محطات الكهرباء بالفحم في الصين تسجّل قفزة قياسية رغم زخم الطاقة المتجددة
عمليات البناء وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 10 سنوات
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي
![محطات الكهرباء بالفحم في الصين](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/ddb46b927408f07029c45f219c79b710.png)
- 2024 يشهد قفزة في بناء محطات الكهرباء بالفحم في الصين
- شركات التعدين تموّل أكثر من 75% من المشروعات الجديدة في 2024
- التوسع في محطات الفحم قد يعطّل جهود التحول للطاقة المتجددة
- الصين تهيمن على 93% من المشروعات الجديدة قيد الإنشاء
عادت محطات الكهرباء بالفحم في الصين إلى الواجهة من جديد، بعدما شهد العام الماضي (2024) أعلى معدل توسُّع منذ 2015.
فقد كشف تقرير حديث، حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، طفرة غير مسبوقة في بناء محطات الكهرباء العاملة بالفحم بسعة بلغت 94.5 غيغاواط، مع استئناف مشروعات معلقة بقدرة 3.3 غيغاواط، في خطوة وُصِفت بأنها "تحدٍّ مباشر" لتعهدات الصين المناخية وجهود الحدّ من استعمال الفحم.
يأتي ذلك في وقت تتباهى فيه بكين بقدراتها في الطاقة المتجددة، ومساعيها لبلوغ ذروة الانبعاثات بحلول 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، ما يعكس تناقضًا صارخًا بين الأهداف المناخية الطموحة والواقع.
ففي عام 2024 وحده، أضافت البلاد 356 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أي ما يعادل تقريبًا إجمالي القدرات التراكمية المركبة من هذين المصدرين في الولايات المتحدة بحلول نهاية العام، وبمعدل يفوق إضافات الاتحاد الأوروبي بـ4.5 مرة.
طفرة محطات الكهرباء بالفحم في الصين
بحسب التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف بالتعاون مع "غلوبال إنرجي مونيتور"، تسارعت وتيرة الموافقات على محطات الكهرباء بالفحم في الصين، لترتفع إلى 66.7 غيغاواط في النصف الثاني من عام 2024، بعد بداية متواضعة لم تتجاوز 9 غيغاواط في الأشهر الأولى.
ونتيجة لذلك، من المتوقع دخول السعة الجديدة حيز التشغيل خلال السنوات المقبلة، ما يعزز مكانة الفحم مصدرًا رئيسًا للكهرباء.
ورغم التراجع المستمر في وتيرة بناء محطات الكهرباء بالفحم في الصين بين عامَي 2015 و2021، حيث انخفضت السعة من 84.3 غيغاواط إلى 32.1 غيغاواط، فإن هذا الاتجاه لم يدم طويلًا، إذ عاد الزخم بقوة في 2022.
فقد قفزت مقترحات بناء محطات الكهرباء بالفحم الجديدة والمُستأنَفة إلى 146 غيغاواط، تلتها 117 غيغاواط في 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى تراجع مقترحات بناء محطات الكهرباء بالفحم إلى 68.9 غيغاواط في 2024، فضلًا عن تراجع معدل إغلاق أو وقف تشغيل المحطات المتقادمة.
ويرى التقرير أن الأهداف المناخية المحدّثة لعام 2035 بموجب اتفاقية باريس، إلى جانب الخطة الخمسية الـ15 (2026-2030)، ستكون حاسمة في تحديد مسار محطات الكهرباء العاملة بالفحم في الصين وانبعاثاتها.
![إحدى محطات الكهرباء بالفحم في الصين](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/b94f379b04840a2081510530a0464b2e.jpg)
دور قطاع التعدين
أظهر التقرير أن سعة محطات الكهرباء بالفحم خارج الصين تقلصت بمقدار 9.2 غيغاواط في عام 2024، بينما استحوذت بكين على 93% من إجمالي المشروعات العالمية الجديدة قيد الإنشاء.
وكشف أن قطاع التعدين بات اللاعب الرئيس في تمويل المشروعات الجديدة، حيث دعم أكثر من 75% من المشروعات التي حصلت على الموافقة في 2024، وأدى ذلك إلى ارتفاع الطلب على الفحم.
وأوضح أن الشركات الإقليمية للطاقة والتعدين في الصين تكثّف استثماراتها في محطات الكهرباء العاملة بالفحم، محاولةً للحفاظ على هيمنته إقليميًا.
وتبرز مقاطعات الإنتاج الكبرى، مثل شينجيانغ ومنغوليا الداخلية وشنشي وقانسو، محاور رئيسة لهذه الطفرة الاستثمارية، حيث تقود موجة التوسع في بناء المحطات الجديدة وتشغيلها.
ومع ذلك، فإن أكثر ما يلفت الانتباه هو غياب مقاطعة شانشي، أكبر منتج للفحم في الصين، عن قائمة المناطق الأكثر نشاطًا في مشروعات توليد الكهرباء بالفحم لعام 2024.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات الطلب العالمي على الفحم حتى 2027:
تداعيات توسُّع محطات الكهرباء بالفحم في الصين
حذّر التقرير من أن تعزيز تطوير محطات الكهرباء بالفحم في الصين قد يعرقل التحول إلى الطاقة المتجددة.
فقد شهدت الصين في عام 2024 ارتفاعًا قياسيًا في سعة الطاقة الشمسية والرياح، ليصل إلى 890 غيغاواط و520 غيغاواط على التوالي، إلّا أن الفحم هيمن بقدرة إجمالية تصل إلى 1200 غيغاواط.
ويرجع ذلك إلى آليات متعددة تسهم في ضمان استمرار هيمنة الفحم على شبكة الكهرباء، ويشمل ذلك عقود شراء الكهرباء متوسطة وطويلة الأجل واتفاقيات توريد الفحم طويلة الأجل.
كما بدأت بعض الحكومات الإقليمية في الابتعاد عن فرض حصص للطاقة الشمسية والرياح في اتفاقيات شراء الكهرباء، ما يجعل من الصعب التنافس مع الفحم.
وأشار إلى أن التوجه السياسي في 2025 سيكون مهمًا لمواجهة هذه الهيمنة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- وضع أهداف طموحة لخفض استهلاك الفحم.
- تقليص حصة الكهرباء بالفحم في اتفاقيات الشراء طويلة الأجل.
- وضع أهداف لتقليل عدد ساعات تشغيل المحطات.
- وقف الموافقات على بناء محطات جديدة.
- تسريع تقاعد محطات الكهرباء العاملة بالفحم.
- إعطاء الأولوية للسياسات التي تدعم إصلاح الشبكات، ونشر حلول تخزين الكهرباء.
- تسريع تطوير سوق فورية للكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الفحم في الصين يرتفع.. ويفاقم مخاطر غاز الميثان
- التخلي عن توليد الكهرباء بالفحم يتطلّب آليات تمويل جديدة.. هل يتحقق بحلول 2050؟ (تقرير)
- استهلاك الكهرباء في الصين يقفز 8.5%.. والوقود الأحفوري يكتسب زخمًا
اقرأ أيضًا..
- قيمة صادرات النفط العربية تنخفض 23 مليار دولار في 3 أشهر
- أسعار خامات النفط العربية في يناير.. السعودية تتصدر والجزائر تتراجع
- وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب على النفط في 2025
المصدر:
- ارتفاع عدد محطات الكهرباء بالفحم في الصين من مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف
- رسم يوضح توقعات الطلب على الفحم من ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.