التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

تكاليف خط أنابيب 5 الكندي تتجاوز التوقعات.. وحلول مقترحة لتسريع إغلاقه

قد تتجاوز التكاليف 1.5 مليار دولار

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • التكاليف المقدّرة لمشروع نفق خط أنابيب 5 الكندي تتجاوز التوقعات
  • بدائل مقترحة لنقل الوقود وتقليل مخاطر خط أنابيب 5
  • مع توقع انخفاض الطلب على النفط والمنتجات الأخرى تصبح استثمارات إنبريدج عديمة الجدوى

بات خط أنابيب 5 الكندي، الذي يمر عبر الولايات المتحدة، واحدًا من أكثر القضايا إثارة للجدل في السنوات الأخيرة.

ويعود تاريخ الخط إلى أكثر من 70 عامًا، وهو مسؤول عن نقل النفط الخفيف والبروبان وسوائل الغاز من ألبرتا إلى شرق كندا عبر البحيرات العظمى، ومرورًا بولاية ميشيغان الأميركية.

وتحول الخط مع مرور الزمن إلى مصدر قلق بيئي وقانوني متزايد، نتيجة لتقادم بنيته وارتفاع المخاطر المحتملة لتسربات نفطية قد تؤثر في البحيرات العظمى، وهي واحدة من أهم مصادر المياه العذبة في العالم.

وتخطط شركة إنبريدج الكندية لحفر نفق تحت مضيق "ماكيناك" -الذي يربط بحيرتي ميشيغان وهورون- بهدف استبدال جزأين مغمورين من خط الأنابيب بخط أنابيب جديد واحد يبلغ قطره 30 بوصة.

ويرى تقرير حديث، اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن الخطة مكلفة وغير مدروسة، مشددًا على ضرورة تسريع الشركة الكندية إغلاق الخط.

وتواجه الخطة أيضًا تحديات إضافية بسبب قرارات قانونية تتعلّق بتعديات على أراضي السكان الأصليين، ما دفع الشركة إلى اقتراح تحويل مسار جزء من الخط، وهو ما يزيد من أعباء التكاليف.

الجدل حول مشروع نفق خط أنابيب 5 الكندي

سبق أن وافقت الهيئة المسؤولة عن ممر مضيق ماكيناك (MSCA) ولجنة الخدمات العامة في ميشيغان (MPSC) على تثبيت خط الأنابيب الجديد المقترح، بشرط إيقاف تشغيل الخط القديم بعد اكتمال مشروع نفق خط أنابيب 5 الكندي.

ومع ذلك، أثار المشروع انتقادات واسعة من منظمات غير ربحية وحكومات قبلية التي رفعت استئنافًا في ديسمبر/كانون الأول (2023)، للمطالبة بمراجعة شاملة لبدائل النفق المقترح.

ويشدد المعارضون على المخاطر المحتملة التي تهدد البحيرات العظمى التي تمثّل 84% من المياه العذبة السطحية في أميركا الشمالية، حال وقوع تسرب نفطي كارثي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

إلى جانب ذلك، تواجه إنبريدج دعاوى قضائية إضافية من قبيلة "باد ريفر" في ولاية ويسكونسن، التي تطالب بوقف تشغيل جزء من خط أنابيب 5 الكندي يعبر أراضيها، مشيرة إلى أن استمراره يمثّل تعديًا غير قانوني منذ انتهاء حق الانتفاع في 2013.

بالإضافة إلى ذلك، تعارض الحكومة الكندية جهود ولاية ميشيغان لإغلاق الخط القديم، وطالبت بحل تفاوضي بناءً على معاهدة العبور لعام 1977 مع الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، تسعى شركة إنبريدج لاستئناف حكم المحكمة بشأن التعدي على أراضي القبيلة، وتبحث عن حلول بديلة مثل تحويل مسار الأنابيب عبر مسافة 41.2 ميلًا.

توضح الخريطة التالية -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- مسار خط أنابيب 5 الكندي:

خط أنابيب 5 - إنبريدج

ارتفاع تكاليف مشروع نفق خط أنابيب 5 الكندي

في البداية، قدرت شركة إنبريدج تكاليف مشروع نفق خط أنابيب 5 الكندي بـ500 مليون دولار في عام 2018، لكن هذه التقديرات شهدت تصاعدًا ملحوظًا نتيجة لتغيرات في التصميم والظروف الاقتصادية.

وفي عام 2019، قررت الشركة توسيع قطر النفق من 10 إلى 21 قدمًا بعد نتائج التقرير الجيولوجي، ما يزيد من حجم النفق بنحو 3.67 مرة مقارنة بالخطة الأصلية، هذا التغيير أدى إلى زيادة كبيرة في تكاليف الحفر وإدارة تسرب المياه، ما يعقّد من عملية التنفيذ.

وخلال عام 2020، زادت التقديرات إلى قرابة 950 مليون دولار، ثم أشارت تقديرات أخرى عن تكاليف قد تتجاوز 750 مليون دولار في 2022، مع احتمال استمرار ارتفاع التكاليف.

وبحسب ما جاء في تقرير معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، من المتوقع أن تتجاوز التكاليف 1.5 مليار دولار.

وقد تُسهم بعض العوامل في زيادة التكاليف، أبرزها:

  • في مشروع نفق خط أنابيب 5 الكندي، تبيّن أن الصخر أعمق مما كان متوقعًا، ما استدعى تعديل التصميم لزيادة عمق الحفر بأكثر من 100 قدم عن المخطط الأصلي، ما يزيد التكاليف والتحديات الفنية.
  • ثمة قلق من عدم كفاية التحليلات الجيولوجية، إذ حذّرت دراسة من أن عدم اليقين في البيانات الجيولوجية يشكّل خطرًا ماليًا وتقنيًا على المشروع.
  • فرض شروط صارمة من هيئة تنظيم الطاقة في ميشيغان لضمان سلامة المشروع، واحتمال فرض هيئات أخرى مزيدًا من متطلبات السلامة المتعلقة بالصيانة والمراقبة داخل النفق بعد الانتهاء من البناء، وستكون هناك صعوبة في إجراء عمليات صيانة روتينية داخل النفق أو التعامل مع الحوادث والتسربات.

فضلًا عن ذلك، قد ترتفع تكاليف مشروع تحويل مسار خط الأنابيب في ويسكونسن مما كان متوقعًا في 2021، حيث بلغت التكلفة المقدرة في 2024 نحو 450 مليون دولار، ولكن من المرجح أن تتجاوز التكلفة 500 مليون دولار، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

معدات على طول مسار خط أنابيب 5 الكندي في سارنيا
معدات على طول مسار خط أنابيب 5 في سارنيا - الصورة من بلومبرغ

بدائل خط أنابيب 5 الكندي

في مواجهة المخاطر البيئية المتزايدة التي يشكلها خط أنابيب 5 الكندي، بدأت العديد من المنظمات البيئية والاقتصادية في البحث عن حلول بديلة لضمان استمرار نقل الوقود.

وقدمت منظمات غير ربحية تقريرين يطرحان خيارات بديلة، أبرزها الاستفادة من خط أنابيب إنبريدج الحالي "خط 78"، لنقل جزء كبير من النفط الخام، مع دعم من وسائل النقل البحرية والسكك الحديدية.

كما حددت التقارير مصادر بديلة متعددة لنقل البروبان وسوائل الغاز، ما يقلل الاعتماد على خط أنابيب 5 الكندي.

ورغم انتقادات شركة إنبريدج لهذه البدائل فإن التقارير أظهرت أن الحلول المقترحة توفّر مرونة في الخيارات، ويمكن تنفيذها بتكاليف منخفضة نسبيًا.

ومع احتمال انخفاض الطلب على النفط والمنتجات الأخرى في المستقبل، فإن هذه البدائل قد تمثل خيارًا مناسبًا.

وبناءً على ذلك، خلص التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، إلى عدة نقاط:

  • يجب على شركة إنبريدج إعادة النظر في إستراتيجيتها الحالية التي تركز على استثمار مليارات الدولارات في إعادة تصميم الأجزاء المتضررة من خط أنابيب 5 الكندي.
  • اتباع نهج سريع ومدروس لإغلاق الخط سيُسهم في تخفيف عبء الديون ويقلّل من المعارك القانونية المرتبطة بالمشروعات.
  • إغلاق الخط سيوفّر لشركة إنبريدج فرصة لتحديد مسار أكثر مرونة في الانتقال إلى مصادر بديلة.
  • من الضروري أن يُعيد كل من الولايات المتحدة وكندا والهيئات المعنية بالمشروع النظر في الفوائد الكبيرة للبدائل.

الخلاصة..

خط أنابيب 5 الكندي يواجه تحديات بيئية وقانونية متزايدة، فضلًا عن ارتفاع التكاليف، ما أدى إلى دعوات لإغلاقه، في الوقت نفسه، تبرز الحلول البديلة خيارًا مناسبًا لتجنّب المخاطر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. فوائد إغلاق شركة إنبريدج خط أنابيب 5 الكندي من معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق