رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط.. 4 عوامل ترسم خريطة القطاع الأخضر

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • يستأثر الشرق الأوسط بأقل من 1% من سعة الطاقة المتجددة العالمية
  • تقلب الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط الموازين في أسواق الطاقة بالمنطقة
  • تؤدي أكوا باور دورًا محوريًا في بلورة طموحات الطاقة المتجددة في السعودية
  • استثمارات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط توفر فرص عمل بالمنطقة

من المرجح أن تقلب مصادر الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط الموازين في أسواق الطاقة في المنطقة التي ارتبط اسمها على مدى عقود بالوقود الأحفوري، لا سيما النفط والغاز، مصدرَيْن للطاقة.

ويأتي نمو الطاقة الخضراء في الشرق الأوسط بدعم من إستراتيجيات طموحة تتبنّاها الكثير من دول المنطقة لتنويع اقتصاداتها الهيدروكربونية عبر التحول إلى مصدر طاقة مستدام، إلى جانب التزاماتها المناخية.

ولا يمثّل الشرق الأوسط سوى أقل من 1% من سعة الطاقة المتجددة العالمية، غير أن المنطقة صُنّفت مؤخرًا الأسرع عالميًا في استعمال مصادر الطاقة النظيفة، خارج الصين، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتقود الدول الخليجية الطفرة الحاصلة في مشروعات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط؛ إذ تعمل تلك الدول على تنويع مزيج الطاقة لديها، ويُتوقع أن تستأثر الطاقة الخضراء بنسبة 30% من إجمالي السعة الإنتاجية في البحرين والعراق والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات.

رؤية مستقبلية

تمتلك بلدان الشرق الأوسط رؤية مستقبلية طموحة في قطاع الطاقة الخضراء، مدعومة بوفرة في موارد الطاقة الشمسية ومشروعات رائدة ضخمة من شأنها أن تُعيد تعريف صناعة قطاع الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط.

وبدعم من لاعبين رئيسين في مقدمتهم شركة مصدر الإماراتية، تضع تلك الثورة الخضراء الشرق الأوسط في وضع يُتيح لها أن تصبح قوة مؤثرة في التحول العالمي نحو الاستدامة.

وجاء النمو في مصادر الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط بدعم من المشروعات الضخمة الطموحة المنفّذة في عدد من البلدان، في مقدمتها السعودية والإمارات، بما في ذلك مشروع البحر الأحمر المنفذ في الأولى، ومحطة نور للطاقة الشمسية المنفذة في أبوظبي، التي تمثّل تحولًا جذريًا في رحلة تلك الدول نحو الطاقة الخضراء.

عوامل الطفرة

ترتكز الطفرة الحاصلة في قطاع الطاقة المتجددة لدى الشرق الأوسط على 4 عوامل، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، وهي:

1. وفرة الموارد الشمسية

تتمتع منطقة الشرق الأوسط بمستويات هائلة من السطوع الشمسي، وهي من بين الأعلى عالميًا، ما يجعلها منطقة ملائمة تمامًا لمشروعات الطاقة الشمسية واسعة النطاق.

ويعادل المتوسط السنوي للسطوع الشمسي داخل دول مجلس التعاون الخليجي، على سبيل المثال، 1.1 برميلًا من النفط المكافئ لكل متر مربع.

2. أهداف التنوع الاقتصادي

تستهدف الإستراتيجيات الوطنية المنفّذة في بلدان عدة أمثال رؤية 2030 في السعودية، وإستراتيجية الطاقة 2050 في الإمارات، خفض اعتمادها على الإيرادات المتحققة من القطاع الهيدركربوني.

ويتسق التحول إلى الطاقة المتجددة مع تلك الأهداف عبر دعم التنوع الاقتصادي وإيجاد فرص استثمارية جديدة.

3. التزامات مناخية عالمية

تعهّدت دول الشرق الأوسط بتحقيق أهداف المناخ العالمية، مثل تلك المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ 2015.

وقد أدّى التزام دول المنطقة بخفض بصمتها الكربونية إلى تحفيز استثمارات ضخمة في البنية الأساسية للطاقة المتجددة.

4. التقدم التقني والتكاليف

جعل التراجع السريع في تكاليف إنتاج الألواح الشمسية والتطور الهائل في تقنية تخزين الطاقة لمصادر الطاقة المتجددة، أسهل كثيرًا من أي وقت مضى، من حيث الوصول إليها.

ومكّنت تلك التطورات الشرق الأوسط من تعزيز سعة الطاقة المتجددة بوتيرة سريعة، وما صاحب ذلك من خفض في الانبعاثات.

ويوضح التصميم التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- معلومات عن محطة نور الشمسية:

محطة نور للطاقة الشمسية

مبادرات ومشروعات رائدة

تقود شركة مصدر الرائدة في مجال الطاقة المتجددة العديد من المشروعات الخضراء، بما في ذلك محطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية، وهي واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، بسعة إنتاجية قوامها 1.177 ألف ميغاواط (أو ما يعادل 1.2 غيغاواط).

وتقع محطة نور -البالغة قيمتها الاستثمارية 3.2 مليار درهم إماراتي (871.21 مليون دولار)- في منطقة سويحان بأبوظبي على مساحة تبلغ 8 كيلومترات مربعة، وتحتوي على 3.2 مليون لوح شمسي.

كما تعتمد المحطة على نظام آلي لتنظيف الألواح الشمسية مكون من 1430 وحدة آلية للتنظيف، وتقطع مسافة 800 كيلومتر يوميًا لتنظيف الألواح الشمسية للمحطة دون استعمال الماء.

شخص يسير أمام محطة شمسية في السعودية
شخص يسير أمام محطة شمسية في السعودية - الصورة من رويترز

تداعيات اقتصادية وجيوسياسية

لا تخلو مشروعات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط من الآثار الاقتصادية والجيوساسية التي تُسهم بتعزيز ثِقل المنطقة وزيادة تأثيرها في جهود الاستدامة والمناخ العالمية.

ورصدت منصة الطاقة المتخصصة 3 من أهم تلك التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية:

1. تحويل أسواق الطاقة

يُسهم تركيز الشرق الأوسط على مصادر الطاقة المتجددة في إعادة تشكيل ديناميكيات الطاقة العالمية؛ إذ إنه ومع حرص دول المنطقة على تنويع مزيج الطاقة لديها، فإن تأثيرها يمتد إلى ما هو أبعد من أسواق النفط ليشمل قطاع الطاقة المتجددة المزدهر.

2. فوائد اقتصادية

تُسهم الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط في توفير فرص عمل جديدة، ودعم الإبداع وجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما تعمل المشروعات الخضراء المنفّذة في المنطقة على خفض تكاليف الطاقة بمضي الوقت؛ ما يُسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي في المدى الطويل.

3. تحول القوة الجيوسياسية

عبر تقليص الاعتماد على صادرات النفط، تعمل دول الشرق الأوسط على إعادة تعريف دورها الجيوسياسي؛ ما من شأنه أن يعزّز قدرة المنطقة على التأثير في سياسات الطاقة العالمية وأسواقها بطرق جديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق