بمشاركة المغرب.. طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر تنفذ مهمة غير مسبوقة (فيديو)
مبادرة تستهدف تحقيق الاستدامة بقطاع الطيران
محمد عبد السند

- تتسارع وتيرة بناء طائرة مشروع كليميت إمبالس.
- يسلط المشروع الضوء على أهمية جهود الاستدامة في قطاع الطيران.
- المشروع يستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- من المقرر أن تطلق الطائرة في جولتها عام 2028.
- سيشتمل جسم الطائرة وأجنحتها على مركبات جديدة خفيفة الوزن.
يمضي مشروع إطلاق طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر لتجوب العالم دون توقف على قدمٍ وساق، في مبادرة تستهدف دعم جهود الاستدامة في قطاع الطيران وصولًا إلى أهداف الحياد الكربوني، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويشارك المغرب في مشروع كليميت إمبالس (Climate Impulse) الذي يعتمد على أول طائرة تعمل بوقود الهيدروجين الأخضر في العالم مخصصة لتنفيذ مهمة مناخية غير مسبوقة ممثلة في الدوران حول العالم دون توقف ودون أي انبعاثات.
ومن المقرر أن تنطلق الطائرة التي لا تحوي سوى مقعدين فقط، في عام 2028، في رحلة تستغرق 9 أيام تسلط الضوء على إمكان نجاح الجهود المناخية لوضع العالم على مسار مستدام.
ويبقى التحدي التقني الأبرز الذي يعرقل مهمة طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر هو بناء طائرة حول خزانين من الهيدروجين السائل يجري الحفاظ عليهما عند درجة حرارة تقل عن 253 درجة مئوية، وتشغيل المحركات الكهربائية عبر خلايا الوقود.
تقدم مذهل
حقق مشروع إطلاق طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر حول العالم تقدمًا مذهلًا منذ إعلانه قبل عام، وتستفيد المبادرة من التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي؛ ما يتيح إطلاق رحلات طيران حول العالم دون توقف ودون انبعاثات كربونية تُذكر.
وقال المستكشف والمخترع السويسري ورئيس مشروع "كليميت إمبالس" برتراند بيكارد، إن المشروع سيتجاوز حدود الطيران عبر تطوير مواد لم تُستعمَل قط في أي قطاع، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح بيكارد: "يتعين علينا تحسين كل تلك التقنيات الجديدة، حتى يتسنى استعمالها من قبل أناس آخرين"، معتقدًا أن الهيدروجين الأخضر سيكون له مستقبل واعد في مشهد الطاقة العالمي.
ويتعاون بيكارد مع المهندس الفرنسي رافائيل دينيلي، ويدخل كذلك شراكة مع شركة سينسكو (Syensqo) بصفتها مطورًا تقنيًا في مشروع طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر.
وانفصلت سينسكو في أواخر عام 2023 عن شركة المواد الكيميائية البلجيكية سولفاي (Solvay) التي تعاونت كذلك في مشروع آخر يحمل اسم "سولار إمبالس" الذي شارك في تنفيذه بيكارد على مدى أكثر من عام خلال عامي 2015 و2016، حينما تناوب مع المؤسس المشارك أندريه بورشبيرغ على قيادة طائرة تعمل بالطاقة الشمسية، دارت حول العالم في مراحل بدأت وانتهت في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

20 عامًا من التطوير
قال برتراند بيكارد: "استغرق تطوير الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية أكثر من 20 عامًا؛ نظرًا إلى أن "كل شخص كان يعتقد أنها مشروع غير قابل للتنفيذ، إن لم يكن مستحيلًا".
وفي تلك المرة يتمتع مشروع طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر بدعم لاعبين رئيسين في قطاع الطيران، بما في ذلك شركات إيرباص وأريان وشركة صناعة المحركات سافران التي أسهمت في البحث والتطوير المبكر.
كما استغرق "كليميت إمبالس" وقتًا أقل بكثير من مشروع الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية؛ إذ لا تزال الأولى قيد البناء في عام 2025 في ساحة متخصصة لبناء الطائرات وسط فرنسا، ومن المخطط الحصول على الموافقة بشأن الرحلة التجريبية عام 2026؛ ورحلات اختبار التحمل في عام 2027 استعدادًا لرحلة مدتها 9 أيام في عام 2028 والتي تجوب فيها العالم على ارتفاعات تصل إلى 3000 متر.
وتوصلت شركة سينسكو إلى حلول متطورة لتحديات عديدة بشأن إعادة التزود بوقود الهيدروجين؛ إذ قالت الرئيسة التنفيذية للشركة إلهام قدري، إن الشركة لم تدّخر جهدًا من أجل تحقيق طفرات في علوم المواد التي من شأنها أن تحسن استعمال أداء الطائرة.
وسيشتمل جسم الطائرة وأجنحتها على مركبات جديدة تحقق أخف وزن ممكن عبر لصق ألياف الكربون مع البوليمرات الحديثة؛ كما ستحسن مواد الطلاء عالية الأداء الخواص الديناميكية الهوائية.
وستُصمم خلايا الوقود التي ستحول الهيدروجين الأخضر إلى كهرباء لتحقيق أفضل معايير من حيث معدل الوزن إلى القوة، كما سُتطور مستودعات تخزين خفيفة الوزن تعمل بالتبريد العميق من أجل احتواء الهيدروجين السائل عند درجة حرارة أقل من 253 درجة مئوية.

مشاركة المغرب
يضم مشروع طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر شريكين مغربيين هما شركة أو سي بي (OCP) لصناعة الأسمدة وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
وتحول "أو سي بي" أعمالها من الأمونيا المصنعة من الوقود الأحفوري إلى الهيدروجين الأخضر، في مسعى لتحويل المغرب إلى مركز رائد للطاقة الخضراء.
ويطور المهندسون والعلماء في الجامعة التقنية في المغرب أدوات ذكاء اصطناعي لنظام طيار آلي قادر على مساعدة التجارب من أجل تحديد مسار رحلة الطيران وتعظيم استعمال الطاقة والتنبؤ بأحوال الطقس.
وتستهدف شركة "أو سي بي" البدء في إنتاج الأمونيا الخضراء في عام 2027، ومن ثَم تحويل المغرب إلى مركز عالمي للهيدروجين الأخضر، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتزامن جهود "أو سي بي" مع الجدول الزمني لبرنامج مشروع طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر؛ ما يجعل المغرب المصدر المحتمل لوقود الهيدروجين النظيف المستعمَل بوساطة الطائرات في الرحلات التجريبية ورحلاتها حول العالم.
وفي سباق الهيدروجين الأخضر سيكون الفائزون هم المنتجون الأقل تكلفة؛ ومن الممكن أن تجعل موارد الشمس والرياح الوفيرة المغرب أحد البلدان الفائزة في هذا السباق.
وترى الرئيسة التنفيذية لشركة سينسكو إلهام قدري، أن سهولة الوصول إلى مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن تجعل تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب تتراوح بين 1 و1.5 يورو فقط/كيلوغرام (0.47 إلى 0.70 دولارًا أميركيًا للرطل).
ويوضح الفيديو أدناه جوانب من تصنيع طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر في مشروع كليميت إمبالس:
موضوعات متعلقة..
- إيرباص تخطط لإطلاق طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر
- الطائرات العاملة بالهيدروجين تحلّق في سماء أستراليا بحلول 2026
- الطائرات العاملة بالهيدروجين تخرج إلى النور بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- أول ناقلة ثاني أكسيد الكربون في العالم تقترب خطوة من إنجاز البناء (صور)
- قطع الكهرباء في الكويت لمدة أسبوع.. تفاصيل المناطق وساعات فصل التيار
- مشروع بيشة.. 6 معلومات عن أكبر محطة تخزين كهرباء في الشرق الأوسط وأفريقيا
المصدر: