاز إلى سحب شحنات الغاز المسال بعيدًا عن آسيا، وارتفاع أسعار الغاز إلى مستوى قياسي، والتشجيع على التحول إلى النفط الأرخص، وحتى الفحم، في بعض الدول الأوروبية.

وعلى الرغم من أن الصين ليست مستهلكًا رئيسًا للغاز، فإن أيّ تحوُّل من الديزل إلى الغاز المسال في قطاع النقل، سيكون له تأثير أوسع في السوق، كما لاحظ معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، في تقرير منفصل عن قطاع الطاقة الصيني.

وذكر المعهد في تقريره: "لكن التحول في وقود الشاحنات من الديزل إلى الغاز المسال، الذي دعمَ زيادة استعمال الغاز في الصين عام 2024، قد يضعف".

صادرات قطر من الغاز المسال

بلغت صادرات قطر من الغاز المسال إلى أوروبا ذروتها في عام 2011، ولكن منذ ذلك الحين، واجهت الدوحة المزيد من المنافسة من دول مثل روسيا، والولايات المتحدة.

وحتى مع زيادة قطر صادراتها إلى أوروبا في عام 2022، فإنها ظلت أقل من مستويات عام 2020، ناهيك عن ذروة عام 2011، بحسب ما أكدته نشرة "ميس" في تقريرها الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقد أدى الارتفاع الأخير في الصادرات الأميركية، إلى جانب تأثير الإغلاق الفعلي للبحر الأحمر أمام ناقلات الغاز المسال، لانخفاض الأحجام المتداولة بين قطر وأوروبا إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2008، وفقًا لشركة كبلر لتحليل البيانات.

والواقع أن أوروبا نادرًا ما شكّلت أكثر من ربع صادرات قطر من الغاز المسال في العقد الماضي، وركّزت قطر -بدلًا من ذلك- على الأسواق الآسيوية الرئيسة، مع زيادة أحجامها إلى الصين على وجه الخصوص في السنوات الأخيرة.

وقد ارتفعت صادرات قطر من الغاز المسال خلال يناير/كانون الثاني 2025 بمقدار 0.133 مليون طن، على أساس سنوي، لتسجل أعلى معدل شهري لها في أكثر من عامين على الأقل.

وأوضحت بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) أن صادرات الغاز المسال القطري ارتفعت إلى 7.71 مليون طن خلال يناير/كانون الثاني الماضي 2025، مقابل 7.58 مليون طن في الشهر نفسه من عام 2024.

وعلى أساس شهري، ارتفعت صادرات قطر من الغاز المسال بمقدار 0.652 مليون طن، مقارنة بمستوى شهر ديسمبر/كانون الأول (7.06 مليون طن).

ورغم تراجع وارداتها من الغاز المسال القطري، تصدّرت الصين القائمة بمعدل بلغ 1.98 مليون طن خلال يناير/كانون الثاني 2025، مقابل 2.066 مليون طن في الشهر نفسه من عام 2024.

ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- قائمة الدول المستوردة للغاز المسال القطري خلال يناير/كانون الثاني 2025:

الدول المستوردة للغاز المسال القطري

توقعات سوق الغاز المسال في 2025

بالطبع، قد تتغير ديناميكيات سوق الغاز المسال العالمية، في أعقاب التطورات الأخيرة التي تتمثل في المحادثات المخطط لها بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية لمناقشة الحرب في أوكرانيا، دون حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ولم يُحدَّد التاريخ بعد، لكن أسعار الغاز الأوروبية، التي تجاوزت يوم الإثنين (10 فبراير/شباط 2025) 100 دولار للبرميل من النفط المكافئ، انخفضت قليلًا، حيث توقّع بعض المحللين أن اتفاق السلام قد يؤدي إلى استئناف تدفّقات الغاز الروسي لأوروبا.

إلّا أن هذا الأمر يعني أن الاتحاد الأوروبي يتخلّى عن تعهُّده بالتوقف تمامًا عن الغاز الروسي بحلول نهاية العقد، كما يثير سؤالًا حول كيفية تماشي ذلك مع محاولة الولايات المتحدة تصدير المزيد من الغاز المسال إلى أوروبا.

وتوقَّع المحللون في شركة إف جي إي (FGE)، في مذكرة بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني 2025، أن تنخفض صادرات الغاز المسال الروسية بنسبة 25% إلى 26.5 مليون طن لعام 2025، نتيجةً لتشديد العقوبات الأميركية على الشحن، التي تدخل حيز التنفيذ في 27 فبراير/شباط 2025.

وعلى جانب الطلب، من المقرر أن يشهد مشترو الغاز المسال الآسيويون زيادة في المنافسة من أوروبا عام 2025، بعد توقُّف شحنات الغاز المباشرة من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا، بحسب ما أوضحته مجلة "ميس" في تقريرها.

وقد أدى الشتاء البارد في أوروبا إلى انخفاض مخزونات الغاز الأوروبية بشكل كبير عن مستويات العام الماضي (2024).

وتتوقع شركة إنرجي أسبكتس الاستشارية (Energy Aspects) أن تبلغ واردات الغاز المسال الأوروبية 101 مليون طن في عام 2025، بزيادة 14 مليون طن عن عام 2024.

واردات الغاز المسال الأوروبية

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. انفراجة في واردات الغاز المسال الأوروبية من مجلة "ميس".
  2. صادرات قطر من الغاز المسال في يناير 2025 من وحدة أبحاث الطاقة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق