التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

اليوم العالمي للطاقة النظيفة.. أفريقيا بين الحرمان من الكهرباء وضغط تحول الطاقة

أسماء السعداوي

يحتفل العالم في 26 يناير/كانون الثاني من كل عام باليوم العالمي للطاقة النظيفة، إيمانًا بدور هذا القطاع في خفض انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة لظاهرة تغير المناخ.

واختارت الأمم المتحدة هذا اليوم بموجب قرار الجمعية العامة في عام 2023 بهدف رفع الوعي وحشد الجهود من أجل التحول العادل والشامل إلى الطاقة النظيفة لتحقيق مصلحة كل من الإنسان والكوكب.

وتشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" إلى أن استثمارات تحول الطاقة سجلت رقمًا قياسيًا عند تريليوني دولار في عام 2023، لكنه مازال بعيدًا جدًا عن تقديرات الوكالة التي تقول، إن تحقيق أهداف عام 2030 سيتطلب 31.5 تريليون دولار.

كما تتركز تلك الاستثمارات في الدول المتقدمة وعدد محدود من الاقتصادات الناشئة مثل الصين والبرازيل والهند، حسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي أفريقيا، ما زال الملايين من سكان القارة السمراء يعيشون دون كهرباء وسط نقص استثمارات الطاقة النظيفة رغم وفرة الموارد الطبيعية، وهو ما يتطلب حلولًا أبرزها تهيئة بيئة الاستثمار عبر التعاون الدولي ووضع أطر عمل تنظيمية مناسبة.

يوم الطاقة النظيفة العالمي

احتفالًا بوم الطاقة النظيفة العالمي، عقدت إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة ندوة في نيويورك يوم 23 يناير/كانون الثاني الجاري، لتكون بمثابة "دعوة قوية للعمل وتسليط الضوء على الحاجة الملحّة إلى التحول العادل والشامل للطاقة النظيفة"، وتبادل الأفكار والتعاون وتسريع التقدم.

حضرَ الندوة الرؤساء المشاركون لمجموعة أصدقاء الطاقة المستدامة الممثلين لدول الدنمارك وإثيوبيا والنرويج وباكستان.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الطاقة النظيفة تؤدي دورًا رئيسًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وأهداف اتفاقية باريس للمناخ المُبرَمة في 2015.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- معلومات مهمة اتفاق باريس للمناخ:

اتفاق باريس للمناخ

ومن شأن التحول إلى الطاقة النظيفة أن يساعد في تقليل الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري التي يأتي 75% منها من حرق الوقود الأحفوري، كما أن كل دولار واحد يُنفَق في صناعة الطاقة المتجددة يخلق 3 أضعاف فرص العمل في الوقود الأحفوري.

وعلى صعيد الطهي، تتسبب أنواع الوقود الملوثة في وفاة 3.2 مليون شخص سنويًا، بحسب بيانات الأمم المتحدة التي اطّلعت على تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة.

ويتزامن اليوم العالمي للطاقة النظيفة مع ذكرى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في عام 2009، بهدف دعم تحول الطاقة، ولتكون منصة للتعاون الدولي وتوفير البيانات والتحليلات الخاصة بتقنيات الطاقة النظيفة والابتكارات والسياسات والتمويلات والاستثمارات ذات الصلة.

وفي السياق نفسه، أشارت مندوبة النرويج لدى الأمم المتحدة ميريت براتيستيد إلى دور شراكة بنك التنمية الأفريقي والبنك الدولي أو "المهمة 300" بوصفها "خطوة على الطريق السليم".

وتستهدف الشراكة توفير الكهرباء لنحو 300 مليون أفريقي بحلول عام 2030.

وتفصيليًا، سيعمل البنك الدولي على ربط 250 مليون مواطن بأنظمة الطاقة المتجددة الموزّعة (غير المتصلة بشبكة الكهرباء الرئيسة)، كما سيدعم بنك التنمية الأفريقي ربط 50 مليونًا آخرين.

وعلاوة على ذلك، تعهَّد التحالف الدولي للطاقة من أجل الناس والكوكب (GEAPP) ومؤسسة روكفلر الأميركية (Rockefeller) بتخصيص 10 ملايين دولار لإقامة مرفق دعم فنّي يدعم مشروعات الكهرباء في 11 بلدًا أفريقيًا.

التحول إلى الطاقة المتجددة

أكد المشاركون في ندوة اليوم العالمي للطاقة النظيفة أن صناعة الطاقة المتجددة قطعت أشواطًا طويلة، لكن المناطق النامية -وخاصة أفريقيا- تتخلف كثيرًا عن الركب العالمي.

إذ يعيش 685 مليون مواطن دون كهرباء، ومعظمهم في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وبذلك، يكون التقدم المحرَز غير كافٍ في تحقيق أهداف الوصول العالمي للكهرباء وحلول الطهي النظيف والزيادة الملموسة بالطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة.

وتُقرّ الأمم المتحدة بمعاناة فقر الكهرباء في أنحاء مختلفة من العالم، وخاصة مع ارتفاع الطلب والحاجة الملحّة إلى تسريع إزالة الكربون من أنظمة التوليد.

ولذلك، أصبح الأمر أكثر إلحاحًا من ذي قبل لحشد الجهود، وتقوية أواصر الشراكات الدولة، وإطلاق العنان للحلول التمويلية، وتعزيز الاستثمارات.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- غياب أفريقيا والدول النامية عن الدول الأكثر إنفاقًا على الطاقة النظيفة في 2023:

أكثر الدول إنفاقًا على الطاقة النظيفة في 2023

بدوره، أشار ممثل إثيوبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، تسفاي يلما، إلى خطة إنهاء حرمان مليون مواطن سنويًا من الكهرباء حتى عام 2027.

لكنه أكد العقبة التمويلية لإنجاز هذا الهدف الطموح بوصفها تحديًا للحكومة في ظل الحاجة لتغطية خدمات الديون وإنفاق الأموال على آثار تغير المناخ.

الطاقة المستدامة للجميع

تقول الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع، داميلولا أوغونبي، إن استثمارات الطاقة النظيفة سجلت تسارعًا منذ عام 2020، لكن التقدم لم يحدث بالتساوي.

يؤكد ذلك الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" التي تقول، إن العالم يواجه تحديًا خطيرًا بسبب أنماط الاستثمار السائدة المتركزة على نحو غير مناسب في الدول المتقدمة، وعدد محدود من الاقتصادات، مثل الصين والبرازيل والهند.

وبحسب مدير التخطيط لانتقال الطاقة وتحول قطاع الكهرباء في وكالة آيرينا أسامي ميكيتا، لا يحصل سوى 10% فقط من دول العالم النامي على استثمارات تحول الطاقة، ومن شأن ذلك الخلل أن يهدد كلًا من وتيرة تحول الطاقة والتوزيع المتساوي للمكاسب.

لكن في الوقت ذاته، يؤكد عدم التوازن أهميةَ وضع أطر عمل قوية لتخطيط إستراتيجيات الطاقة الوطنية، يدعمها التعاون الدولي الحاسم لمعالجة تحديات نقص الاستثمارات في دول الجنوب العالمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. ندوة اليوم العالمي للطاقة النظيفة من منصة إي إس ي أفريكا
  2. تفاصيل عن اليوم العالمي للطاقة النظيفة من موقع الأمم المتحدة
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق