يواجه مشروع الهيدروجين الأخضر في أستراليا مصيرًا مجهولًا، بعد أن أعلنت الحكومة مؤخرًا سحب دعمها للمشروع، في حين يمثّل انتكاسة جديدة لاستثمارات الطاقة المتجددة في البلاد.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، رفضت حكومة ولاية كوينزلاند أيّ تمويل حكومي إضافي لمشروع الهيدروجين في كوينزلاند الوسطى (CQ-H2) الذي تبلغ تكلفته 12.5 مليار دولار أسترالي (7.85 مليار دولار أميركي) بالقرب من غلادستون.
وأكد وزير الخزانة والطاقة في كوينزلاند ديفيد جانتزكي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الحزب الليبرالي الوطني لن يفي بوعد الحكومة السابقة بتوفير 1.4 مليار دولار أسترالي (879.38 مليون دولار أميركي) من التمويل الفيدرالي للمشروع.
ويُعدّ هذا هو أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في ولاية كوينزلاند، مع خطط للتصدير إلى اليابان وسنغافورة وتزويد العملاء الكبار في الداخل.
*(الدولار الأسترالي = 0.63 دولارًا أميركيًا).
تحالف مشروع الهيدروجين الأخضر في أستراليا
قالت شركة الطاقة الأسترالية المملوكة للدولة ستانويل كوربوريشن (Stanwell Corporation)، إن تحالف مشروع الهيدروجين الأخضر في كوينزلاند الوسطى يدرس إعلان الولاية بأنها لن تقدّم المزيد من التمويل لدعم المشروع.
كما تُراجع شركة ستانويل -الذي تقود المشروع- مشاركتها في مبادرات الهيدروجين الأخرى، وستعمل مع أصحاب المصلحة المعنيين فيما يتعلق بالخطوات المستقبلية لهذه المشروعات، بحسب ما جاء في بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويضم التحالف إلى جانب شركة ستانويل، شركة إيواتاني اليابانية (Iwatani)، وشركة ماروبيني اليابانية (Marubeni)، وشركة كيبل السنغافورية (Keppel)، بعد انسحاب شركة كانساي إلكتريك باور اليابانية (Kansai Electric Power) في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بسبب "فجوة التكلفة".
ويتضمن المشروع تطوير منشأة لإنتاج الهيدروجين في ألدوغا، وخط أنابيب غاز الهيدروجين إلى ميناء غلادستون، ومنشأة لتسييل الهيدروجين ومرافق تحميل السفن في ميناء غلادستون، وتوريد الهيدروجين إلى منشأة لإنتاج الأمونيا -أيضًا- في ميناء غلادستون.
وقال الموقع الإلكتروني لشركة ستانويل، إن المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين في كوينزلاند الوسطى تستهدف محللًا كهربائيًا بقوة 720 ميغاواط لإنتاج الهيدروجين بمعدل 200 طن يوميًا، مع خطط مستقبلية لتوسيع سعة المحلل الكهربائي إلى 2880 ميغاواط، ما يدعم إنتاج 2880 طنًا يوميًا.
ووافقت المرحلة الأولية على الحصول على الكهرباء من مزرعة ألدوغا الشمسية التابعة لشركة أكيونا إنرجيا (Acciona Energía)، وهو مشروع بقدرة 420 ميغاواط قيد الإنشاء منذ أبريل/نيسان من العام الماضي (2024)، ويُعدّ أكبر مزرعة للطاقة الشمسية حتى الآن تُخصِّص إنتاجها بالكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
توليد الكهرباء في كوينزلاند
قال وزير الخزانة والطاقة في كوينزلاند ديفيد جانتزكي: إن "التمويل الكبير للأسهم والمنح" المطلوب للمشروع، لا يتماشى مع تركيز رئيس حكومة ولاية كوينزلاند، ديفيد كريسافولي، على تعظيم القيمة من أصول توليد الكهرباء الحالية في الولاية.
وأضاف: "لقد كان الأمر يتطلب أكثر من مليار دولار من تمويل حكومة الولاية، بما في ذلك البنية التحتية للمياه والمواني والنقل وإنتاج الهيدروجين".
كما قال: "نحن نركّز على مولّدات الطاقة لدينا، التي توفر طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة ومستدامة لسكان كوينزلاند".
وجاء القرار، الذي وصفه أحد مراقبي الصناعة بأنه "مفاجأة توقعها الجميع"، في غضون أيام من قيام حكومة "كريسافولي" بتسريع قوانين تخطيط مزارع الرياح الجديدة الصادمة، التي يقول الخبراء، إنها قد يكون لها تأثير كبير بالاستثمار في الطاقة المتجددة في الولاية.
وإلى جانب معارضة حكومة الحزب الوطني الليبرالي المعلنة لأهداف الطاقة المتجددة في كوينزلاند، والافتقار إلى أيّ خطة بديلة للطاقة، فإن سحب الدعم لمشروع الهيدروجين في كوينزلاند الوسطى يثير مخاوف متزايدة من أن الولاية مغلقة الآن أمام الأعمال المتعلقة بالطاقة المتجددة، بحسب ما نقلته منصة "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).
ومن المؤكد أنها ضربة لمدينة غلادستون، التي شرعت في خطة مدّتها 10 سنوات لتحويل اقتصادها القائم على الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
وقالت العضوة في مجلس الحفاظ على البيئة في كوينزلاند، ستيفاني غراي: "تتمتع غلادستون بجميع المكونات الصحيحة لتأمين مستقبل مزدهر في إنتاج الهيدروجين الأخضر والتصنيع النظيف، لكن عدم اليقين بشأن سياسة حكومة الولاية يعرّض ذلك للخطر".
وأضافت: "تتطلع الشركات إلى إنتاج الحديد الأخضر في غلادستون باستعمال الهيدروجين الأخضر.. لا يمكن تنفيذ هذه الخطط عمليًا دون إمداد محلي بالهيدروجين".
مصير مشروع الهيدروجين الأخضر
يمثّل سحب دعم حكومة الولاية ضربة قوية للشركاء الدوليين بمشروع الهيدروجين في كوينزلاند الوسطى، وسط تساؤلات حول مصير المشروع.
وعلى الرغم من ذلك، كان عمدة غلادستون مات بورنيت سريعًا في الإصرار على أن المشروع "سيمضي قدمًا" باستعمال 1.4 مليار دولار أسترالي (879.38 مليون دولار أميركي) تعهدت بها العمالة الفيدرالية و"مليارات الدولارات من الاستثمارات الدولية والأسهم الخاصة".
من جانبها، تقول العمالة الفيدرالية، إنها تظل "ملتزمة بشدة" بدعم التحول الأخضر في غلادستون، مع تخصيص 69.2 مليون دولار أسترالي (43.47 مليون دولار أميركي) من التمويل للمركز، دُفِع منها 14 مليون دولار أسترالي (8.79 مليون دولار أميركي).
وقال وزير الطاقة الفيدرالي كريس بوين: "إن التهديد بسحب التمويل أمر مفاجئ ومخيّب للآمال؛ نظرًا لأن هذا المشروع يوفر ما يقرب من 9 آلاف وظيفة، وكان من المتوقع أن يولّد 8.9 مليار دولار أسترالي (5.59 مليار دولار أميركي) للاقتصاد المحلي".
وتابع الوزير: "يؤدي الهيدروجين الأخضر دورًا فريدًا في نقاط القوة التي تتمتع بها أستراليا، ونحن لا نعتذر عن متابعة صناعة معترَف بها بوصفها تؤدي دورًا مهمًا في مستقبل التصنيع والطاقة في أستراليا، وعلى مستوى العالم".
وختم قائلًا: "إن الدعم الحكومي لتطوير فرص الهيدروجين في جميع أنحاء البلاد يوفّر يقينًا إضافيًا للمشروعات، ومع ذلك فإن كيفية تقدُّمها في النهاية تظل قرارًا تجاريًا للأطراف المعنية".
موضوعات متعلقة..
- قطاع الهيدروجين الأخضر في أستراليا يسجل تراجعًا جديدًا
- استثمارات الهيدروجين الأخضر في أستراليا تترقّب 443 مليون دولار بشراكة ألمانية
- نكسة لقطاع الهيدروجين الأخضر في أستراليا.. وقف مشروع عملاق إلى أجل غير مسمى (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الصين تردّ صفعة ترمب.. رسوم جمركية على النفط والغاز المسال الأميركيين
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في يناير 2025.. هيمنة عربية
- أكبر 5 صفقات طاقة متجددة في يناير 2025.. الإمارات تتصدر بـ4 مشروعات
- لماذا تدعم شركات السيارات التقليدية نظيرتها الكهربائية؟ تيسلا نموذجًا
المصادر:
- سحب الدعم الحكومي من مشروع الهيدروجين الأخضر في أستراليا من منصة "رينيو إيكونومي".
- تصريحات شركة ستانويل عن مشروع الهيدروجين الأخضر في أستراليا من الموقع الرسمي للشركة.