الهند تشتري 7 ملايين برميل من نفط الشرق الأوسط وأفريقيا.. وشحنة نادرة
وحصة دول "أوبك" من الواردات النفطية تصل إلى 51.5% في 2024
هبة مصطفى
يبدو أن نفط الشرق الأوسط وأفريقيا يواصل جذبه للمشترين الآسيويين، في ظل المخاوف من الوقوع تحت طائلة العقوبات إذا استمر شراء الخامات الروسية.
ومع محاصرة الإدارة الأميركية للنفط الروسي بعقوبات إضافية أُقرت الأسبوع الماضي، توجه الهند أنظارها إلى السوق الفورية للبحث عن شحنات بعلاوات وخصومات.
ووفق تحديثات عقود النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بلغت مشتريات الهند من السوق الفورية لخامات الشرق الأوسط والقارة السمراء مؤخرًا 7 ملايين برميل.
ومن بين الشحنات الفورية التي حصلت عليها نيودلهي من المنطقة، كانت هناك شحنة نادرة بوساطة من شركة "توتسا Totsa" الذراع التجارية لشركة توتال إنرجي الفرنسية.
شحنات الهند من نفط الشرق الأوسط وأفريقيا
وُزِعت شحنات الهند من نفط الشرق الأوسط وأفريقيا على دولة واحدة عربية و3 دول من القارة السمراء، بإجمالي 7 ملايين برميل.
ويشمل ذلك شحنة نادرة قوامها مليونا برميل من خام مربان الإماراتي، بعدما أمنّت شركة "توتسا" لشركة النفط الهندية علاوة تسليم على ظهر السفينة تصل إلى 5 دولارات فوق سعر خام دبي.
وأسفرت عطاءات الشركة الهندية عن شراء 5 ملايين برميل إضافية، مقسّمة إلى:
- شحنة من خامي "أغبامي" و"أكبو" - نيجيريا (2 مليون برميل، بواقع مليون برميل من كل خام).
- شحنة من خام رابي الخفيف - الغابون، من شركة شل (مليون برميل).
- شحنة من خامي "أغبامي" و"نيمبا" - أنغولا، من شركة شيفرون، (2 مليون برميل، بواقع مليون برميل من كل خام).
وجاء ذلك بعدما تلقت شركة النفط الهندية عطاءات من الموردين ووسطائهم، واستعدادات لطلبات شراء إضافية من السوق الفورية، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر.
وكانت علاوات شراء نفط الشرق الأوسط قد سجّلت ارتفاعًا في السوق الفورية، يوم الخميس 16 يناير/كانون الثاني 2025.
وبلغت العلاوات أعلى مستوياتها في غضون ما يزيد على عامين، متأثرة بارتفاع الأسعار وزيادة طلب اقتصادين من أكبر مستوردي الخام عالميًا (الصين، والهند).
العقوبات الجديدة ضد النفط الروسي
تسبّبت العقوبات الجديدة ضد النفط الروسي في زيادة الطلب على نفط الشرق الأوسط وأفريقيا؛ إذ يسعى المشترون -خاصة الآسيويين- إلى تجنب وقوعهم تحت طائلة العقوبات على موسكو أو إيران.
وكنت الإدارة الأميركية الحالية قد أعلنت، الجمعة الماضي 10 يناير/كانون الثاني، حزمة إجراءات جديدة ضد خامات روسيا وبعض الشركات والناقلات، قبيل الاستعدادات لمغادرة جو بايدن البيت الأبيض، واستقبال الرئيس الجديد دونالد ترمب.
وزادت وتيرة شراء مصافي التكرير الهندية من نفط الشرق الأوسط المطروح في السوق الفورية، خوفًا من تأثر حركة الشحن البحري بالقيود على عدد كبير من الناقلات.
ووقعت تحت نطاق العقوبات 3 كيانات روسية اعتادت الهند على شراء درجات نفط منخفضة الكبريت منها قبل ضربة العقوبات الأخيرة، هي: ميناء نوفي، الهيئة المعنية بتنظيم التجارة "أركو"، محطة التصدير "فاراندي".
وخلال الأسبوع الجاري، واصلت شركة النفط الهندية إجراءات شراء شحنات لخامات حلوة وحامضة، للتحميل بدءًا من النصف الثاني لشهر فبراير/شباط المقبل حتى النصف الأول من مارس/آذار.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد منصة الطاقة- تدرج واردات النفط الهندية خلال الأعوام الـ3 الماضية:
واردات الهند النفطية من أوبك في 2024
من زاوية أخرى، زادت حصة واردات الهند النفطية من أوبك في 2024 إلى 51.5%، في ارتفاع للمرة الأولى منذ 9 سنوات؛ إذ سجّلت الواردات من دول المنظمة طوال هذه المدة انخفاضًا.
وكانت الواردات من دول المنظمة قد بلغت 49.6% خلال عام 2023، حسب بيانات نقلتها رويترز عن مصادر تجارية.
وخلال العام الماضي، بلغت واردات الهند النفطية الإجمالية (من دول أوبك وغيرها) 4.84 مليون برميل يوميًا، بارتفاع 4.3% عن العام السابق له.
وضغط التوسع في شراء النفط الروسي بعلاوات مرتفعة على واردات الهند من دول أوبك؛ إذ انخفضت حصة الشراء من دول المنظمة إلى 64.5% عام 2022 و50% في 2023.
ومع تصاعد العقوبات في بداية العام الجاري تُشير التوقعات إلى تغيرات في خريطة الشراء وانخفاض لحصة الواردات من روسيا.
ويبدو أن مقدمات حزمة العقوبات الجديدة خلال الأسابيع الأخيرة دفعت مصافي التكرير الهندية إلى زيادة الشراء من نفط الشرق الأوسط خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وسجّلت صادرات الخامات العربية إلى نيودلهي ارتفاعًا إلى ما يقرب من 52% خلال الشهر ذاته، في أعلى مستوى لها منذ 22 شهرًا.
ورغم تقلبات الشراء؛ فقد حافظت روسيا -شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي- على صدارة موردي النفط إلى الهند، وحل في المرتبة الثانية والثالثة: العراق والسعودية، على الترتيب.
موضوعات متعلقة..
- نفط الشرق الأوسط وأفريقيا المفضّل لآسيا.. ماذا يحدث لإمدادات روسيا وإيران؟
- واردات الهند من نفط الشرق الأوسط ترتفع 10.8%.. ودولتان عربيتان في المقدمة
- صادرات النفط العراقي إلى الهند تترقب طفرة في 2025
اقرأ أيضًا..
- حقل نفط عراقي يقترب من إنتاج 750 ألف برميل يوميًا
- شبكة الكهرباء في سوريا.. حلول عاجلة لحل الأزمة (مقال)
- سفينة حفر عملاقة تغادر مصر بعد فشل العثور على الغاز
المصادر:
- بيانات شحنات الهند من نفط الشرق الأوسط وأفريقيا، من رويترز.
- حصة دول أوبك من واردات الهند النفطية في 2024، من رويترز.