حرق الخشب لتوليد الكهرباء في بريطانيا يعرقل أهداف إزالة الكربون (تقرير)
نوار صبح
- الناشطون جمعوا الأدلة على مقدار الدمار الذي يُسببه حرق الخشب للغابات والحياة البرية.
- الكتلة الحيوية تُشكّل نحو 4% من إجمالي توليد الكهرباء في المملكة المتحدة.
- كهرباء الكتلة الحيوية تطلق كميات كبيرة من انبعاثات الاحتباس الحراري العالمي.
- محطة دراكس تُعد المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء من الكتلة الحيوية في المملكة المتحدة.
أصبحت عمليات حرق الخشب لتوليد الكهرباء في بريطانيا محط اتهام متزايد، في ظل تأكيدات أنها لا تخدم هدف الحكومة لإزالة الكربون من القطاع بحلول عام 2030.
ومن المتوقّع أن يتّخذ وزير أمن الطاقة والحياد الكربوني إد ميليباند قرارًا، قريبًا، بشأن السماح بمليارات الجنيهات الإسترلينية في إعانات عامة جديدة لحرق الكتلة الحيوية، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
ويأتي ذلك على الرغم من المعارضة القوية من جانب مجموعات حماية البيئة؛ فقد جمع الناشطون، لسنوات، الأدلة على مقدار الدمار الذي يُسبِّبه حرق الخشب للغابات والحياة البرية في جميع أنحاء العالم، ويرون أنه ليس "محايدًا للكربون"؛ لأن إعادة نمو الأشجار تستغرق عقودًا للتعويض عن الكربون المنبعث عند حرقها.
ويشير المراقبون إلى أن الحكومة مترددة في التخلي عن قدرة توليد الكهرباء الأساسية التي تمثلها الكتلة الحيوية.
دور الكتلة الحيوية بتوليد الكهرباء في بريطانيا
تمثل الكتلة الحيوية ما يقرب من 4% من إجمالي توليد الكهرباء في بريطانيا، ونحو 8% من توليد الطاقة "الخضراء"، ومعظمها يأتي من محطة الكهرباء دراكس.
ومن شأن فقدان ذلك أن يترك فجوة كبيرة في خطط الحكومة لإزالة الكربون من قطاع الطاقة بحلول عام 2030، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، تُظهر الأبحاث، التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان البريطانية، أن العجز يمكن تعويضه وأن دافعي الفواتير سوف يستفيدون.
ويمكن لتوسيع طاقة الرياح البحرية، وتشجيع المستهلكين على استعمال الكهرباء في أوقات الهدوء من خلال القياس الذكي وتنظيم محطات الكهرباء العاملة بالغاز لمنعها من الربح، أن ينتج وفورات للمستهلكين وتمكين تحقيق الهدف.
جاء ذلك في تحليل أصدرته مؤسسة الأبحاث "إي 3 جي" (E3G) وشركة التحليلات والاستشارات "بارينغا بارتنرز" Baringa Partners.
وقال مدير برنامج المملكة المتحدة لدى مؤسسة الأبحاث "إي 3 جي" إد ماثيو: "يمكن للحكومة تحقيق مهمة الكهرباء النظيفة لعام 2030 دون محطات دراكس (Drax) لتوليد الكهرباء في بريطانيا".
وأوضح إد ماثيو أن "كهرباء الكتلة الحيوية تطلق كميات كبيرة من انبعاثات الاحتباس الحراري العالمي، وهي ليست نظيفة".
وأضاف: "ستكون أفضل كهرباء احتياطية على المدى الطويل هي الهيدروجين الأخضر، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراء الآن لتسويق هذه التكنولوجيا في أسرع وقت ممكن".
سياسات الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة
وجد التقرير أنه بسبب التغييرات التي طرأت على نظام وسياسات الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، بما في ذلك تحويل الرسوم الخضراء على الفواتير إلى ضرائب عامة، يمكن للأسر توفير 200 جنيه إسترليني (249.33 دولارًا أميركيًا) سنويًا في فواتير الكهرباء لديها.
* (الجنيه الإسترليني = 1.25 دولارًا أميركيًا).
وتُعد دراكس، أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم، سابقًا، في المملكة المتحدة، وجرى تحويلها لحرق الخشب، المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء من الكتلة الحيوية في البلاد.
وتوجد لدى الشركة عقود لتلقي إعانات لحرق الخشب حتى عام 2027، وتأمل في التجديد.
بحلول ذلك الوقت، ستكون شركة دراكس قد تلقّت 11 مليار جنيه إسترليني في شكل إعانات عامة، وفقًا لمنظمة السلام الأخضر، أي ما يقرب من مليوني جنيه إسترليني يوميًا.
من ناحية ثانية، يقع القرار بشأن استمرار الإعانات على عاتق وزير أمن الطاقة والحياد الكربوني إد ميليباند.
إزاء ذلك، يشعر العديد من نواب حزب العمال بعدم الرضا -في السر- إزاء احتمال تحويل المزيد من المدفوعات إلى مصدر الكهرباء هذا المثير للجدل.
وقال مدير منتدى المناخ والبيئة في حزب العمال بول ماكنامي: "إن تسليط الضوء على الهيدروجين الأخضر بصفته الخيار الأكثر فاعلية من حيث التكلفة للطاقة الاحتياطية يثبت أن إعلانات الاستثمار الأخيرة لحزب العمال هي بالضبط ما يحتاج إليه سوق الطاقة لدينا".
ودعا بول ماكنامي إلى "وقفة للتفكير في أي قرار مقبل لدعم دراكس، أكبر مصدر منفرد لثاني أكسيد الكربون في المملكة المتحدة".
رد شركة دراكس
رفضت شركة دراكس نتائج التقرير، واتهم متحدث باسمها مؤلفي التقرير "باختيار العلم"، مشيرًا إلى بحث منفصل من شركة التحليلات "بارينغا بارتنرز" أظهر أن خطط دراكس يمكن أن تفيد اقتصاد المملكة المتحدة.
وقال المتحدث "هذا التقرير المعيب لا يأخذ في الحسبان فوائد إبقاء محطة دراكس لتوليد الكهرباء منخفضة الكربون على الشبكة، ولا يقدم تحليلًا للتكاليف والفوائد للتقنيات التي يجب نشرها لتحقيق هدف الكهرباء النظيفة".
وأضاف: "خلال الشهر الماضي، وفّرت الكتلة الحيوية في بعض الأحيان مزيدًا من الكهرباء في بريطانيا مقارنة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح مجتمعة، وتعزز شركتنا أمن الطاقة في البلاد؛ حيث تحافظ على إضاءة 4 ملايين منزل بغض النظر عن الطقس".
موضوعات متعلقة..
- مفاجأة بأحدث عطاءات الكهرباء في المملكة المتحدة.. وموقفها "لا تحسد عليه"
- الطاقة الحيوية في بريطانيا أضرت بكندا بيئيًا.. كيف حدث ذلك؟
- مزيج الكهرباء في بريطانيا ينذر بكارثة.. ماذا ينتظر الحكومة الجديدة؟
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: النفط الإيراني تجاوز العقوبات الأميركية في 2024.. وهذه خطط ترمب
- الهيدروجين الأخضر.. 3 تحديات تجعل مشروعات القطاع حبرًا على ورق (دراسة)
- وزير النفط السوري لـ"الطاقة": تلقّينا وعودًا ولم يصلنا شيء.. وهذه تطورات مصفاة بانياس
المصدر:
حرق الخشب في المملكة المتحدة.. تحليل من صحيفة الغارديان البريطانية