التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

الربط الكهربائي بين دول البلطيق والشبكة الأوروبية يقلص الاعتماد على روسيا (تقرير)

نوار صبح

يسهم الربط الكهربائي بين دول البلطيق والشبكة الأوروبية في تقليص الاعتماد على الواردات الروسية، إلى جانب تعزيز أمن الطاقة في المنطقة على المدى الطويل.

يأتي ذلك بعد أن فصلت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا شبكاتها الكهربائية عن نظام الطاقة "بي آر إي إل إل" (BRELL)، الذي تسيطر عليه روسيا وتشترك فيه بيلاروسيا وروسيا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

ويضمن هذا الإجراء ترسيخ استقلال الطاقة لدول البلطيق الـ3، وتقليل اعتمادها على واردات الكهرباء الروسية وتعزيز موفقها الجيوسياسي.

وشهد "يوم استقلال الطاقة لدول البلطيق"، بتاريخ 9 فبراير/شباط الجاري، انفصال دول البلطيق الـ3 عن إرث ماضيها السوفييتي، الذي يشير إلى ربط شبكات الكهرباء لديها مع روسيا وبيلاروسيا.

يوم استقلال الطاقة لدول البلطيق

أقيمت فعاليات "يوم استقلال الطاقة لدول البلطيق"، مساء الأحد 9 فبراير/شباط الجاري، في مدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا.

واحتفلت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا بالربط الناجح لشبكات الكهرباء لديها مع الشبكة الأوروبية القارية (CEN).

وحضر المناسبة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورؤساء دول وحكومات إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وممثلون آخرون رفيعو المستوى.

محطة كهرباء فرعية في مدينة تالين بإستونيا
محطة كهرباء فرعية في مدينة تالين بإستونيا – الصورة من رويترز

وقالت نائبة الرئيس التنفيذي لهيئة صناعة طاقة الرياح الأوروبية ويند يوروب (WindEurope)، مالغوسيا بارتوسيك: "إنها لحظة تاريخية، عندما تفصل آخر 3 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي شبكاتها الكهربائية عن النظام الروسي والبيلاروسي، حيث كانت التغذية الكهربائية تخضع لسيطرة موسكو مركزيًا".

إنه انتصار إقليمي وُلِد من 18 عامًا من التعاون والرؤية الأوروبية المشتركة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت أنه "بفضل هذا المشروع الأوروبي الحقيقي، تكتسب دول البلطيق الـ3 السيطرة الكاملة على شبكات الكهرباء لديها، وتعزز أمن الطاقة في منطقة بحر البلطيق الشرقي والاتحاد الأوروبي عمومًا".

بدورها، أدت المفوضية الأوروبية، إلى جانب حكومات إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، دورًا فعّالًا في تسريع هذا المشروع الضخم.

وقد تلقّت مبادرة الربط الكهربائي دعمًا كبيرًا من منشأة ربط أوروبا التابع للاتحاد الأوروبي، أكثر من 1.2 مليار يورو (1.24 مليار دولار) بصفة مِنَح منذ عام 2014.

التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة

تتحول إستونيا ولاتفيا وليتوانيا إلى مصادر الطاقة المتجددة بسرعة ملحوظة، وفي عام 2018، ولّدت هذه الدول أكثر من 60% من الكهرباء من الوقود الأحفوري.

والآن، بعد أقل من عقد من الزمان، تحصل على 72% منها من مصادر الطاقة المتجددة، حيث تولّد الرياح 28% من إجمالي الكهرباء التي تستهلكها.

وبالنظر إلى فكّ الارتباط مع روسيا، ستؤدي طاقة الرياح دورًا أكبر بأنظمة الطاقة في البلدان في المستقبل.

وتدير البلدان الـ3 مزادات لطاقة الرياح البرية والبحرية، بهدف الحفاظ على الزخم من خلال مزادات عقود الفروقات اليسيرة، حسبما أوصى الاتحاد الأوروبي.

وتعمل دول البلطيق على إيجاد حلول مبتكرة، حيث تركّب إستونيا رادار مراقبة جديدًا للتقليل من الأضرار الناجمة عن مزارع الرياح.

بعض المشاركين في فعاليات يوم استقلال الطاقة لدول البلطيق
بعض المشاركين في فعاليات يوم استقلال الطاقة لدول البلطيق – الصورة من ويند يوروب

بدورها، سرّعت لاتفيا التراخيص البيئية لأول 400 ميغاواط من طاقة الرياح البرية، وتخطط لمشروعات أخرى في غاباتها المملوكة للدولة، وتبحث ليتوانيا عن طرق جديدة لتزويد الصناعة بالكهرباء المولّدة من الرياح.

"وتمثّل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا نماذج لطريقة تعزيز مصادر الطاقة المتجددة لأمن الطاقة والقدرة التنافسية،" حسبما قالت نائبة الرئيس التنفيذي لهيئة صناعة طاقة الرياح الأوروبية ويند يوروب، مالغوسيا بارتوسيك.

محطات الربط الكهربائي

تُعدّ محطة "هارموني لينك إنتركونكتر" "Harmony Link Interconnector" -وهي مشروع بنية تحتية للطاقة بالغ الأهمية بين ليتوانيا وبولندا- أحد المكونات الرئيسة لعملية الربط الكهربائي.

وتعمل محطة الربط هذه على تسهيل اندماج دول البلطيق في الشبكة الأوروبية، وستعزز قدرة نقل الطاقة المتجددة.

وترتبط دول البلطيق بشبكة الكهرباء الأوروبية عبر خطوط الكهرباء بين بولندا وليتوانيا "ليت-بول لينك"، الذي شُغِّلَ في عام 2015، وليتوانيا والسويد "نورد-بالت"، الذي شُغِّلَ في عام 2015، وإستونيا وفنلندا "إستلينك 1 وإستلينك 2"، اللذينِ شُغِّلا في عامي 2006 و2014 على التوالي.

وتستثمر الدول الـ3 في محطات ربط إضافية بينها وبين جيرانها حول بحر البلطيق، ومن شأن هذا أن يساعد في تحسين تدفقات الكهرباء، وخفض أسعار الكهرباء وضمان إمدادات مستقرة.

وفي المستقبل، ستوفر مزارع الرياح البحرية التي بُنِيَت في بحر البلطيق الكهرباء النظيفة للصناعات والأسر في وسط وشرق أوروبا.

ومن شأن ذلك أن يساعد بتحقيق الأهداف الأوسع نطاقًا للاتحاد الأوروبي في الاستفادة من المصادر المتجددة وتعزيز أمن الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق