4 حلول لترويض استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي
الطلب قد يرتفع 160%
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

بات استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي قضية لا يمكن تجاهلها، مع تحول هذه التقنية من أداة تكنولوجية إلى قوة محورية تؤثر في كل جانب من جوانب الحياة المعاصرة.
فمنذ إطلاق تطبيق "شات جي بي تي"، تضاعف اعتماد الشركات على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي من عام 2023 إلى 2024، وسط توقعات باستمرار هذا النمو ليصل إلى أكثر من 40% سنويًا خلال العقد المقبل.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن 65% من المؤسسات تستعمل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل شات جي بي تي وجيمناي، وهو ضعف النسبة المسجلة قبل 10 أشهر فقط.
ومع تسارع الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتزايد الحاجة إلى مراكز بيانات ضخمة قادرة على معالجة هذه الكميات الهائلة من المعلومات؛ لذا من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على سعة مراكز البيانات بنسبة تصل إلى 22% سنويًا حتى نهاية العقد.
ونتيجة لهذا التوسع السريع، يبرز تساؤل حاسم: كيف يمكن الموازنة بين الابتكار وتكاليفه البيئية الطائلة؟
ووفقًا للتقرير، يمكن الحد من استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي من خلال تبني تقنيات جديدة، وتطوير مراكز بيانات أكثر كفاءة.
ارتفاع استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي
تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي، وجيميناي، على نماذج لغوية كبيرة (LLMs)، وهي عبارة عن شبكات عصبية تحتوي على مليارات المعامل؛ ما يتطلب طاقة هائلة عبر عدة خوادم للحفاظ على تشغيلها وتدريبها، وهذه العملية تستمر على مدار الساعة.
على سبيل المثال، يعادل استهلاك الطاقة في تدريب نموذج "شات جي بي تي-3"، ما قد يستهلكه منزل أميركي عادي على مدار أكثر من 120 عامًا، بحسب ما جاء في تقرير صادر عن منتدى الطاقة الدولي.
وتشير دراسات عديدة إلى أن استهلاك الطاقة لإجراء بحث واحد على تطبيق "شات جي بي تي"، يعادل 10 أضعاف ما يستهلكه البحث عبر محرك بحث غوغل المشهور تاريخيًا.
وتتزايد التوقعات القاتمة بخصوص استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي؛ إذ يتنبأ الخبراء بأن الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات سيرتفع بنسبة 160% بحلول عام 2030.
كما قد يتسبب الذكاء الاصطناعي في استهلاك 19% من إجمالي الكهرباء اللازمة لهذه المراكز بحلول عام 2028.
بالإضافة إلى ذلك، تتطلب مراكز البيانات التي تشغل هذه النماذج موارد أخرى من بينها المياه.
ففي عام 2021 وقبل طفرة الذكاء الاصطناعي، استهلكت مراكز بيانات التابعة لشركة غوغل ما يعادل 4.3 مليار غالون من المياه، أي أنها تستهلك في المتوسط 450 ألف غالون يوميًا، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

حلول لمشكلة استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي
سلّط تقرير منتدى الطاقة الدولي الضوء على ضرورة تنويع مصادر الطاقة لتجنب المشكلات الناجمة عن ارتفاع استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير إلى امكان تحقيق التوازن بين التقدم التقني واستهلاك الطاقة من خلال اتباع إستراتيجيات مدروسة تهدف إلى الحد من الآثار البيئية، وتتمثل في الآتي:
- الطاقة النووية:
بدأت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى الاستعانة بالطاقة النووية كونها مصدرًا منخفض الكربون لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، أبرمت شركة مايكروسوفت في سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقًا لإعادة تشغيل محطة "ثري مايل آيلاند" النووية في الولايات المتحدة لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، كما أعلنت شركات، مثل غوغل وأمازون، خططًا مشابهة.
- تحسين كفاءة مراكز البيانات:
يمكن للابتكارات في أنظمة التبريد، مثل التبريد السائل، وإدارة تدفق الهواء المتقدمة، أن تحد من هدر الطاقة.
على سبيل المثال، جرّبت مايكروسوفت أنظمة التبريد السائل لمراكز بيانات "أزور"، التي تمتص الحرارة وتوزعها بكفاءة أكبر من أنظمة التبريد التقليدية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

- الشفافية في استهلاك الطاقة:
تظل كواليس تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي محاطة بالغموض، خاصة فيما يتعلق بتكاليف الطاقة الحقيقية للنماذج اللغوية الكبيرة.
وأشار التقرير إلى أن تشجيع الشفافية فيما يتعلق باستهلاك الطاقة والانبعاثات سيكون خطوة مهمة لمحاسبة الشركات، وكذلك لتحقيق توازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة.
- التعاون بين القطاعين العام والخاص:
لتحقيق التوازن بين نمو الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة، سيتطلّب الأمر إرادة سياسية وتعاونًا بين القطاعين العام والخاص، مدعومًا بالتنظيم والاستثمار والمراقبة والشفافية.
موضوعات متعلقة..
- الذكاء الاصطناعي الصيني يهدد مشروعات ترمب.. وأمر مهم للسعودية والخليج (تقرير)
- الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة.. خبير: هكذا صفع ديب سيك نماذج الشركات الكبرى
- خبير: الذكاء الاصطناعي يؤدي دورًا مهمًا في عمليات النفط.. أرامكو نموذجًا
اقرأ أيضًا..
- واردات مصر من الغاز المسال ترتفع لأعلى مستوى منذ 4 أشهر
- تعرفة الكهرباء في الكويت.. دعم مستمر منذ 58 عامًا و3 سيناريوهات للإصلاح
- مصير مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا بعد قرارات ترمب (تحليل)
المصدر..