هيدروجينأخبار الهيدروجينرئيسية

مشروع هيدروجين أخضر يهدد أوضح سماء لاكتشاف أسرار الكون

أسماء السعداوي

حذّرت مجموعة بحثية معنية بالبحوث الفلكية من الآثار البيئية الخطيرة لمشروع هيدروجين أخضر عملاق بإجمالي استثمارات 11 مليار دولار أميركي.

ويعوق الضوء الاصطناعي في أثناء الليل عمل مراصد الفلك، والآن قد يصبح مرصد بارانال في صحراء تشيلي شيئًا من الماضي بعد أن كان يحظى بأحلك وأوضح سماء في العالم؛ كونه ظل بعيدًا عن النشاط الحضري والصناعي.

يأتي ذلك بعدما قدّم التحالف المطور لمجمع الهيدروجين الأخضر والأمونيا "إنّا" (INNA) بيان تقييم الأثر البيئي (EIA) للحصول على تراخيص السلطات المعنية قبل البدء في البناء وذلك خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2024.

وتمتلك تشيلي مستويات سطوع عالية للشمس شمالًا، ورياح قوية جنوبًا؛ بما يؤهّلها للمنافسة السعرية بين كبار اللاعبين العالميين بأسواق الهيدروجين الأخضر، بحسب تحديثات قطاع الهيدروجين لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

أحدث مشروع هيدروجين أخضر في تشيلي

من المقرر البدء في إقامة أحدث مشروع هيدروجين أخضر في تشيلي على مساحة أكثر من 30 كيلومتر مربع في صحراء أتاكاما خلال عام 2027 وذلك على مدار 5 سنوات.

ويطور المشروع شركة "اتش إن إتش إنرجي" (HNH Energy) وهي تحالف مكون من شركة "أوستريا إنرجي" (AustriaEnergy) وشركة "أوكو ويند" (Ökowind) النمساويتين بالإضافة إلى صندوق "كوبنهاغن إنفراستكشر بارتنرز" الدنماركي (CIP).

صورة تخيُّلية لمشروع الهيدروجين الأخضر
صورة تخيُّلية لمشروع الهيدروجين الأخضر - الصورة من موقع شركة "إتش إن إتش"

وتتوقّع الشركة المطورة الحصولَ على تراخيص البناء في العام المقبل (2026)، على أن يبدأ إنتاج الأمونيا في 2030.

تزيد الطاقة الإنتاجية للمجمع على 217 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا من خلال 1.7 غيغاواط من قدرات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية و534 ميغاواط من طاقة الرياح.

وسيحوّل بعض الهيدروجين الأخضر المنتج إلى أمونيا لغرض التصدير إلى خارج تشيلي بحجم 730 ألف طن، أما باقي الإنتاج فسيجري تسييله.

ونجح المشروع في تأمين مشترٍ كبير؛ إذ وقّعت شركة تجارة الأسمدة "ترامو" (Trammo) في 2021 مذكرة تفاهم لشراء كل الأمونيا؛ لكنها لم ترقَ بعد إلى مستوى الاتفاقية.

مشروع الهيدروجين الأخضر في تشيلي

حذّر علماء الفلك في المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO) من أنه لا يمكن الجمع بين مشروع الهيدروجين الأخضر المخطط له وأكبر التلسكوبات الفضائية في العالم، مطالبين بالبحث عن أماكن بديلة بسبب التلوث الضوئي المحتمل.

والمرصد الأوروبي الجنوبي هو تحالف يضم 16 دولة أوروبية يستهدف إجراء أبحاث فلكية في نصف الكرة الجنوبي، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

ويبعد المشروع مسافة 5 إلى 11 كيلومترًا فقط من قمة جبل بارانال؛ حيث يوجد التلسكوب الكبير جدًا أو المقراب العظيم التابع للمرصد الأوروبي.

ويضم الموقع 4 تلسكوبات بعرض 27 قدمًا أو 8.2 مترًا تمنح البشر أكثر الصور وضوحًا للكون خارج نطاق كوكب الأرض.

وبحسب المجموعة؛ يفرض ذلك القرب الجغرافي خطرًا جسيمًا على "أكثر سماوات الكوكب نقاءً"، حيث أسهَم المرصد في بحث حائز على جائزة نوبل حول الثقب الأسود العملاق في مجرة درب التبانة.

 مرصد بارانال
مرصد بارانال - الصورة من "alma observatory"

وبلغت تكلفة إنشاء التلسكوب 350 مليون دولار في تسعينيات القرن الماضي وهو ما يعادل 840 مليونًا خلال الوقت الحاضر وهو إحدى أكثر أدوات الرصد الفلكي دقة وساعد في تفسير ألغاز الظواهر الغريبة بالنسبة للبشر.

وهنا، حذّر المدير العام للمرصد الأوروبي كزافييه باركونز، من تأثير مشروع الهيدروجين الأخضر المزمع في الحد من قدرات الرصد الهائلة بسبب التلوث الضوئي.

وأوضح أن المشروع سيرفع مستوى سطوح السماء بنسبة 10%، وهي نسبة كافية لجعل أفضل مرصد في العالم في مستوى المرصد العادي.

وبحسب باركونز؛ فإن ما يميز موقع المشروع هو أن السماء فوقه هي الأحلك على الإطلاق، لكن مشروع الهيدروجين الأخضر سيسرّب ضوءًا يعادل الموجود في مدينة تعداد سكانها 20 ألفًا.

يأتي ذلك بالنظر إلى حقيقة أن المرصد المهدد هو أحد المواقع المعدودة على سطح الأرض التي تخلو من التلوث الضوئي الحضري والصناعي، كما منحته السمات الجغرافية الفريدة لجبال الإنديز إمكانًا أكبر لرصد السماء بوضوح على مدار أكثر من 11 شهرًا في العام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق