أصبح من المؤكد أن آخر آبار التكسير المائي (الهيدروليكي) في بريطانيا سيُغلق، بعد قرار من الهيئة التنظيمية بإنهاء 8 سنوات من الإنتاج.
وفي رسالة مفتوحة، أبلغت هيئة بحر الشمال الانتقالية شركة الطاقة كوادريلا (Cuadrilla) بسد البئرين في طريق بريستون الجديد في لانكشاير، قبل إيقاف تشغيلهما في غضون 5 أشهر.
وقالت شركة كوادريلا، إنها ستبدأ العمل على سد بئري الاستكشاف بالأسمنت الشهر المقبل، في عملية من المتوقع أن تستمر 6 أسابيع، وفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويأتي قرار هيئة بحر الشمال الانتقالية بإغلاق الموقعيْن، على الرغم من التحذيرات من تضاؤل احتياطيات الغاز في بريطانيا.
كما جرى تجاوز المواعيد النهائية اللاحقة التي فرضتها هيئة بحر الشمال الانتقالية في نهاية العام الماضي (2024)، وجرى الاتفاق على موعد نهائي جديد في 30 يونيو/حزيران 2025.
الغاز الصخري في بريطانيا
زعمت شركة "كوادريلا" أن الغاز الصخري من الآبار يُمكن أن يساعد في استقلال بريطانيا في مجال الطاقة، في وقت تواجه فيه البلاد منافسة قوية على الموارد الدولية، والتزمت بإنهاء استكشاف النفط والغاز في بحر الشمال.
ووجد تحليل أجرته "كوادريلا" لبيانات شركة الغاز الوطنية "ناشيونال غاز" (National Gas) أن مخزونات الغاز في بريطانيا انخفضت بنحو 36% عن مستوى العام الماضي (2024)، وفق ما نقلته صحيفة "سيتي إيه إم" (City AM).
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كوادريلا، فرانسيس إيغان: "تعتمد بريطانيا بصورة كبيرة على الغاز الطبيعي لإبقاء الأضواء مضاءة، وتدفئة منازلنا، وتوفير الطاقة الفعّالة من حيث التكلفة للصناعة البريطانية.. سيستمر هذا الاعتماد على مدى العقود العديدة المقبلة".
وتابع: "مع ذلك، فإن ما يقرب من ثلثي الغاز الذي نستهلكه يأتي من الخارج، بما في ذلك الغاز المسال من دول مثل الجزائر وقطر ومصر وأنغولا".
كما قال إيغان: "الغاز المنتج محليًا أنظف بـ4 مرات من واردات الغاز المسال، ومن الممكن الحصول على إمدادات موثوقة وآمنة، يجري إنتاجها في بلادنا".
وأضاف أن "إبقاء هذه الآبار مفتوحة لا يكلّف دافعي الضرائب فلسًا واحدًا، ولكن بمجرد تغطيتها بالخرسانة، فإننا نفقد سهولة الوصول إلى إمدادات الغاز الصخري التي يُمكن استعمالها لعقود مقبلة".
التكسير المائي
وفق التعريفات لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن التكسير المائي (الهيدروليكي) هو عملية حقن مزيج من الماء والرمل والمواد الكيميائية تحت ضغط مرتفع في الشقوق بين الصخور من أجل إطلاق الغاز المحاصر.
وقد بدأت شركة "كوادريلا" الحفر في موقع لانكشاير في عام 2017، وأنتجت أول غاز صخري في العام التالي؛ لكن العمل توقف بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
وفُرض وقف مؤقت على التكسير المائي (الهيدروليكي) في عام 2019، بعد وقوع زلزال بقوة 2.9 درجة في أثناء العمليات بالموقع، كما وجد تحقيق لاحق أنه من غير الممكن التنبؤ بدقة باحتمالية وقوع الزلازل أو حجمها.
ورفعت رئيسة وزراء بريطانيا -آنذلك- ليز تروس الحظر لمدّة وجيزة، وأُلغي أمر بإيقاف تشغيل موقع "كوادريلا" في عام 2022 بعد أزمة الطاقة التي أثارها غزو روسيا لأوكرانيا.
وأشار المنتقدون لقرار إغلاق آبار التكسير المائي، إلى أن أي غاز صخري يُنتج في بريطانيا سيُباع في السوق الدولية، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا تيليغراف" (The Telegraph).
وقال نائب زعيم حزب إصلاح بريطانيا، ريتشارد تيس، إن قرار إغلاق موقع طريق بريستون الجديد يُعد "إهمالًا فادحًا، سواء من الناحية المالية أو من أجل أمن الطاقة".
وأضاف: "لدينا مئات المليارات من الجنيهات من الغاز الصخري المملوك لدافعي الضرائب، الذي يجب أن نستعمله.. يجب أن نتبنى شعار ترمب: احفر يا صغيري احفر".
موضوعات متعلقة..
- ما دور التكسير المائي في إشعال ثورة الصخري الأميركي؟ (تقرير)
- التكسير المائي يحمي أميركا من انبعاثات محطات توليد الكهرباء بالفحم (تقرير)
- تجارب التكسير المائي في الشرق الأوسط تصطدم بمخاوف بيئية.. تونس نموذجًا
اقرأ أيضًا..
- توقعات الطلب على النفط في السعودية خلال 2025 و2026 (تقرير)
- الغاز المسال الروسي.. تقرير يكشف ألاعيب ألمانيا لاستيراده وتوصيله لأوروبا
- أمين عام "العربية للطاقة": تحول الطاقة يختلف وفقًا لمصالح كل دولة.. وهكذا سندعم 6 بلدان (حوار)
- قدرة مشروعات توليد الكهرباء الصينية في الخارج تقفز إلى 156 غيغاواط
المصادر:
- إغلاق آخر آبار التكسير المائي الهيدروليكي في بريطانيا من الموقع الرسمي لشركة كوادريلا.
- معلومات عن قرار هيئة بحر الشمال الانتقالية بإغلاق البئرين من صحيفة "سيتي إيه إم".
- معلومات إضافية عن التكسير المائي الهيدروليكي في بريطانيا من صحيفة "ذا تيليغراف".