التقاريرتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةكهرباء

مشروع بيشة.. 6 معلومات عن أكبر محطة تخزين كهرباء في الشرق الأوسط وأفريقيا

سامر أبووردة

يُعد مشروع بيشة أكبر مشروع تخزين كهرباء في الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ يُسهم بدور كبير في تعزيز استقرار الشبكة الوطنية، ويدعم توجّه المملكة نحو تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة المتجددة.

ويأتي المشروع ضمن رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني، إذ تستهدف المملكة إنتاج 50% من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول عام 2030.

ويعكس تشغيل مشروع بيشة التزام المملكة بتطوير تقنيات تخزين الكهرباء، ما يُسهم في تحسين مرونة الشبكة الكهربائية وضمان موثوقية الإمدادات.

ووفقًا لبيانات قطاع الكهرباء السعودي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حقّقت المملكة مؤخرًا مكانة بارزة بدخولها قائمة أكبر 10 أسواق عالميًا في مجال تخزين الكهرباء بالبطاريات، وهو ما يعزّز ريادتها في قطاع الطاقة المتجددة.

ويتماشى تشغيل المشروع مع خطط المملكة الطموحة لتعزيز البنية التحتية للطاقة المتجددة؛ إذ طرحت مشروعات تخزينية بسعة إجمالية تبلغ 26 غيغاواط/ساعة حتى الآن، ضمن مستهدفات الوصول إلى 48 غيغاواط ساعة بحلول عام 2030.

وتُسهم المشروعات في دعم التكامل بين مصادر الطاقة المتجددة المختلفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يؤدّي إلى تحقيق استقرار أكبر في إمدادات الكهرباء.

مشروع بيشة لتخزين الكهرباء

يمثّل مشروع بيشة لتخزين الكهرباء تطورًا مهمًا في قطاع الطاقة بالمملكة، في إطار مساعيها للتوسع في استعمال الطاقة المتجددة ورفع حصتها إلى 50% بحلول عام 2030.

حاويات تخزين البطاريات في مشروع بيشة
حاويات تخزين البطاريات في مشروع بيشة - الصورة من موقع شركة تشاينا باور

ونرصد أبرز المعلومات عن مشروع بيشة أكبر محطة لتخزين الكهرباء في العالم:

  • تصل سعته إلى 2000 ميغاواط/ساعة، ما يجعله الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا.
  • يضم 488 حاوية بطاريات متطورة، توفّر قدرة تخزينية تصل إلى 500 ميغاواط لمدة 4 ساعات.
  • يقع المشروع في مدينة بيشة بمنطقة عسير جنوب غربي المملكة، على بُعد 160 كيلومترًا من ساحل البحر الأحمر.
  • يُعد أكبر مشروع لتخزين البطاريات يجري تشغيله في مرحلة واحدة من البناء والتركيب في العالم حتى الآن.
  • جرى تنفيذه بالتعاون مع شركات محلية وصينية متخصصة في تقنيات تخزين الكهرباء (شركة الكهرباء الوطنية الصينية وشركة الفنار).
  • يضم 122 وحدة تخزين مسبقة الصنع، صمّمتها وزوّدتها شركة بي واي دي الصينية، وتدمج كل وحدة نظام تحويل طاقة بقوة 6 ميغاواط، بالإضافة إلى 4 وحدات بطاريات من فوسفات الحديد الليثيوم، كل منها بسعة 5.365 ميغاواط/ساعة.

ورغم التحديات البيئية التي واجهت تنفيذ مشروع بيشة، مثل درجات الحرارة المرتفعة والعواصف الرملية المتكررة، نجحت فرق العمل في تذليل العقبات باستعمال حلول تقنية متطورة، ما يؤكّد قدرة المملكة على تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة حتى في أصعب الظروف المناخية.

دور المشروع في تحقيق المستهدفات الوطنية

يُسهم مشروع بيشة في تحقيق الأهداف الوطنية للطاقة المتجددة، إذ تخطّط المملكة لتشغيل 8 غيغاواط/ساعة من مشروعات تخزين الكهرباء العام الجاري 2025، و22 غيغاواط/ساعة بحلول العام المقبل 2026، ما يجعلها ثالث أكبر سوق عالميًا في هذا المجال بعد الصين والولايات المتحدة.

مشهد رأسي بتصوير جوي لمشروع بيشة
مشهد رأسي بوساطة تصوير جوي لمشروع بيشة

ويعزّز المشروع القدرة على دمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة الوطنية، إذ يُسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يؤدّي إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة البيئية.

كما يساعد مشروع بيشة على استقرار الإمدادات الكهربائية من خلال تعزيز التكامل بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما يُسهم في تأمين إمدادات الكهرباء بصورة موثوقة ومستدامة.

مستقبل تخزين الكهرباء في السعودية

تواصل المملكة الاستثمار في تطوير تقنيات تخزين الكهرباء، إذ أطلقت الشركة السعودية لشراء الطاقة مؤخرًا مناقصة لإنشاء مشروعات تخزين بسعة 8 غيغاواط/ساعة، موزعة على 4 مشروعات رئيسة، كل منها بسعة 500 ميغاواط لمدة 4 ساعات.

ويُتوقع أن توفّر هذه المشروعات حلولًا مبتكرة لدعم استقرار شبكة الكهرباء الوطنية وتعزيز كفاءة استعمال الطاقة المتجددة.

تخزين الكهرباء في السعودية

كما أن مشروعات الكهرباء العملاقة في المملكة، ولا سيما في مدينة نيوم ومشروع منتجع شيبارة الفاخر على البحر الأحمر، تعتمد بصورة كبيرة على تقنيات تخزين البطاريات لضمان توفير الطاقة المتجددة على مدار الساعة.

وقد أدّى هذا الاهتمام المتزايد بالمجال إلى جذب شركات عالمية متخصصة في تصنيع حلول تخزين الكهرباء وتطويرها، ما يؤكّد مكانة المملكة بصفتها وجهة استثمارية رئيسة في قطاع الطاقة المتجددة.

إستراتيجية التحول إلى الطاقة المتجددة

تُعد مشروعات تخزين الكهرباء، مثل مشروع بيشة، جزءًا من إستراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تحويل قطاع الكهرباء في المملكة إلى نموذج يعتمد بصفة رئيسة على الطاقة المتجددة.

وفي هذا الإطار، تؤكّد وزارة الطاقة أن الوصول إلى هدف 50% من الكهرباء من مصادر متجددة يستلزم تطوير بنية تحتية قوية لتخزين الكهرباء، لضمان استقرار الإمدادات وتقليل التقلبات الناتجة عن الاعتماد على المصادر المتجددة المتغيرة.

ويُسهم تنفيذ مشروع بيشة في تحقيق هذه الأهداف، إذ يمثّل خطوة رئيسة نحو تعزيز أمن الطاقة واستدامتها، وتقليل الاعتماد على محطات توليد الكهرباء التقليدية، كما يعزّز مكانة المملكة في مجال الطاقة المستدامة، من خلال توفير حلول متطورة لضمان استقرار شبكة الكهرباء ودعم إستراتيجيات التحول إلى الطاقة النظيفة.

الخلاصة:

يُعد مشروع بيشة نموذجًا متقدمًا لمستقبل تخزين الكهرباء في المملكة، إذ يجسّد التزام السعودية بتطوير قطاع الطاقة المتجددة وفق أعلى المعايير العالمية.

ومن خلال الاستثمارات المستمرة في مشروعات التخزين والطاقة النظيفة، تواصل المملكة تعزيز موقعها بصفتها قوة عالمية في مجال الطاقة المستدامة، بما يتماشى مع رؤية 2030 نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. السعودية تفتتح أكبر نظام لتخزين الطاقة بالبطاريات من منصة "بي في ماغازين" (pv-magazine).
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق