التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

اكتشاف كينغ مريوط.. احتياطيات النفط والغاز في مصر تترقب إضافات كبيرة

سامر أبووردة

يشكّل اكتشاف كينغ مريوط، المتوقع إعلان تفاصيل احتياطياته خلال الأيام المقبلة، خطوة مهمة في إطار مساعي مصر لزيادة إنتاجها من النفط والغاز لتلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة وخفض فاتورة استيراد الوقود.

ويُعدّ الاكتشاف المرتقب في غرب البحر المتوسط،، الذي كشف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في 5 فبراير/شباط 2025، قرب إعلانه، والذي أنجزته شركة بي بي البريطانية، خطوة مهمة نحو تعزيز الاقتصاد المصري وزيادة إنتاج النفط والغاز في البلاد.

ووفقًا لبيانات قطاع النفط والغاز المصري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُعدّ منطقة اكتشاف كينغ مريوط، التي تغطي مساحة تُقدَّر بنحو 2200 كيلومتر مربع، واحدة من أهم مناطق الامتياز في البحر المتوسط.

وتتميز المنطقة بعمق مياه يتراوح ما بين 500 - 2000 متر، ما يجعلها واحدة من أكثر المواقع الواعدة في مجال اكتشافات الطاقة، ويتميز الاكتشاف الجديد باحتوائه على مزيج من النفط والغاز، مما يعزز من القيمة الاقتصادية لهذه المنطقة، ويزيد من أهميتها في مجال الطاقة.

والأمر الذي يعكس أهمية اكتشاف كينغ مريوط هو التزام الحكومة المصرية بتسديد مستحقات الشركات الأجنبية، لتستأنف أنشطتها الاستكشافية وتزيد استثماراتها، كما يعكس قدرة البلاد على جذب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق شراكات مربحة في مجال النفط والغاز.

وقد يعزز هذا الاكتشاف من قدرة مصر على تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة، ولا سيما في ظل ارتفاع الطلب المحلي على الغاز الطبيعي والنفط.

اكتشافات جديدة في شمال كينغ مريوط

يرى العديد من الخبراء أن اكتشاف النفط والغاز في شمال كينغ مريوط يمثّل فرصة كبيرة لزيادة إنتاج مصر من الطاقة، إذ سيسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وزيادة الإنتاج المحلي من الغاز والنفط.

كما سيساعد التوسع في عمليات التنقيب والاكتشافات النفطية في هذه المنطقة بتلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة، ولا سيما في قطاع الكهرباء والصناعة.

وتُعدّ منطقة اكتشاف كينغ مريوط أيضًا من المواقع المهمة التي قد تؤدي إلى تعزيز مكانة مصر في سوق الطاقة العالمية.

قطاع النفط والغاز في مصر

ومع تزايد الاهتمام الاستثماري في هذه المنطقة، يزداد التفاؤل بأن تصبح مصر مركزًا رئيسًا لتصدير الطاقة في منطقة البحر المتوسط، إذ قد يسهم هذا التطور في تقوية الروابط الاقتصادية بين مصر والدول الأوروبية والآسيوية.

دور السفينة "فالاريس دي إس-12" في الاكتشافات الجديدة

فيما يتعلق بالاستكشافات البحرية في منطقة شمال كينغ مريوط، تواصل سفينة الحفر "فالاريس دي إس-12" (VALARIS DS-12) أداء دور كبير في هذا المجال.

وتعدّ السفينة، التي دخلت حيز الخدمة في 2013، من بين أكثر السفن المتطورة بعمليات الحفر في المياه العميقة.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت السفينة حفر بئر استكشافية جديدة في منطقة شمال كينغ مريوط، مستهدفةً تحديد احتياطيات الغاز الطبيعي في طبقة الميوسين السفلى.

وفي العام الماضي 2024، حفرت السفينة بئرين في حقل ريفين للغاز، وذلك بهدف زيادة الإنتاج المحلي من الغاز لتلبية احتياجات السوق المحلية المتزايدة.

سفينة حفر فالاريس دي إس 12 في حقل ريفين
سفينة الحفر فالاريس دي إس 12 - الصورة من مارين ترافيك

وتعدّ السفينة جزءًا من الأسطول المتقدم لشركة فالاريس، التي تتمتع بخبرة كبيرة في عمليات حفر الآبار في المياه العميقة، وفيما يلي بعض المعلومات الرئيسة عنها:

المواصفات الفنية

  • التصميم: DSME 12000 Double Hull DP Drillship
  • الطول الكلي: 238 مترًا (780 قدمًا)
  • العرض: 42.04 مترًا
  • عمق المياه التشغيلي: قادرة على العمل في أعماق تصل إلى 7500 قدم، مع أقصى عمق يصل إلى 12 ألف قدم
  • قدرة الحفر: يمكنها الحفر حتى عمق 40 ألف قدم
  • العلم: جزر مارشال

استثمارات شمال كينغ مريوط

تسعى شركة بي بي، التي فازت بحقوق التنقيب في منطقة شمال كينغ مريوط في 2022، إلى تعزيز وجودها في هذه المنطقة الواعدة.

وجرت الموافقة على التعاقد مع شركة بي بي لتوسيع أعمال الاستكشاف والإنتاج في المنطقة بعد صدور قانون رقم 155 لعام 2023، في مارس/أذار 2024، يتيح لوزارة البترول والثروة المعدنية التعاون مع الشركات العالمية لاستكشاف الغاز والنفط.

وتعكس استثمارات شركة بي بي في منطقة شمال كينغ مريوط إستراتيجيتها الطموحة لتعزيز وجودها في منطقة دلتا النيل البحرية.

ومن المتوقع أن تسهم الاستثمارات في تطوير الاكتشافات الغازية المستقبلية، لا سيما أن الشركة البريطانية تملك حقوق التنقيب بنسبة 100% في المنطقة.

كما يعزز قرب منطقة الامتياز من البنية التحتية القائمة لشركة بي بي من قدرة الشركة على تطوير الاكتشافات المستقبلية بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

الخلاصة

يتوقع العديد من الدراسات أن تسهم الاكتشافات النفطية في منطقة شمال كينغ مريوط بتعزيز قدرة مصر على تلبية احتياجاتها الداخلية من الغاز والنفط.

ومع زيادة اهتمام الشركات العالمية بتنمية حقول الغاز والنفط في المنطقة، يُتوقع أن تصبح هذه المنطقة محورية في إستراتيجية الطاقة المصرية.

سفينة حفر فالاريس دي إس 12 في حقل ريفين
جانب من جولة وزير البترول المصري على سفينة الحفر سفينة فالاريس دي إس 12 - الصورة من وزارة البترول (20 يوليو 2024)

وفي المستقبل القريب، يُتوقع أن يُعلَن المزيد من التفاصيل حول حجم الاحتياطيات في المنطقة والإنتاج المتوقع، وقد تفتح هذه المعلومات الباب أمام فرص استثمارية جديدة، ما يعزز من قدرة مصر على أن تكون لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة الدولية.

وبذلك، يبرز اكتشاف النفط والغاز في منطقة شمال كينغ مريوط بوصفه خطوة إستراتيجية على الطريق نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة في مصر، بالإضافة إلى تعزيز دورها بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة في البحر المتوسط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. بي بي البريطانية تفوز بمناطق استكشاف جديدة في مصر من موقعها الرسمي.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق