حقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل الأحواز النفطي.. 65 مليار برميل تدعم اقتصاد إيران

أحمد بدر

يؤدي حقل الأحواز النفطي في إيران دورًا إستراتيجيًا مهمًا بالنسبة لاقتصاد الدولة الواقعة على الخليج العربي، بجانب كونه قيمة مضافة إلى قطاع الطاقة العالمي، بفضل الإمدادات التي يوفرها لكثير من الدول، رغم استمرار فرض العقوبات.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي العملاق يعدّ واحدًا من أكبر الحقول على مستوى العالم، بفضل إمكاناته ووقوعه في منطقة غنية بالموارد الطبيعية، وفي مقدّمتها النفط والغاز.

ويسهم حقل الأحواز النفطي في زيادة إنتاج إيران من النفط الخام بدرجة كبيرة، وهو ما يجعله واحدًا من أهم الركائز الأساسية في دعم صادرات طهران، الأمر الذي يدرّ عائدات مالية ضخمة على خزينة الدولة، التي تعاني أزمات متلاحقة.

وتواصل إيران تحدي العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من جانب الولايات المتحدة الأميركية، إذ ترسل شحنات النفط الخام إلى عدد من الدول حول العالم، وفي مقدمتها الصين، التي تعدّ أكبر مشترٍ للنفط في العالم.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل الأحواز

اكتُشف حقل الأحواز النفطي للمرة الأولى في عام 1958، وذلك خلال ذروة البحث عن مصادر الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، إذ كان نتاجًا لجهود مكثفة بذلتها شركات النفط العالمية التي كانت تعمل في إيران ذلك الوقت.

وشهدت إيران، خلال مدة الامتيازات النفطية الأجنبية، نشاطًا مكثفًا من جانب شركات عملاقة، وهو ما أسفر عن الوصول إلى الحقل، الذي -منذ اكتشافه- لفت أنظار الجميع، بفضل احتياطياته الضخمة التي نبّأت بحجم إنتاج مميز.

ويقع حقل الأحواز في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز، بالإضافة إلى قربه -إستراتيجيًا- من مواني التصدير على الخليج العربي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

حقل الأحواز النفطي في إيران
حقل الأحواز النفطي في إيران- الصورة من "أويل آند غاز"

ويتبوّأ الحقل النفطي الإيراني العملاق المركز الثالث في قائمة أكبر 5 حقول نفطية في الشرق الأوسط، التي أعدّتها "الطاقة" في 2023، وذلك بفضل إمكاناته العملاقة، التي اكتُشِفَت على أعماق كبيرة تصل إلى نحو 2400 متر.

وكان إنتاج النفط الخام في حقل الأحواز قد بدأ عام 1954، بنحو 75 ألف برميل يوميًا، ليتضاعف هذا الرقم 10 مرات في العام الماضي 2023، ويرتفع حجم إنتاج الحقل إلى ما يتجاوز حاجز الـ 750 ألف برميل يوميًا.

وكان إنتاج إيران من النفط الخام خلال العام 2023 قد بلغ 2.6 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 2.55 مليون برميل يوميًا في عام 2022، و2.39 مليون برميل يوميًا عام 2020، ما يشير إلى طفرة إنتاجية على مدى السنوات الماضية.

يشار إلى أن حقل الأحواز النفطي مملوك بالكامل لشركة النفط الوطنية الإيرانية "نيوك"، التي تواصل جهودها لتنفيذ عدد من خطط تطويره، من خلال عقود تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار، مع مجموعة شركات إيرانية لتطوير حقول النفط بشكل مشترك.

احتياطيات حقل الأحواز

تشير التقديرات الرسمية وغير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل الأحواز النفطي المؤكدة تُقدَّر بنحو 65 مليار برميل من النفط الخام، وهو ما يجعله أكبر حقول النفط في إيران على الإطلاق، إذ تمثّل مخزوناته نحو 23% من إجمالي النفط الخام في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الحقل على كميات ضخمة من الغاز المصاحب، مما يجعله مصدرًا مزدوجًا للطاقة، لا سيما أن احتياطياته تؤدي دورًا حاسمًا في إستراتيجية إيران للحفاظ على موقعها بصفتها مصدرًا رئيسًا للطاقة في الأسواق العالمية، حسب بيانات الاحتياطيات العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

إنتاج النفط الإيراني

ويسهم الحقل بنحو 750 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، وذلك بالرغم من التحديات التقنية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني، إذ تستمر عمليات الإنتاج فيه بوتيرة مستقرة، وتُستعمَل تقنيات حديثة لاستخراج النفط من الطبقات العميقة وتحسين كفاءة الإنتاج.

تطوير حقل الأحواز النفطي

تتواصل جهود تطوير حقل الأحواز النفطي التي مرّت بمراحل متعددة من التطوير منذ اكتشافه، إذ بدأت المرحلة الأولى من التطوير مباشرة، بعد اكتشاف الحقل في الخمسينيات، بإنشاء البنية التحتية الأساسية لعمليات الاستخراج والإنتاج، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي المرحلة الثانية، التي أعقبت الثورة الإيرانية في عام 1979، ركّزت الحكومة الجديدة بعد الثورة على تعزيز السيطرة الوطنية على موارد الطاقة، وذلك بهدف الحفاظ على إمكانات الحقل واحتياطياته من جهة، وتعزيز إنتاجه بما يلبي حاجة الدولة الداخلية، وعقود التصدير من جهة أخرى.

قطاع النفط في إيران

ومع دخول الألفية الجديدة، شهد الحقل عددًا من مشروعات التطوير الحديثة، تضمّنت استعمال تقنيات الحفر المتقدمة وعمليات تحسين الإنتاج من خلال حقن الغاز والمياه، وهي الجهود التي ما تزال مستمرة حتى الآن لتطوير الحقل وتحقيق أقصى استفادة من موارده.

وبفضل هذه الجهود، ما يزال حقل الأحواز النفطي واحدًا من الدعائم الرئيسة للاقتصاد الإيراني، بجانب كونه ركيزة محورية في إستراتيجيات الطاقة الإيرانية، إذ إنه -رغم التحديات الاقتصادية والتقنية- ما يزال يعكس التزام طهران المتواصل بتعزيز إنتاجها النفطي، وضمان استدامة هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.

نرشّح لكم..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق